الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى الباء
وقد ورد فى القرآن، وفى كلام العرب، على وجوه:
الأول: حرف مِن حروف المتهجى بها. ومخرجه من انطباق الشفتين قرب مخرج الفاء. ويمدّ ويُقصر. والنسبة باوىّ وبائِى. وبيّب باء حسنة، وحسنا. وجمع المقصور أَبواء (كذَا وأَذْواءٍ) وجمع الممدودِ باءَات كحالات.
الثانى: اسم لعدد اثنين فى حساب الجُمَّل.
الثالث: الباءُ الأَصلى؛ كباء برك، وكبر، وركب.
الرّابع: باءُ الإِلصاق. ويكون حقيقة؛ كأَمَسكْتُ بزيد، ومجازاً؛ كمررت به.
الخامس: يكون للتعدية؛ نحو {ذَهَبَ الله بِنُورِهِمْ} {وَلَوْ شَآءَ الله لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ} .
السّادس: باءُ السّببية: {فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ} ، وقال الشاعر:
قد سُقِيت آبالهم بالنَّار
وفى الحديث: "لن يدخُل أَحدكم الجنَّة بعمله".
السّابع: باءُ الاستعانة؛ كباءِ بسم الله الرّحمن الرّحيم، وقولك: نَجَرتُ بالقدوم، وكتبت بالقلم.
الثامن: باءُ العِوَض؛ كقول الشاعر:
ولا يواتيك فيما ناب من حدَث
…
إِلَاّ أَخُو ثِقَة فانظر بمن تثق
أَراد مَن تثق به فزادها عوضاً عنه.
التَّاسع: باءُ المصاحبة: {اهبط بِسَلَامٍ} ، {وَقَدْ دَّخَلُواْ بالكفر} ، {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} ، سبحانك الله وبحمدك.
العاشر: باءُ المقابلة: {ادخلوا الجنة بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} ، وقولك: كافأْت إِحسانه بضعف. اشتريته بأَلف.
الحادى عشر: باءُ المجاوزة: {فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً} ، {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السمآء بالغمام} {السَّمَآءُ مُنفَطِرٌ بِهِ} .
الثانى عشر: باءُ الغاية، وهى الَّتى بمعنى إِلى:{وَقَدْ أَحْسَنَ بي} .
الثالث عشر: باءُ البدل:
فليت لى بهمُ قوما إِذا ركبوا
…
شَنُّوا الإِغارة فرساناً وركباناً
الرابع عشر: باءُ الاستعلاءِ بمعنى عَلى: {مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ} {وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ} بدليل {وَإِنَّكُمْ لَّتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ} وقال:
أَربّ يبول الثُعْلبان برأسه
…
لقد ذَلّ من بالت عليه الثعالب
{يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الذين كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرسول لَوْ تسوى بِهِمُ الأرض} ، زَيْد بالسطح.
الخامس عشر: باءُ التبعيض: {عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ الله} أَى منها.
شربن بماءِ النحر ثم ترفعتْ
وقول الآخر:
فلثِمْتُ فاها آخِذاً بقرونها
…
شُرب النزيف ببرْد ماءِ الحَشْرج
السّادس عشر: باءُ القسم: أَقسم بالله.
السّابع عشر: باءُ التعليل: {إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ باتخاذكم العجل} .
الثامن عشر: باء الظرفيّة: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ الله بِبَدْرٍ} {نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ} وقال الشَّاعر:
ويُستخرجُ اليربوع من نافقائه
…
ومن جُحْرِه بالشَّيْخَة اليُتقصّع
التَّاسع عشر: الباءُ الَّتى تدخل على الاسم لإِرادة التشبيه، كقولهم: لقيت بزيد الأَسد، ورأَيت بفلان القمر. والصحيح أَنها للسبب.
العشرون: باءُ التقليل، كقول الشاعر:
فلئن صرت لا تُحير جوابا
…
لما قد تُرى وأَنت خطيب
الحادى والعشرون: الباءُ الزَّائدة، وهى المؤكِّدة. وتزاد فى الفاعل. {كَفى بِاللهِ شَهِيداً} أَحْسِنْ بزيد، أَصله حَسُن زيد، وقال الشاعر:
كفى ثعلا فخراً بأَنَّك منهم
…
ودهرٌ لأَن أَمسَيْت من أَهله أَهل
وفى الحديث "كفى بالمرءِ كذباً أَن يحدِّث بكلّ ما سمع" ويزاد ضرورة كقوله:
أَلم يأْتيك والأَنباءُ تَنْمى
…
بما لاقت لبونُ بنى زياد
وقوله:
مهمالى الليلة مهماليه
…
أَودى بنعلىّ وسِرْباليه
وتزادُ فى المفعول {وَلَا تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التهلكة} {وهزى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النخلة} .
نضرب بالسّيف ونرجو بالفرج
سود المحاجر لا يقرأْن بالسور
وقلَّت فى مفعول ما يتعدّى لاثنين؛ كقوله:
تَبَلَتْ فؤادَك فى المنام خَرِيدَةٌ
…
تسقى الضَّجيعَ بباردٍ بسّامِ
ويزاد فى المبتدأ: {بِأَيِّكُمُ المفتون} ، بحسبك درهم، خرجت فإِذا بزيدٍ. ويزاد فى الخبر {وَمَا الله بِغَافِلٍ} ، {جَزَآءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا} .
ومنعكها بشئ يستطاع
ويزاد فى الحال المنفىّ عاملها:
فما رجعت بخائبة ركاب
…
حكيم بن المسيّب منتهاها
وليس بذى سيف وليس بنبَّال
ويزاد فى التوكيد بالنَّفس والعين {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ} .
ومن أقسام الباءِ الباءُ المبدلة؛ كمكَّة وبكَّة، ولازم ولازب، والباءُ المكرّرة، كباءِ الرّب، وكبّر، وتكبّر. ومنها باءُ الاستقامة {آمَنَّا بِرَبِّنَا} أَى استقمنا {فاستمسك بالذي أُوحِيَ إِلَيْكَ} . ومنها باءُ التعبير. وتكون متضمّنة لزيادة العلم:{قُلْ أَتُعَلِّمُونَ الله بِدِينِكُمْ} ومنها الباءُ اللُّغوى، وهو الرّجل الشَّبق. الباءُ أَيضاً: النكاح. وكذلك الباءَة والباه.