الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى الأم
وهى لغةً: بإِزاءِ الأب. وهى الوالدة القريبة الَّتى ولدته، والبعيدة التى ولدت مَن ولدته. ولهذا قيل لحوّاءَ: هى أُمّنا، وإِن كان بيننا وبينها وسائط. ويقال لكلّ ما كان أَصلاً لوجود الشَّئ، أَوْ تربيته، أَو إِصلاحه أَو مبدئه: أُمّ. قال الخليل: كل شئ ضُمّ إِليه سائر ما يليه يُسمّى أُمّا. ويقال: أُمّ وأُمّة، الجمع أُمَّات وأُمّهات. وقيل: الأُمّات للبهائم، والأُمّهات لبنى آدم. والهاءُ فيه زائدة. ولا يوجد هاء مَزِيدة فى وسط الكلمة أَصلاً إِلَاّ فى هذه الكلمة، قال:
رُزئت بأَمّ كنت أَحيا برُوحها
…
وأَستدفع البلْوى واستكشف الغُمم
وما الأُمّ إِلا أُمّة فى حياتها
…
وأُمّ إِذا ماتت وما الأُمّ بالأَمَمْ
من الأَمر ما للناس جُرّعت فقدها
…
ومن يبك أُمّا لم تُذَمْ قط لا يُذَمّ
وقد ورد فى النصّ على ثمانية أَوجه:
الأَوّل: بمعنى نفس الأَصل: {هُنَّ أُمُّ الكتاب} أَى أَصل الكتاب.
الثانى: بمعنى المرجع والمأْوى: {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} أَى مسكنه النار.
الثالث: بمعنى الوالدة: {فَرَجَعْنَاكَ إلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها} .
الرّابع: بمعنى الظِئْر {وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَاّتِي أَرْضَعْنَكُمْ} .
الخامس: بمعنى أَزواج النبىّ صلى الله عليه وسلم: {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} .
السّادس: بمعنى اللَّوح المحفوظ: {وَإِنَّهُ في أُمِّ الكتاب} .
السّابع: بمعنى مكَّة شرّفها الله تعالى: {لِّتُنذِرَ أُمَّ القرى} . سمّيت بها لأَنَّ الأَرض دُحِيت مِن تحتها.
(وأُم الرباع مكَّة) . وأُمّ النُّجوم: المجَرّة. وأُمّ الجيش: الرئيس. وأُمّ الكتاب: الفاتحة.
والأُمّة والإِمام تَقَدّم فى بصيرتيهما.