الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى البقية
وقد وردت على وجوه.
الأَوّل: بمعنى المال والحلال: {بَقِيَّةُ الله خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} .
الثانى: الباقية بمعنى الصّلاة: {والباقيات الصالحات} أَى الصّلوات الخمس.
الثالث: بمعنى ميراث الأَموات: {وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ موسى وَآلُ هَارُونَ} .
الرّابع: بمعنى قِلَّة القوم والتَّبَع {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ القرون مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ} {فَهَلْ ترى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ} .
وأَصل البقاء: ثبات الشئِ على الحالة الأُولى. وهو يضادّ الفناءَ. وقد بقِى يبقى بقاءً، وبَقَى - كرمى - لغةٌ. وفى الحديث: بَقَينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أَى انتظرناه، ورصدنا له مدّة كثيرة.
والباقى ضربان: باقٍ بنفسه لا إِلى مدّة. وهو البارئُ تعالى، ولا يجوز عليه الفناءُ، وباقٍ بغيره، وهو ما عداه، ويصحّ عليه الفناءُ. والباقى بالله ضربان: باقٍ بشخصه إِلى أَن يشاءَ الله أَن يفنيه: كبقاءِ الأَجرام السّماويّة،
وباقٍ بجنسه، ونوعِه، دون شخصه، وجزئه، كالإِنسان، والحيوانات. فكذا فى الآخرة باقٍ بشخصه؛ كأَهل الجنَّة؛ فإِنهم يَبْقَوْن على التأْبيد لا إِلى مُدة، وباقٍ بنوعه، وجنسه؛ كما روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أَنَّ ثمار الجنَّة يقطعها أَهلها، ويأْكلونها، ثمّ تُخلف مكانها مثلَها.
ولكون ما فى الآخرة دائما قال الله تعالى: {وَمَا عِندَ الله خَيْرٌ وأبقى} .