الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى الانسان
وهو اسم على وزن فِعلان. وجمعه من حيث اللفظ أَناسِين؛ كسِرحان وسراحين، غير أَنَّ الجمع الأَصلىّ غير مستعمل. وجمعه المعروف ناس وأُناس وأَنَس وآنُس. والإِنس جمع جنس. وفى الأَناسىّ خلاف: فقيل: جمع إِنسِىّ؛ ككُرسىّ وكراسىّ. وقيل: الإِنْس جمع إِنسىّ؛ كروم ورومىّ وزَنْج وزَنْجىّ. وقيل: الأَناسِىّ جمع إِنسان، وأَصله أَناسين، حذفوا نونه، وعَوّضوا عنه ياءً؛ اجتمع ياءَان فأَدغموا، فصار، أَناسىّ. والناس تخفيف الأُناس، حذفوا الهمزة طلبا للخفَّة. والأَنيس أَيضا بمعنى الإِنسان.
سمّى به؛ لأَنَّه يأَنس ويؤنس به. وقيل: للإِنسان أُنْسانِ: أُنس بالحقِّ وأُنس بالخَلْق. فروحه تأَنس بالحق، وجسمه يأنس بالخَلْق. وقيل: لأَنَّ أُنْساً بالعقبى، وأُنْساً بالدّنيا. وإِلى هذا المعنى أَشار القائل:
ولقد جعلتك فى الفؤاد محدّثى
…
وأَبحتُ منى ظاهرى لجليسى
فالجسم منى للجليس مؤانِس
…
وحبيب قلبى فى الفؤاد أَنيسى
ويقال: إِنَّ اشتقاق الإِنسان من الإِيناس. وهو الإِبصار والعلم والإِحساس لوقوفه على الأَشياءِ بطريق العلم، ووصوله إِليها بواسطة الرُّؤية، وإِدراكه لها بوسيلة الحواسّ. وقيل: اشتقاقه من النَوْس بمعنى التَّحرك؛ سمّى لتحرّكه فى الأُمور العظام، وتصرُّفه فى الأَحوال المختلفة، وأَنواع المصالح وقيل: أَصل النَّاس النَّاسى. قال تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ الناس} بالرّفع وبالجرّ. والجرّ إشارة إِلى أَصله: إِشارة إلى عَهد آدم، حيث قال:{وَلَقَدْ عَهِدْنَآ إلىءَادَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ} ، وقال الشاعر:
وسمّيت إِنساناً لأَنَّك ناسى
وقال الآخر:
فاغفر فأَوّل ناس أَوّل النَّاسى
وفى المثل: الإِنسان عُرْضة النسيان، وجلسة النّسوان. وقيل: عجباً للإِنسان، كيف يُفلح بين النسيان والنِّسوان.
وقد ورد لفظ الإِنسان فى نصّ القرآن على عشرين وجْهاً:
الأَوّل بمعنى آدم عليه السلام: {هَلْ أتى عَلَى الإنسان} يعنى آدم. وكذا
{خَلَقْنَا الإنسان} ، {خَلَقَ الإنسان عَلَّمَهُ البيان} وله نظائر.
الثانى بمعنى بنى آدم: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ} .
الثالث بمعنى وليد بن المغيرة {لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان في أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} {وَإِذَا مَسَّ الإنسان الضر دَعَانَا}
الرّابع بمعنى قُرْط بن عبد الله: {إِنَّ الإنسان لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} .
الخامس أَبو جهل: {كَلَاّ إِنَّ الإنسان ليطغى} .
السّادس النَّضْر بن الحارث: {وَيَدْعُ الإنسان بالشر دُعَآءَهُ بالخير} .
السّابع بَرْصِيصاء العابد: {كَمَثَلِ الشيطان إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكفر} .
الثامن بُدَيل بن وَرْقاءَ: {إِنَّ الإنسان لَكَفُورٌ} .
التَّاسع الأَخنس بن شَرِيق: {إِنَّ الإنسان خُلِقَ هَلُوعاً} .
العاشر أُبىّ بن خَلَف الجمحىّ: {ياأيها الإنسان مَا غَرَّكَ} .
الحادى عشر كَلَدة بن أَسِيد: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان فِي كَبَدٍ} .
الثانى عشر عُقْبَة بن أَبى مُعَيْط: {وَكَانَ الشيطان لِلإِنْسَانِ خَذُولاً} .
الثالث عشر أَبو طالب: {فَلْيَنظُرِ الإنسان مِمَّ خُلِقَ} .
الرّابع عشر عَدىّ بن ربيعة: {أَيَحْسَبُ الإنسان أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ} .
الخامس عشر عُتْبَة بن أَبى لهب: {قُتِلَ الإنسان مَآ أَكْفَرَهُ} . {فَلْيَنظُرِ الإنسان إلى طَعَامِهِ} .
السّادس عشر سَعْد بن أَبى وَقَّاص: {وَوَصَّيْنَا الإنسان بِوَالِدَيْهِ حُسْناً} .
السّابع عشر عبد الرّحمن بن أَبى بكر الصّديق فى سورة الأَحقاف: {وَوَصَّيْنَا الإنسان بِوَالِدَيْهِ} .
الثامن عشر عيّاش بن أَبى ربيعة: {وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى الإنسان أَعْرَضَ} .
التاسع عشر أُمَيّة بن خَلَف: {أَوَلَمْ يَرَ الإنسان أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ} . {أَوَلَا يَذْكُرُ الإنسان} ، {يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإنسان} .
العشرون: النبىّ صلى الله عليه وسلم: {ياأيها الإنسان إِنَّكَ كَادِحٌ} . أَى فى دعوة الخَلْق إِلى الحقّ {وَقَالَ الإنسان مَا لَهَا} يروى عن النبىّ صلى الله عليه وسلم أَنَّه قال: أَنا أَوّل من يُشَقّ عنه الأرض، وأَنا أَوّل مَنْ يَركب البراق، فإِذا قوائم البراق لا تستقرّ يوم القيامة من شدّة زلزاها، فأَقول: يا جبريل ما لأَِرض ربِّى تَزَلزلُ! فيقول: هذا يوم القيامة وإِنَّ زلزلة الساعة شئٌ عظيم.