الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (1)، في آيات يطول ذكرها، وأحاديث شهيرة يكثر تعدادها، وجميع ذلك يقتضي القطع بتعديلهم، ولا يحتاج أحد منهم مع تعديل الله له إلى تعديل أحد من الخلق».
أيضًا فلا بد من الانتباه إلى أنه لا يلزم من العدالة العصمة، فقد قال صلى الله عليه وسلم:«كل ابن آدم خطَّاء» (3)، وأخطاء الصحابة رضي الله عنهم مغمورة في بحور حسناتهم، وكانت قائمة على اجتهاد وتأويل، لم يقصدوا معصية ولا محض دنيا، وهؤلاء يصح القول في حقهم:«إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث» .
وأما القول بأنه يلزم من العدالة أن يتساووا في المنزلة فهذا أيضًا غير صحيح ولا يلزم، قال تعالى:{لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} (4)، وإذا كان الأنبياء لا يتساوون في الفضل كما قال الله تعالى:{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْض} (5)، فالصحابة رضي الله عنهم كذلك (6).
عقيدتنا في الصحابة:
يقول الإمام الطحاوي رحمه الله في عقيدته (7): «ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نفرط
(1) التوبة: 100
(2)
عثمان الخميس: حقبة من التاريخ، ص (160).
(3)
رواه الترمذي، كتاب صفة القيامة: 2499، وحسنه الألباني.
(4)
الحديد: 10
(5)
البقرة: 253
(6)
عثمان الخميس: حقبة من التاريخ، ص (162) بتصرف.
(7)
العقيدة الطحاوية، ص (27 - 8).