الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى البحر (والبحيرة)
وقد ورد على أَنحاءٍ: بمعنى ضِدّ البرّ: {واترك البحر رَهْواً} ، {وَجَاوَزْنَا ببني إِسْرَائِيلَ البحر} ، وبمعنى بحر فارس والرّوم:{وَمَا يَسْتَوِي البحران هاذا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَآئِغٌ شَرَابُهُ وهاذا مِلْحٌ أُجَاجٌ} ، وبمعنى البحر الذى تحت العرش المجيد، وفيه عجائب لا يعلمها إِلا الله وبمائه يُحيي الله الأَموات:{والبيت المعمور والسقف المرفوع والبحر المسجور} ، وبمعنى الأَرياف والقرى:{ظَهَرَ الفساد فِي البر والبحر} أَى فى البوادى والحواضر.
وأَصل البحر: كل مكان واسع جامع للماءِ الكثير. ثم اعتبر تارة سعته المكانيّة؛ فيقال: بحرت كذا: أَوسعته سعة البحر؛ تشبيهاً به. ومنه بَحَرت البعير: شققتُ أُذنه شقّاً واسعاً. ومنه البحيرة: {مَا جَعَلَ الله مِن بَحِيرَةٍ} وذلك ما كانوا يجعلونه بالنَّاقة إِذا ولدَتْ عشرة أَبطن
شقُّوا أُذنها وسيَّبوها، فلا تُركب، ولا يُحمل عليها. وسمَّوْا كلّ متوسع فى شئٍ بحراً. فالرّجل المتوسّع فى علمه بحر، والفرس المتوسّع فى جريه بحر. واعتبر من البحر تارةٌ ملوحته، فقيل: ماءُ بَحْر أَى مِلْح. وقد أَبْحَر الماءُ. قال:
وقد عاد ماءُ الأَرض بحرا وازدنى
…
إِلى مرضى أَن أَبحر المشربُ العذبُ
وقال بعضهم: البحر فى الأَصل المِلْح، دون العذب. وقوله تعالى:{البحران هاذا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَآئِغٌ شَرَابُهُ وهاذا مِلْحٌ أُجَاجٌ} إِنَّما سمى العذاب بحراً؛ لكونه مع الملح؛ كما يقال للشَّمس والقمر: قمران.