الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى الاحاطة
وقد وردت فى القرآن على أَربعة أَوجه:
الأَوّل: بمعنى العلم: {وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ} أَى عَلِم.
الثانى: بمعنى الجمع: {والله مُحِيطٌ بالكافرين} أَى جامع لهم فى العقوبة.
الثالث: بمعنى الهلاك: {وَأَحَاطَتْ بِهِ خطيائته} .
الرّابع: بمعنى خسارة الشئ من كلّ جانب: {أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} وقيل: الإِحاطة يقال على وجهين:
أَحدهما: فى الأَجسام؛ نحو أَحطت بمكان كذا، ويستعمل فى الحفظ نحو {إِنَّ الله بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} أَى حافظ له من جميع جهاته. ويستعمل فى المنع؛ نحو {إِلَاّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ} أَى أَن تُمنعوا. وقوله: - تعالى - {أَحَاطَتْ به خَطِيئَتهُ} أَبلغ استعارة. وذلك أَنَّ الإِنسان إِذا ارتكب ذنباً، واستمرّ عليه استجرّه إِلى إِتيان ما هو أَعظم منه، فلا يزال يرتقى، حتى يُطْبَع على قلبه، فلا يمكنه أَن يخرج عن تعاطيه. والاحتياط: استعمال ما فيه الحِياطة أَى الحفظ.
والثانى: فى العِلْم؛ نحو قوله: {أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً} فالإِحاطة بالشئ عِلماً هو أَن يعلم وجوده، وحسنه، وقدره، وكيفيّته، وغرضه المقصود به، وبإِيجاده، وما يكون هو منه. وذلك ليس إِلَاّ لله تعالى. وقال:{بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ} فنى ذلك عنهم. وقال صاحب موسى {وَكَيْفَ تَصْبِرُ على مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً} ؛ تنبيهاً أَنَّ الصّبر التَّامّ إِنَّما يقع بعد إِحاطة العلم بالشئ، وذلك صعب إِلَاّ يفَيض إِلهى. وقوله - تعالى - {وظنوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ} فذلك إِحاطة بالقدْرة.