الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى الجمال
وهو الحُسْن الكثير. وهو على ضربين:
جمال مختصّ بالإِنسان فى ذاته أَو شخصه أَو فِعله.
والثانى: ما يصل منه إِلى غيره. وعلى هذا الوجه يُحمل ما صحّ عن النبىّ صلى الله عليه وسلم أَنَّه قال: "إِنَّ الله جميل يحبّ الجمال" تنبيهاً أَنَّه يُفيض الخيرات الكثيرة فيحبّ من يختصّ بذلك.
جَمُل ككرم فهو جميل وجُمَالٌ وجُمّالٌ على التكثير. وجامَله: لم يُصْفِه الإِخاءَ وماسحه بالجميل. وجَمَالَكَ أَلَاّ تفعل كذا أَى لا تفعلْه والزم الأَجمل.
واعْتُبِرَ من هذه المادّة معنى الكثرة، فقيل لكلِّ جماعة غير منفصِلة: جُمْلة. ومنه قيل للحساب الَّذى لم يفصَّل، والكلام الَّذى لم يبيّن تفصيله: مُجمل. والجميل: الشَّحم يذاب فيجمع ويَجْمُل أَكله. وقالت أَعرابية لبنتها: تجمّلى وتعفَّفِى، أَى كلى الجَمِيل واشربى العُفافة أَى اللَّبن الحليب.
وقد ورد فى القرآن هذه المادّة على وجوه: {لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ القرآن جُمْلَةً وَاحِدَةً} أَى مجتمعاً كما أُنزل نجوماً متفرّقة، وبمعنى المحاسنة والمجاملة {فاصفح الصفح الجميل} وبمعنى الصَّبر بلا جزاء {فاصبر صَبْراً جَمِيلاً} وقال يعقوب عليه السلام {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} وبمعنى مقاطعة الكفَّار
على الوجه الحسن {واهجرهم هَجْراً جَمِيلاً} وبمعنى إِطلاق النِّساءِ على الوجه الجميل {وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً} وبمعنى الحُسْن والزِّينة {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ} وبمعنى البعير البازل {حتى يَلِجَ الجمل فِي سَمِّ الخياط} وجمعه جِمَالٌ وأَجمال وجِمَالة وجمائل وجامل، وهذا من نوادر الجموع كالباقر لجماعة البقر وراعيها، ومنه قوله تعالى {كَأَنَّهُ جمالت صُفْرٌ} وقرئ جُمَالات وهى جمع جُمَالة بالضمِّ وقيل هى القُلُوس: قُلُوس السُّفُن.
ومن دعائه صلى الله عليه وسلم: "اللَّهمّ جمِّلنى بالتَّقوى وزيّنى بالحِلْم وأَكرمنى بالعافية". قال الشاعر:
ليسَ الجَمَالُ بمئْزَرٍ
…
فاعْلَمْ وإِن رُدِّيتَ بُردا
إِنّ الجَمَالَ معادِنٌ
…
ومَنَابِتٌ أَورثن مجدا
وقال آخر:
أُقبِّل أَرضا سار فيها جِمَالها
…
فكيف بدار دار فيها جَمَالها
على كلِّ حال أُمُّ عمرو جميلة
…
إِذا لبست خَلْقانها أَو جديدها
وقال آخر:
جَمَال معيشة المُثرِى
…
جِمَالٌ تُدْمِن الحركهْ
فإِذا أُنيخ ببابه
…
أُنيخت حوله البركة