الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- - {شبهات وردودها (1)} - -
الشبهة الأولى: حديث الغدير:
يعتبر حديث الغدير من أقوى الأدلة عند الشيعة للاستدلال على أحقية علي رضي الله عنه بالإمامة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى ألَّف فيه عبد الحسين أحمد الأميني النجفي كتابًا من أحد عشر مجلدًا، وهو كتاب الغدير. وهذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه أنه قال: «قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا خطيبًا بماء يُدعى خُمًّا بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكَّر، ثم قال: أما بعد، ألا أيها الناس، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به. فحث على كتاب الله ورغَّب فيه، ثم
(1) مستفاد من: حقبة من التاريخ، لعثمان الخميس، ص (163 - 223) بتصرف كبير.
(2)
ابن قيم الجوزية: مفتاح دار السعادة (1/ 176).
قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي» (1). وفي زيادة رواها الترمذي بسند صحيح أنه قال صلى الله عليه وسلم:«من كنت مولاه فعلي مولاه» (2).
وزاد البعض في الحديث بـ «انصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار
…
» وهذه زيادة مكذوبة لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
واستدلال الشيعة بهذا الحديث باطل من وجوه:
- قالوا: إن غدير خُم هذا هو مفترق الحجيج، وإنه صلى الله عليه وسلم اجتمع بهم ليبين لهم هذا الأمر، لكن الصحيح أن غدير خم تبعد عن مكة بمائتين وخمسين كيلومترًا تقريبًا، فهي ليست مفترق الحجيج، بل إن مفترق الحجيج هي مكة نفسها.
- النبي صلى الله عليه وسلم لم يتكلم وهو في مكة في أيام مِنَى أو في أيام عرفة، وإنما أجَّل الأمر إلى أن رجع، لماذا؟ لأن الأمر كان خاصًا بأهل المدينة، لأن عليًا رضي الله عنه كَثُرَ فيه القيل والقال من الجيش الذي أرسله لخالد بن الوليد رضي الله عنه ليقبض الخمس، وذلك بسبب منعه إياهم استعمال إبل الصدقة واسترجاعه منهم الحلل التي أطلقها لهم نائبه لذلك، والله أعلم. فلما وقف النبي صلى الله عليه وسلم للراحة عند غدير خُم وهو في سفره من مكة للمدينة، خطب في الناس وذكَّرهم بكتاب الله، ثم بعد ذلك نبَّه إلى ما وقع بشأن علي رضي الله عنه وبرأ ساحته ورفع من قدره ونبه على فضله ليزيل ما وقر في نفوس كثير من الناس (3)، وقال صلى الله عليه وسلم:«من كنت مولاه فعلي مولاه» .
- الموالاة هي النصرة والمحبة، وعكسها المعاداة، وكما يقول ابن الأثير (4):«المولى يقع على الرب والمالك والسيد والمُنعِم والمُعتِق والناصر والمحب والتابع والجار وابن العم والحليف والعقيد والصهر والعبد والمُعتَق والمُنعَم» ، ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم
(1) رواه مسلم، كتاب فضائل الصحابة: 2408
(2)
رواه الترمذي، كتاب المناقب: 3713، وصححه الألباني.
(3)
انظر، ابن كثير: البداية والنهاية (5/ 106).
(4)
ابن الأثير: النهاية، ص (990).