الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى الجبل
وجمعه أَجْبُل وجِبال. وقد ورد فى القرآن على عشرين وجهاً.
الأَوّل: جبَال المَوْج للسلامة فى حقّ نُوح، والهَلَكةِ فى حقّ المشركين من قومه {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كالجبال} .
الثانى: جبال ثَمُود للمهارة والحِذَاقة {وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الجبال بُيُوتاً آمِنِينَ} وفى موضع {فَارِهِينَ} .
الثَّالث: محلّ موسى حال الرؤية {فَلَمَّا تجلى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} .
الرابع: جَبَل إِبراهيم لإِظهار القدرة والإِحياء بعد الإِماتة {ثُمَّ اجعل على كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا} .
الخامس: جبل بنى إِسرائيل لقبول الأَمر والشريعة {وَإِذ نَتَقْنَا الجبل فَوْقَهُمْ} .
السّادس: الجبل المذكور لتأْثير المَكْر والحِيلة من القرون الماضية {وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الجبال} .
السّابع: جبل النَحْل لتحصيل العَسَل للشِّفاءِ والرّاحة {أَنِ اتخذي مِنَ الجبال بُيُوتاً} .
الثامن: المذكور للكنّ والكفاية {وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ الجبال أَكْنَاناً} .
التاسع: المذكور لقهر المتكبّرين عن الرّعونة والتكبّر {وَلَن تَبْلُغَ الجبال طُولاً} .
العاشر: تَزَعْزُعُ الجبال بياتاً لصعوبة حال القيامة {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الجبال} {وَتَسِيرُ الجبال سَيْراً} {وَإِذَا الجبال سُيِّرَتْ} .
الحادى عشر: المذكور للمتكبّرين والمدّعين لإِظهار السّياسة {وَتَخِرُّ الجبال هَدّاً} .
الثانى عشر: السّؤال عن حال الجبال وبيان صعوبتها {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الجبال} .
الثالث عشر: المذكور بالتَّسبيح موافقةً لداود عليه السلام {إِنَّا سَخَّرْنَا الجبال مَعَهُ يُسَبِّحْنَ} {وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الجبال} {ياجبال أَوِّبِي مَعَهُ} .
الرّابع عشر: المذكور للانقياد وموافقته للشجر والنجوم إِظهارا للخدمة {والشمس والقمر والنجوم والجبال} .
الخامس عشر: جبال البَرَد والمَطَر {وَيُنَزِّلُ مِنَ السمآء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ} .
السّادس عشر: الإِخبار عن حال الجبال فى القيامة لبيان الحيرة والدّهشة {وَتَرَى الجبال تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ} .
السّابع عشر: المذكور لِعَرْض الأَمانة {إِنَّا عَرَضْنَا الأمانة عَلَى السماوات والأرض والجبال} .
الثامن عشر: المذكورة فى سورة الواقعة والحاقَّة والقارعة لتأْثير صعوبة القيامة {وَبُسَّتِ الجبال بَسّاً} {وَحُمِلَتِ الأرض والجبال} {وَتَكُونُ الجبال كالعهن المنفوش} .
التَّاسع عشر: المذكور لتثبيت الأَرض وتسكينها {والجبال أَرْسَاهَا} .
العشرون: لبيان برهان الموحّدين {وإلى الجبال كَيْفَ نُصِبَتْ} .
وقد ذكر الله تعالى للجبال فى القرآن خمس مناقب.
الأَوّل: الاندكاك {جَعَلَهُ دَكّاً} .
الثَّانى: الانشقاق {وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ المآء} .
الثَّالث: الإِشفاق {وأَشْفَقن منها} .
الرّابع، والخامس: الخشوع والخشية {لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ الله} .
وفى بعض الآثار: إِن الله تعالى زيّن السّماءَ بالكواكب، والكواكبَ بالأَنوار. والأَنوارَ بالحَدَق تنظر إِليها. فإِذا انتثرت الواكب أَتى أَهل السّماء ما يوعدون وزيّن الأَرض بالجبال، والجبالَ بالمعادن، والمعادنَ بالمنافع، والمنافعَ بانتفاع الخَلْق بها، فإِذا انشقَّت الجبالُ أَتى أَهلَ الأَرض ما يوعدون.
ويقال: فلان جبل لا يتزحزح تصوّراً لمعنى الثبات فيه. وجَبَله الله على كذا إِشارة إِلى ما رُكِّب فيه من الطبع الَّذى يأْبى على النَّاقل نقلُه.
وتُصوّر منه معنى العِظَم فقيل للجماعة جِبِلّ {وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً} أَى جماعة تشبيهاً بالجَبَل فى العظم. وقرئ: جِبْلاً وجِبِلاً مخفَّفاً ومثقَّلاً. وقوله تعالى {واتقوا الذي خَلَقَكُمْ والجبلة الأولين} أَى المجبولين على أَحوالهم الَّتى بُنُوا عليها، وسبيلهم التى قُيّضوا لسلوكها المشار إِليها بقوله {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ على شَاكِلَتِهِ} .