الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى الخلف والخلق
خَلْفٌ - وقد يقال بأل - نقيض قُدّام. قال تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} وخَلَف. نقيض تقدّم وسَلَف. فالمتأَخِّر لقصور منزلته يقال له: خَلْف. ولهذا قيل: خلْف سوء. والمتأَخر لا لقصور منزلته يقال له: خَلَف، قال تعالى:{فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ} وقيل: "سكت أَلْفا، ونطق خَلْفاً" أَى رديئا من الكلام. وهو خَلَف صِدق من أَبيه إِذا قام مقامه. وقيل: الخَلَفُ والخَلْف سواء. وقال اللَّيث: السّاكن للأَشرار خاصّة والمتحرّك لضدّهم.
وتخلَّف: تأَخَّر أَو جاءَ خَلْف آخر أَو قام مقامه. ومصدره الخِلَافة. وخلف خَلَافة فهو خالف أَى رَدِئ أَحمق. والْخِلْفة - بالكسر -: الاسم من الاختلاف أَى التردّد {جَعَلَ الليل والنهار خِلْفَةً} أَى يجئ هذا فى إِثر هذا. ويقال: هنّ يَمشين خِلْفة أَى تذهب هذه وتجئ هذه. قال زهير ابن أَبى سُلْمَى:
بها العِين والآرام يمشين خِلفة
…
وأَطلاؤها ينهضن مِن كلِّ مَجْثَم
ويقال أَيضاً: القوم خِلْفة، وبنو فلان خِلْفة، أَى نصفهم ذكور ونصفهم
إِناث. وخلف فلاناً يخلُفه إِذا كان خليفته وقائماً بالأَمر عنه إِمّا معه وإِمّا بعده. قال تعالى: {وَلَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَا مِنكُمْ مَّلَائِكَةً فِي الأرض يَخْلُفُونَ} .
والخِلَافَة: النِّيابة عن الغير. إِمّا لغَيْبَة المَنُوب عنه وإِمّا لموته وإِمّا لعجزه وإِمّا لتشريف المستخلَف. وعلى هذا الوجه الأَخير استخلَف اللهُ أَولياءَه فى الأَرض. قال تعالى: {وَهُوَ الذي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الأرض} والخلائف جمع خليفة والخُلفاءُ جمع خليف، قال تعالى:{إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَآءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ} والخليفة: السّلطان الأَعظم. وقد يؤنَّث. أَنشد الفَرَّاء.
أَبوك خليفة ولدته أُخرى
…
وأَنت خليفةٌ، ذاك الكمالُ
زاد ابن عبّاد الخليف والجمع الخلائف، جاءوا به على الأَصل مثل كريمة وكرائم. وقالوا أَيضا: خُلَفاء من أَجل أَنَّه لا يقع إِلَاّ على مذكَّر وفيه الهاءُ، جمعوه على إِسقاط الهاءِ فصار مثل ظريف وظرفاء، لأَن فَعِيلة بالهاءِ لا يجمع على فُعَلاء. وقوله تعالى:{وَقَالَ موسى لأَخِيهِ هَارُونَ اخلفني فِي قَوْمِي} أَى كن خليفتى وقم مقامى فيهم.
والاختلاف والمخالفة: أَن يأْخذ كلُّ واحد طريقاً غير طريق الآخر فى حاله أَو فعله. والخلاف أَعمّ من الضدّ، لأَنَّ كلَّ ضدّين مختلفان وليس كلّ مختلفين ضدّين. ولمّا كان الاختلاف بين النَّاس فى القول قد يقتضى
التنازع استعير ذلك للمنازعة والمجادلة، قال تعالى:{فاختلف الأحزاب مِن بَيْنِهِمْ} وقوله تعالى: {وَإِنَّ الذين اختلفوا فِي الكتاب} قيل: معناه خَلَفوا نحو كسب واكتَسَب. وقيل: أَتَوْا فيه بشئ خلاف ما أَنزل الله. وقوله: {لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الميعاد} من الخِلاف أَو من الخُلْف. وقوله تعالى: {إِنَّ فِي اختلاف الليل والنهار} أَى فى مجئ كلَّ واحد منهما خَلْف الآخر وتعاقبهما.
والخُلْف: الاسم من الإِخلاف. يقال: وعدنى فأَخلفنى أَى خالف الميعاد، قال تعالى:{مَآ أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ} . وأَخلفه: ردّه إِلى خَلْفه. وأَخلف النبتُ: أَخرج الخِلْفة، وهى ورق يخرج بعد الورق الأَوّل فى الصّيف. وأَخلف الثوب: أَصلحه. ويقال لمن ذهب له ولد أو مال أَو شئ يستعاض: أَخلف الله
عليك. أَى ردّ الله عليك مثل ما ذهب. وأَخلف فلان لنفسه إِذا كان قد ذهب له شئ فجعل مكانه آخر. قال تميم بن أُبى [بن] مقبل:
أَلم تر أَن المال يخلُف نسله
…
ويأْتى عليه حقّ دهر وباطلُهْ
فأَخلفْ وأَتلفْ إِنما المالُ عَارَةٌ
…
وكُلْهُ مع الدهر الذى هو آكلهُ
يقول استفد خَلَف ما أَتلفت. وخَلَف اللهُ عليك أَى كان لك منه خليفةٌ.
وقوله تعالى: {لَاّ يَلْبَثُونَ خِلفَكَ إِلَاّ قَلِيلاً} أَى بعدك، وقرئ (خِلَافَكَ) أَى مخالَفة لك. وقوله:{أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ} أَى إِحداهما من جانب والأُخرى من جانب آخر.
وخلَّفته تخليفاً: تركته خلفى، قال تعالى:{فَرِحَ المخلفون بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ الله} أَى مخالفين. والخالف: المتأَخِّر عنك لنقصان أَو قصور كالمتخلِّف، قال تعالى:{مَعَ الخالفين} . والخالفة: عمود الخيمة المتأَخِّر، ويُكْنى بها عن المرأَة لتخلُّفها عن المرتحلين وجمعه خوالف. قال تعالى:{رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الخوالف} أَى مع النِّساءِ. والخالفة: الأَحمق، وهو خالفة بيّن الخَلَافة أَى أَحمق. والخالفة: الأَمّة الباقية
بعد الأُمّة السّالفة. وهو خالفة أَهل بيته وخالفهم إِذا كان لا خير فيه ولا هو نجيب.
وقول عمر: لو أُطيق الأُذان مع الخِلِّيفى لأَذَّنتُ. كأَنَّه أَراد بالخِلِّيفى كثرة جهده فى ضبط أُمور الخلافة وتصريف أَعِنَّتها؛ فإِن هذا النَّوع من المصارد يدل على معنى الكثرة.