الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى الحميم
الحَمِيم والحَمِيمة: الماءُ الحارّ، والماءُ البارد، من الأَضداد. وقيل: الشَّديد الحرارة. قال:
وسَاغ لىَ الشَّرَابُ وكنت قبلاً
…
أَكاد أَغصُّ بالماءِ الحميم
أَى البارد. وقال آخر:
سقياً لظلِّك بالعشىّ وبالضُّحى
…
ولبَرْد مائك والمياهُ حميمُ
لو كنت أَملك منع مائك لم يذق
…
ما فى قِلاتك ما حييتُ لئيم
وقال تعالى: {يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الحميم} وقيل للماءِ الحارّ فى خروجه من منبعه: حَمَّة. ورُوِىَ: العالِم كالحَمّة، يأْتيها البُعَداءُ، ويزهد فيها القُرباءُ. وسُمّى العَرَق حميماً على التشبيه. وسمّى الحَمّام إِمّا لأَنَّه يعرّق، وإِمّا لما فيه من الماءِ الحارّ، واستحمّ: دخل الحمّام.
وقوله تعالى: {فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ. وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ} هو القريب المشفِق. وكأَنَّه الَّذى يَحْتَدُّ حماية لذويه. وقيل لخاصة الرّجل: حامَّتُه وذلك لما قلنا. ويدلّ على ذلك أَنَّه قيل للمشفِقين من أَقارب الإِنسان:
حُزَانَته، أَى الَّذين يحزنون له. واحتمّ لفلان اَى احتدّ. وأَحَمَّ الشَّحمَ: أَذابه فصار كالحميم.
وقوله تعالى: {وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ} فهو يفعول من ذلك. قيل: أَصله الدّخان الشَّديد السّواد، وتسميته إِمّا لما فيه من فَرْط الحرارة كما فسّر فى قوله تعالى:{لَاّ بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ} أَو لِما تصوّر فيه من الحُمَمَة وإِليه أُشِير بقوله: {لَهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النار} .
وعُبّر عن الموت بالحِمَام لقولهم حُمّ كذا أَى قُدِّر. والحُمَّى سمّيت [إما] لما فيها من الحرارة المفرِطة. ومنه قوله صلى الله عليه وسلم "الحُمَّى من فَيْح جهنَّم" وإِمّا لما يَعْرض فيها من الحَميم أَى العَرَق، أَو لكونها من أَمارات الحِمَام، لقولهم الحمّى رائد الموت أَو بَريد الموت، وقيل: باب الموت. وحمّم الفَرْخُ إِذا اسودَّ جِلْدُهُ من الرّيش. ومنه الحَمَام لا زمام له لا يدخل الشيطان بيتاً فيه حمامة. وفيه أَيضا: الحَمام حبيبى وحبيب الله. وتسبيحه أَن يقول سبحان المعبود بكلّ مكان، سبحان المذكور بكل لسان، ضعيف جدّاً.