الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى الجهر
قال الله تعالى {سَوَآءٌ مِّنْكُمْ مَّنْ أَسَرَّ القول وَمَنْ جَهَرَ بِهِ} وقال تعالى: {أَرِنَا الله جَهْرَةً} .
والمادّة موضوعة لظهور الشئ بإِفراط لحاسّة البصر أَو لحاسّة السّمع. أَمّا للبصر فنحو قولك: رأَيته جِهَاراً. وأَمّا للسّمع فنحو قولك: جهر بالكلام. وكلام جَهْورِىّ وجَهِير ورجل جَهير: رفيع الصوت، والَّذى يجهر بحسنه: وجَهَر البئر، واجتهرها: أَظهر ماءَها. والجوهر فَوْعل منه، وهو ما إِذا بطل بطل محمولُه، وسمّى بذلك لظهوره للحاسّة.
بصيرة فى الجل
وقد ورد فى القرآن على خمسة عشر وجهاً:
الأَوّل: فى ذكر آدم بحمل الأَمَانَة {إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً} .
الثانى: خطاب لنوح عليه السلام أَن يحفظ رَقْم الجهالة على نفسه بدعوة الجَهَلة ودعائهم {إني أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الجاهلين} .
الثالث: ذكر هود عليه السلام قومه لمّا امتنعوا عن إِجابة الحقّ {ولاكني أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ} .
الرّابع: استعاذة موسى بالحقّ عن ملابسة الجَهَلة {أَعُوذُ بالله أَنْ أَكُونَ مِنَ الجاهلين} وقال مرّة {إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} وقال يوسف: إِن لم تُبَذْرِقْنى بعصمتك أَصير من جملة الجُهَلاءِ {أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الجاهلين} وقال تعالى {إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ} وخاطب نبيّه وحبيبه. {فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الجاهلين} قل يا محمّد لنسائك يَجْتَنِبْنَ من التَزيىّ بزىّ الجهلاءِ {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجاهلية} {فِي قُلُوبِهِمُ الحمية حَمِيَّةَ الجاهلية} {ولاكن أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ} ما صدر من العصاةِ من المعاصى فبسبب جهلهم {عَمِلُواْ السواء بِجَهَالَةٍ} ليكن جوابك لخطاب الجاهلين سلاماً طلباً للسّلامة {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلَاماً} {لَا نَبْتَغِي الجاهلين} .
والجهل نقيض العلم، جهِله يَجْهَله جَهْلاً وجَهَالة. وجَهِل عليه: أَظهر الجَهْل كتجاهل. وهو جاهل. والجمع جُهُل وجُهْل وجُهّل وجُهّال وجُهَلاءُ.
والجهل على ثلاثة أَضرب:
الأَول: خلوّ النَّفس من العِلْم، هذا هو الأَصل. وقد جَعَل بعض المتَكَلِّمين الجهل معنًى مقتضياً للأَفعال الخارجة عن النِّظام، كما جعل العِلْم معنًى مقتضياً للأَفعال الجارية على النِّظام.
الثانى: اعتقاد الشئ على خلاف ما هو عليه.
الثالث: فعل الشئ بخلاف ما حقًَّه أَن يُفعل، سواءٌ اعتقد فيه اعتقاداً صحيحاً أَو فاسداً كمن يترك الصّلاة عمداً. وعلى ذلك قوله {أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بالله أَنْ أَكُونَ مِنَ الجاهلين} . فجعل فعل الهُزُو جهلاً.
والجاهل يُذكر تارة على سبيل الذمّ وهو الأَكثر، وتارة لا على سبيل الذمّ نحو {يَحْسَبُهُمُ الجاهل أَغْنِيَآءَ مِنَ التعفف} أَى مَنْ لا يَعْرِف حالهم. وليس المراد المتَّصف بالجهل المذموم. والمَجْهل كَمَقْعد: الأَمر والأَرض والخَصْلة التى تحمل الإِنسان على الاعتقاد بالشئ بخلاف ما هو عليه. واستجهلت الرّيحُ الغُصْن: حَرّكته كأَنها حملته على تعاطى الجهل. وذلك استعارة حسنة. والمَجْهلة: ما يحملك على الجهل. والمِجْهَل والمِجْهلة - بكسر ميمهما - والْجَيْهَلُ والْجَيْهَلة: خَشَبة يُحَرّك بها الجَمْر.