الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى بعض
بعض كلّ شئ: طائفة منه. والجمع أَبعاض. ولا يدخله أَل خلافاً لابن درسْتويه. بعَّضته تبعيضاً: جعلته أَبعاضاً؛ كجزَّأْته. وهو من الأَضداد: يقال للجزءِ وللكلّ. قال أَبُو عبيدة {وَلأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الذي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ} أَى كلّ..؛ كقول الشاعر:
أَو يَرْتَبِطْ بعضَ النفوس حِمامها
قيل: هذا قصور نظر منه. وذلك أَنَّ الأَشياءَ على أَربعة أَضرب:
ضربٌ فى بيانه مفسدة، فلا يجوز لصاحب الشَّريعة بيانه؛ كوقت القيامة، ووقت الموت.
وضربُ معقولاتٍ يمكن للنَّاسِ إِداركه، من غير نبىّ؛ كمعرفة الله، و (معرفة خَلْقه) السَّماواتِ والأَرضِ، فلا يلزم صاحب الشرع أَن يبيّنه؛ أَلا ترى أَنه كيف أَحال معرفته على العقول فى نحو قوله:{قُلِ انظروا مَاذَا فِي السماوات والأرض} ، وقوله:{أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ}
وضرب يجب عليه بيانه؛ كأُصول الشرعيّات المختصّة بشرعه.
وضرب يمكن الوقوف عليه بما يبيّنه صاحب الشرع؛ كفروع الأَحكام. فإِذا اختلف الناس فى أَمرٍ غير الَّذى يختصّ بالنبىّ بيانُه، فهو مخيّر بين أَن يبيّن وبين أَلَاّ يبيّن، حسبما يقتضيه اجتهاده وحكمته، وأَمّا الشاعر فإِنَّه عنى نفسه. والمعنى: إِلا أَن يتداركنى الموت؛ لكن عَرَّضَ ولم يصرّح؛ تفَادياً من ذكر موت نفسه. والبَعوض اشتق لفظه من بَعْضِ: وذلك لصغر جسمه، بالإِضافة إِلى سائر الحيوانات. وبُعِضُوا: آذاهم البُعُض وليلة بَعِضة، ومبعوضة، وأَرض بَعِضَة: كثيرة البَعُوض.