الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإمام، وحتى في أشد جمحات عاطفة الولاء لم نجد من يشتم أحدًا ممن تقدم الإمام بالخلافة
…
يضاف لذلك أنه حتى في الفترة الثانية - أي في عهود الأمويين - كان معظم الشيعة يتورعون عن شتم أحد من الصحابة أو التابعين».
…
تبرؤ شيعي:
طالما كانت هناك محاولات من قبل كُتَّاب الرافضة للتبرؤ من عبد الله بن سبأ بزعم أنه شخصية وهمية لا وجود لها اخترعها أهل السنة للتشنيع على الشيعة، وتابعهم في القول بنفي وجوده عدد من كُتَّاب أهل السنة الذين يجهلون ما يرمي إليه الرافضة من إنكارهم لهذه الشخصية. وعبد الله بن سبأ هو أحد الأسباب التي ينقم من أجلها أغلب الشيعة على أهل السنة. ولا شك أن الذين تحدثوا عن ابن سبأ من أهل السنة لا يحصون كثرة ولكن لا يعول الشيعة عليهم لأجل الخلاف معهم.
ولكن نقول لهم: أثبت كثير من مؤرخي الشيعة ومحدثيهم هذه الشخصية في كتبهم في القديم وفي الحديث أيضًا، وعلى سبيل المثال لا الحصر:
- روى المجلسي (1037 - 1111هـ)(2): «
…
وانصرف القوم الذين كانوا من أهل ساباط إلى أهلهم وأخبروهم بما كان وبما جرى، فاضطربوا واختلفوا في معنى أمير
(1) محمود شكري الألوسي: مختصر التحفة الاثني عشرية، ص (7).
(2)
محمد باقر المجلسي: بحار الأنوار (41/ 214).
المؤمنين، فقال المخلصون منهم: إن أمير المؤمنين عليه السلام عبد الله ووليه ووصي رسول الله صلى الله عليه وآله، وقال بعضهم: بل هو النبي صلى الله عليه وآله، وقال بعضهم: بل هو الرب، وهو عبد الله بن سبأ وأصحابه».
- ويقول ابن أبي الحديد الرافضي المعتزلي (ت. 656هـ)(2): «وأول من جهر بالغلو في أيامه عبد الله بن سبأ» ، ويقول أيضًا (3): «فلما قُتل أمير المؤمنين عليه السلام أظهر مقالته
(1) الحسن بن موسى النوبختي: فرق الشيعة، ص (32 - 3).
(2)
ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة (5/ 5) باب ذكر الخبر عند ظهور الغلاة.
(3)
السابق (5/ 7). يقول محمود شكري الألوسي رحمه الله: «قال الجد قدَّس الله روحه [وهو الشهاب محمود الألوسي (1217 - 1270هـ) صاحب تفسير (روح المعاني)]: وعندي أن ابن أبي الحديد في بعض عباراته - وكان يتلون تلون الحرباء - كان من هذه الفرقة - أي الشيعة الغلاة القائلين بألوهية علي رضي الله عنه، وكم له في قصائده السبع الشهيرة من هذيان، كقوله يمدح أمير المؤمنين رضي الله عنه: "ألا إنما الإسلام لولا حسامه كعطفة عنز أو قلامة ظافر"، وقوله أيضًا: "يجل عن الأعراض والأين والمتى ويكبر عن تشبيهه بالعناصر)» . يقول محب الدين الخطيب تعليقًا: «وأصرح من ذلك في شرك ابن أبي الحديد ووثنيته، قوله يخاطب عليًا رضي الله عنه: تقيلتَ أخلاق الربوبية التي عذرت بها من شك أنك مربوب» اهـ[محمود شكري الألوسي: مختصر التحفة الاثني عشرية، ص (9 - 10)].