الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى الأرض
هو الجِرْم المقابل للسّماءِ. وجمعه أَرَضُون، وأَرَضات، وأُرُوض، وآراض والأَراضى جمعٌ غير قياسىّ. ولم يأْت بجمعها القرآن. ويُعَبِّر بها عن أَسفل الشَّىء؛ ما يعبّر بالسّماءِ عن أَعلاه. والأَرض أَيضاً: أَسفلُ قوائم الدّابة، والزُكَامُ والنُفْضة، والرعدة.
وقوله تعالى: {يُحْيِي الأرض بَعْدَ مَوْتِهَا} عبارة عن كلّ تكوين بعد إِفساد، وعود بعد بَدْء ولذلك قال بعض المفسّرين: يُعنى به تلْيين القلوب بعد قساوتها. وأَرْض أَريضة: حَسَنة النبْت، زكيّة معجبة للعين، خليقة للخير. والأَرَضة محرّكة: دودة خبيثة مفسِدة. وخَشَب مأْروض: أَكلته الأَرضة. والأُرْضة - بالكسر وبالضمّ، وكعِنبة -: الكلأُ الكثير. وأَرِضت الأَرضُ - كسمع -: كثر كلؤها. والتَّأريض: تشذيب الكلام، وتهذيبه، والتثقيل، والإِصلاح. وفى بعض الآثار: إِنَّ الأَرض بَيْن إِصبعَىْ مَلَك يقال له: قصطائل. وفيه: خلق الله جوهرا غِلَظه كغلظ سبع سماوات، وسبع أَرضين، ثمّ (نظر إِلى) الجوهر، فذاب الجوهر
من هَيْبَة الجَبَّار، فصار ماءً سَيّالاً، ثمّ سَلَّط ناراً على الماءِ، فعلا الماءُ وعلاهُ زَبَدٌ، وارتفع منه دخان، فخلق الله السّماوات من الدّخان، والأَرضَ من الزَّبَد، وكانت السّماوات والأَرضون متراكمة، ففتقهما الله تعالى، ووضع بينهما الهواءَ. فذلك قوله تعالى:{كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا} قال الشاعر:
منها خُلِقْنَا وكانت أُمّنا خُلقت
…
ونحن أَبناؤها لو أَننا شُكُر
هى القَرَار فما نبغِى به بدلاً
…
ما أَرحمَ الأَرضَ إِلَاّ أَننا كُفُر
وسئل بعضهم، وقيل: إِنَّ ابن آدم يعلم أَنَّ الدّنيا ليست بدار قرار، فلِمَ يطمئنّ إِليها؟ فقال: لأَنَّه منها خُلق، فهى أُمّه، وفيها وُلد فهى مَهْده، وفيها نشأَ فهى عُشُّه، وفيها رُزِق فهى عَيْشُه، وإِليها يعود فهى كِفَاتُه، وهى ممرّ الصّالحين إِلى الجنَّة.
وذكر الأَرض فى القرآن على أَربعة عشر وجهاً.
الأَوّل: بمعنى الجنَّة: {أَنَّ الأرض يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصالحون} .
الثانى: بمعنى أَرض الشَّأْم وبيت المقدس: {كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأرض} يعنى أَرض الشام.
الثالث: بمعنى المدينة النبويّة: {أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ الله وَاسِعَةً} {إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فاعبدون} {يَجِدْ فِي الأرض مُرَاغَماً كَثِيراً} .
الرّابع: بمعنى أَرض مصر خصوصاً: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الأرض} {اجعلني على خَزَآئِنِ الأرض} {عَلَى الذين استضعفوا فِي الأرض} .
الخامس: بمعنى أَرض ديار الإِسلام {إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأرض} .
السّادس: بمعنى جميع الأَرض: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأرض} ، {وَفِي الأرض آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ} ، {خَلَقَ الله السَّمَاوَاتِ والأَرْض} .
السّابع: بمعنى تراب القبر {لَوْ تسوى بِهِمُ الأرض} أَى القبر.
الثامن: بمعنى تِيه بنى إِسرائيل: {أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأرض} .
التَّاسع: كناية عن القلوب: {وَأَمَّا مَا يَنفَعُ الناس فَيَمْكُثُ فِي الأرض} يعنى منفعة مواعظ القرآن فى قلوب الخَلْق.
العاشر: بمعنى ساحة المسجد وصَحْنه: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصلاة فانتشروا فِي الأرض} .
الحادى عشر: بمعنى المُقام: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} أَى بأَىّ مقام.
الثانى عشر: بمعنى أَرض مكَّة شرّفها الله تعالى: {قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأرض} .
الثالث عشر: بمعنى أَرض قُريظة وبنى النَّضير: {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَئُوهَا} .
الرابع عشر: بمعنى أَرض المحشر {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأرض غَيْرَ الأرض} .