الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى الحديث
وقد ورد فى القرآن على خمسة أَوجه: الأَوّل بمعنى: الأَخبار والآثار. {أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ الله عَلَيْكُمْ} أَى أَتخبرونهم. الثَّانى بمعنى: القول والكلام {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ الله حَدِيثاً} أَى قولاً. الثَّالث بمعنى: القرآن العظيم {فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ} {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} . الرّابع بمعنى: القِصَصَ ذات العِبَرِ {الله نَزَّلَ أَحْسَنَ الحديث} أَى أَحسن القِصَصِ. الخامس بمعنى: العِبَر فى حديث الكفَّار والفجّار {فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ} قال الشاعر:
كلُّ العلومِ سوى القُرْآنِ مَشْغَلة
…
أَو الأَحاديث من دون الدواوينِ
فبالقرَانِ أُقيمت كلُّ مائلةٍ
…
وبالحديث استقامتْ دولةُ الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا
…
وما سواه فوسواس الشياطين
وكلُّ كلام يَبلغ الإِنسان من جهة السّمع أَو الوحى فى يقظته أَو منامه يقال له: حديث. قال تعالى {وَإِذَ أَسَرَّ النبي إلى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً} وقوله {وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأحاديث} أَى ما يحدّث به الإِنسان فى نومه.
والحديث أَيضاً: الطرىّ من الثمار. ورجل حَدُث: حسن الحديث. ويقال لكلِّ ما قرب عهده: حديث، فَعَالا كان أَو مقالاً، قال تعالى {حتى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً} .
والحُدُوث: كون الشئ بعد أَن لم يكن، عَرَضاً كان أَو جوهراً، وإِحداثه: إِيجاده. وإِحداث الجوهر ليس إِلَاّ لله تعالى. والمحدَث: ما أُوجد بعد أَن لم يكن، وذلك إِمّا فى ذاته أَو إِحداثه عند من حصل عنده نحو: أَحدثت مِلكاً. ورجل حَدَث وحديث السّنِّ بمعنًى، وحِدْث النساء بالكسر أَى محادثهنَّ وتحادثوا وصاروا أحدوثة. والحادثة: النَّازلة العارضة.