الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى الثياب والثواب
وقد ورد فى القرآن على ثمانية أَوجه:
الأَوّل: ثوب الفراغ والاستراحة {وَحِينَ تَضَعُونَ ثيابكم مِّنَ الظهيرة} .
الثانى: لباس التجمُّل والزِّينة {أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ} .
الثالث: ثياب الغفلة والجراءة {واستغشوا ثِيَابَهُمْ} .
الرّابع: لصناديد قريش ثوب الاطِّلاع على السرِّ والعلانيةِ {أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ} .
الخامس: للنبىّ صلى الله عليه وسلم ثوب الصلاة والطّهَارة {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} .
السّادس: للكفَّار ثوب العذاب والعقوبة {قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارِ} .
السابع: لأَهل الإِيمان ثوب العزِّ والكرامة {عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ} .
الثامن: للخواصّ ثياب النُّصرة والخُضْرة فى الحضْرة {وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُنْدُسٍ} .
وأَصل الثَّوب رجوع الشئِ إِلى حالته الأُولى التى كان عليها، أَو إِلى حالته المقدّرة المقصودة بالفكرة، وهى الحالة المشار إِليها بقولهم: أَول الفكرة آخر العمل.
فمن الرّجوع إِلى الحالة الأُولى قولهم: ثاب فلان إِلى داره، وثاب إِلىَّ نَفْسى. ومن الرّجوع إِلى الحالة المقصودة المقدّرة بالفكرة الثوب، سمّى بذلك لرجوع الغَزْل إِلى الحالة الَّتى قُدِّر لها. وكذا ثوب العمل. وجمع الثوب أَثواب، وثياب.
والثواب: ما يرجع إِلى الإِنسان من جزاءِ أَعماله. فسمّى الجزاءُ ثواباً تصوّراً أَنَّه هو. أَلا ترى أَنه كيف جعل الجزاء نفس الفعل فى قوله: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ} ولم يقل: ير جزاءَه.
والثواب يقال فى الخير والشر، لكن الأكثر المشهور فى الخير. وكذلك المَثُوبة. وقوله تعالى {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِّن ذلك مَثُوبَةً} فإِنَّ ذلك استعارة فى الشرّ كاستعارة البشارة فيه. والإِثابة يستعمل فى المحبوب {فَأَثَابَهُمُ الله بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ} وقد قيل ذلك فى المكروه أَيضاً نحو {فَأَثَابَكُمْ غَمّاًً بِغَمٍّ} على الاستعارة كما تقدّم. والتثويب لم يرد فى التَّنزيل إِلَاّ فيما يكره نحو {هَلْ ثُوِّبَ الكفار مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} .
وقوله تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا البيت مَثَابَةً لِّلنَّاسِ} قيل: معناه: مكاناً
يثوب النَّاس إِليه على مرور الأَوقات. وقيل: مكاناً يكتسب [فيه] الثَّواب قال الشَّاعر.
وما أَنا بالباغى على الحُبِّ رِشوة
…
قبيحٌ هوىً يُبْغى عليه ثوابُ
وهل نافعى أَن تُرْفع الحُجْب بيننا
…
ومن دون ما أَمّلتُ منك حجاب
إِذا نلت منك الودّ فالمال هَيّن
…
وكل الذى فوق التراب تراب
وقد ورد الثواب فى القرآن على خمسة أَوجه:
الأَوّل: بمعنى جزاء الطَّاعة {هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً} {نِعْمَ الثواب وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً} .
الثانى: بمعنى الفتح والظفر والغنيمة {فَآتَاهُمُ الله ثَوَابَ الدنيا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخرة} فثواب الدّنيا هو الفتح والغنيمة.
الثالث بمعنى وعد الكرامة {فَأَثَابَهُمُ الله بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ} أَى وعدهم.
الرَّابع: بمعنى الزِّيَادة على الزِّيادة {فَأَثَابَكُمْ غَمّاًً بِغَمٍّ} أَى زَادكُمْ غَمّاً (على غم) .
الخامس: بمعنى الرَّاحة والمنفعة {مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدنيا فَعِندَ الله ثَوَابُ الدنيا والآخرة} .