الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى الحرام
وهو الممنوع منه، إِمّا بتَسْخير إِلهى، وإِمَّا بمنع بَشَرىّ، وإِما بمنع من جهة العقل أَو من جهة الشرع أَو من جهة من يُرْتَسم أَمره.
أَما قوله تعالى {وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ المراضع} فذلك تحريم بتسخير، وقد حُمِل على ذلك قوله تعالى {وَحَرَامٌ على قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَآ} وقوله تعالى {فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ} وقيل بل كان حراماً عليهم من جهة القهر [لا] بالتخسير الإِلهى. وقوله تعالى {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بالله فَقَدْ حَرَّمَ الله عَلَيهِ الجنة} فهذا من جهة القهر.
والمحرم من جهة الشرع ما أُشِير إليه بقوله {وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ} هذا كان محرَّماً عليهم بحكم شرعهم. وقوله تعالى {قُل لَاّ أَجِدُ فِي مَآ أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً على طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ} الآية.
وقيل: ورد الحرام فى القرآن على عشرة أَوجه:
الأَول: حرام الصّحبة والمناكحة {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ} الآية.
الثانى: حرام الفسق والمعصية {إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفواحش} {أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} .
الثالث: حرام العجائب والمعجزة {وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ المراضع مِن قَبْلُ} .
الرابع: حرام العذاب والعقوبة {إِنَّ الله حَرَّمَهُمَا عَلَى الكافرين} {فَقَدْ حَرَّمَ الله عَلَيهِ الجنة} .
الخامس: حرام فسخ الشريعة {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الميتة} إِلى قوله: {ذَلكُمْ فِسْقٌ} .
السادس: حرام الحرمان والهلكة {وَحَرَامٌ على قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَآ} .
السابع: حرام الهوى والشهوة {وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا} {وَمُحَرَّمٌ على أَزْوَاجِنَا} .
الثامن: حرام النذر والمصلحة {ياأيها النبي لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ الله لَكَ} أَى لِمَ تحكم بتحريم ذلك {إِلَاّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ على نَفْسِهِ} .
التاسع: حرام الحظْر والإِباحة {وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ البر} .
العاشر: حرام التوقير والْحُرْمَة {رَبَّ هَذِهِ البلدة الذي حَرَّمَهَا} وهذا النوع يأْتى على وجوه:
الأَول: وصف المسجد بالحرام {لَتَدْخُلُنَّ المسجد الحرام}
الثانى: نعت الأَشهر بالحرام {الشهر الحرام بالشهر الحرام}
الثالث: دعاءُ البيت بالحرام {جَعَلَ الله الكعبة البيت الحرام} . وسُمِّىَ الحَرَم حَرَماً لتحريم الله تعالى فيه كثيراً مما ليس بمحرَّم فى غيره من المواضع. ورجلٌ حرام وحلال ومُحِلٌّ ومُحْرِم. وكلّ تحريم ليس من قِبَل الله تعالى فليس بشئ. وقوله تعالى {بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ} أَى ممنوعون من جهة الجَدِّ. وقوله تعالى {لَّلسَّآئِلِ والمحروم} أَى الذى لم يوسَّع عليه فى الرِّزق كما وُسِّع على غيره. ومن قال: (أَراد به) الْكَلْب، فلم يَعْنِ اَن ذلك اسمٌ للكلب كما ظنه بعض من رَدّ عليه، وإِنما ذلك منه مثال لشئ كثيرا ما يَحْرِمُه الناس أَى يمنعونه.