الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى الاحصاء
وقد ورد فى القرآن على أَربعة أَوجه:
الأَوّل: بمعنى الحفظ والضبط: {لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَاّ أَحْصَاهَا} أَى حفِظها.
الثانى: بمعنى الكتابة: {وَكُلَّ شيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ في إِمَامٍ مُّبِينٍ} .
الثالث: بمعنى الحَصْر والإِحاطة: {وأحصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً} .
الرّابع: بمعنى الطَّاقة والقُدرة: {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ الله لَا تُحْصُوهَا} ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: "لا أُحْصِى ثناءً عليك أَنت كما أَثنيت على نفسك".
واشتقاقه من الحَصَى. وذلك لأَنَّهم كانوا يعتمدونه بالعدد كاعتمادنا فيه على الأَصابع.
وقوله صلى الله عليه وسلم فى الأَسماءِ الحسنى: "مَن أَحصاها دخل الجنَّة" قيل: أى مَنْ عدّها. وقرأَها. وقيل: مَنْ حفظها وضبطها. وقيل: مَنْ عرفها، وعرف معناها. وقيل: مَن تخلَّق بها حَسَب الطَّاقة
البشريّة. وقوله: "استقيموا ولن تُحْصُوا" أَى لن تحصّلوا ذلك. ووجه تعذُّر إِحصائه وتحصيله هو أَنَّ الحقّ واحد، والباطل كثير، بل الحقّ بالإِضافة إِلى الباطل كالنقطة بالإِضافة إِلى سائر أَجزاءِ الدائرة، وكالَمْرمَى من الهَدَف، وإِصابة ذلك صعب عسيرٌ. وإِلى هذا أَشار صلى الله عليه وسلم "شيْبتنى سورة هود"، وقال بعض أَهل العلم: لن تُحصوا أَى لن تحصوا ثوابه. وقولهم: ماله حَصَاة ولا أَصاة، الحصاة: العقل، والأَصَاة إِتباع.