الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولكنه بعيد آجل، ولا بد من الوصول إليه عبر مراحل في الزمان والمكان. غير أن هناك مفهومين سائدين ومختلفين في الوسيلة التي يمكن من خلالها الوصول إلى تنفيذ الهدف، وأحد هذين المفهومين يتبناه (الصقور) وتمثلهم (كتلة الليكود) التي تضم بعض الأحزاب اليمينية والدينية، والآخر يتبناه (الحمائم) ويمثلهم (حزب العمل) الذي يضم يساريين وليبراليين. وبأدنى قدر من الفهم يستطيع المراقب لسياسات الاتجاهين أن يدرك أنهما يتبادلان الأدوار على حسب ما تقتضيه المرحلة في كل ظرف. لكن الحزبين في النهاية يعملان لأهداف مشتركة وإن اختلفت الوسائل».
…
زواج مصالح
…
ولكن
!
كما رأينا كيف فُسِّرت حرب فلسطين عام 1948م بأنها المؤشر الأول من ثلاثة مؤشرات دالة على تحقيق الإرادة الإلهية بقدوم المسيح، وكان المؤشر الثاني احتلال القدس في عام 1967م. وبقي مؤشر ثالث منتظر، وهو تدمير المسجد الأقصى لبناء الهيكل على أنقاضه وإقامة ملك داود ..
ولقد اتفق الصهاينة من اليهود والنصارى على صحة هذه المؤشرات الثلاثة، ولكن بقيت قضية أصلية لم تحسم بعد! وهي هوية المسيح المنتظر؛ فاليهود تقول: إنه المسيح (ابن داود) الذي لم يُبعث بعد، في حين أن النصارى تقول: إنه المسيح بن مريم عليه السلام، والذي حينما يأتي ستؤمن له الصفوة اليهودية التقية، ثم بعدها سيبيد كل من لا يؤمن بالنصرانية، هذا باختصار. وكلا الفريقين يغض طرفه عن هذه المعضلة (المستحيل) حلها، ويتعامل مع الآخر بسذاجة ومكر أبله!؛ «ففرح النصارى باليهود ورعايتهم لهم هو أشبه بفرح علماء المختبرات بالعثور على الفئران أو الضفادع أو الحيات النادرة التي لا
(1) السابق، ص (42).
يمكن إنجاح التجارب إلا بها، وهذه المخلوقات على وضاعتها وحقارتها، وخطورتها تلقى كل الرعاية والحرص، لا حبًا فيها ولكن، لأن الاختبارات لن تُجاز إلا بها! فالمسيح لن يأتي إلا بعد خروج الدجال، والدجال لن يأتي إلا بعد عودة اليهود إلى القدس وهدمهم للأقصى وبنائهم للهيكل وذبحهم للبقرة
…
إلخ» (1)، ذلك في حين أن «اليهود يستثمرون عقيدة النصارى بخبث ودهاء، وينظرون إليهم على أنهم (بلهاء) إذ يقتنعون بالتعاون حاليًا معهم على هدم المسجد الأقصى، وإعادة بناء الهيكل، باعتباره القدر المتفق عليه بينهما، في حين يُؤَجَّل حسم نقاط الخلاف بينهما إلى ما بعد مجيء المسيح المنتظر» (2).
والعجيب أنهم يسعون في الأمر وكأنهم يريدون أن يتحكموا فى صناعة الأقدار واستخراجها عنوة من مكنون الغيب ومستور القضاء إلى عالم الشهادة، ولو أحسنوا التفريق بين الأمور (الكونية القدرية) والأمور (الشرعية الإرادية) لأدركوا أن الأمور الكونية القدرية واقعة لا محالة، وأنها لا تُستدعى قهرًا من عالم الغيب إلى عالم الشهادة (3).
وتأمل معي ما صرَّح به السفاح أرييل شارون في مقابلة له، حيث قال:«حينما يأتي المُخَلِّص سنطرح عليه السؤال؛ سنسأله إن كانت هذه رحلته الأولى إلى الأرض المقدسة، أم أنه سبق وزار البلاد. في الأثناء، ليس لمصلحتنا رفض الأصدقاء الوحيدين والحلفاء المخلصين لنا، خصوصًا وأن لدينا عدوًا مشتركًا: الإسلام» (4).
وفي المقابل يقول أحد الإنجيليين: «في الوقت الحاضر نحتاج إلى جميع الأصدقاء لدعم إسرائيل، فإذا جاء المسيح، يومذاك نفكر بالأمر. أما الآن فلنمجد الرب ولنرسل الذخيرة إلى إسرائيل» (5).
وبحسب ديفيد هاريس David A. Harris، المدير التنفيذي للجنة الأمريكية
(1) السابق، ص (229).
(2)
د. محمد إسماعيل المقدم: خدعة هرمجدون، ص (20، 29) باختصار.
(3)
السابق، ص (25) بتصرف.
(4)
انظر، باربرا فيكتور: الحرب الصليبية الأخيرة، ص (36).
(5)
انظر، جريس هالسل: يد الله، ص (92).
اليهودية American Jewish Committee AJC، فإن الاستعداد للاصطفاف مع اليمين المسيحي، پراجماتي في الأساس:«ربما تأتي نهاية الأزمنة غدًا، لكن إسرائيل على المحك الأول» (1).
ولذلك، فإني لم أجد لتعريف هذا التحالف (المؤقت) أدق من وصف جريس هالسل له بأنه «زواج مصلحة» (2)؛ إذ تذكر هالسل أن هذا الزواج إنما هو نوع من «السامية الفلسفية التي تدعو إلى اعتبار اليهود الشركاء المحبوبين، ليس لأنهم يهود ويمارسون اليهودية، ولكن لأن لهم دورًا في خلاص المسيحيين» (3).
فاليهود شعب - كما يتواتر القول على لسان الإنجيليين - «يبارك الله مباركيه ويلعن لاعنيه» ، وهذا أصلٌ أقاموه اعتمادًا على ما جاء في سفر التكوين من قول الرب لإبراهيم عليه السلام:«ارحل من أرضك وعشيرتك وبيت أبيك إلى الأرض التي أريك، فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظم اسمك وتكون بركة، وأبارك مباركيك وألعن لاعنيك، ويتبارك بك جميع عشائر الأرض» (4).
يقول الإنجيلي الأمريكي الشهير چيري فالويل Jerry Falwell (1933 - 2007 م): «نحن إلى جانب إسرائيل لا لأننا نعتقد بأنهم أكثر ذكاءً، أو لديها شيء خاص أو محبوبة أكثر، وإنما لأن الله اختار إبراهام لافتداء العالم أجمعين، وليس اليهود فحسب. بكلام آخر، نحن نساند دولة إسرائيل والشعب اليهودي من أجل تحررنا أيضًا، بما أن الشعب اليهودي هو مفتاح هذا التحرر» اهـ (5).
إذن، فإن حب الإنجيليين لليهود هو حب لشعب (مخلِّص) لا حب لأفراد، ولذا فلا عجب حينما تجد الإنجيليين ذاتهم يصدرون تصريحات مشبعة بمعاني الحقد والكراهية
(1) انظر، ستيفن والت وچون ميرشايمر: اللوبي الإسرائيلي وسياسة أمريكا الخارجية، ص (207). Stephen Walt and John Mearsheimer: The Israel Lobby and the US Foreign Policy
(2)
انظر، جريس هالسل: يد الله، ص (95).
(3)
انظر السابق، ص (76).
(4)
التكوين 12: 1 - 3
(5)
انظر، باربرا فيكتور: الحرب الصليبية الأخيرة، ص (178).
لليهود (كأفراد)، كما يقول، على سبيل المثال، چيري فالويل في كتابه (اسمعي، أمريكا! Listen، America!): «سيبقى اليهود عميان طالما أنهم لا يتحولون إلى المسيحية» (1).
وكما يلاحظ الباحث (الإسرائيلي/الأمريكي) چيرشوم جورنبرج Gershom Gorenberg، أن اللاهوت القدري لا يتوقع مصيرًا سعيدًا لليهود:«فاليهود، في نهاية الأزمنة، إما يموتون، وإما يرتدون» . وحذر من أن المسيحيين الصهاينة، في شكل خاص، «لا يحبون الشعب اليهودي. يحبوننا كشخصيات في روايتهم، في مسرحيتهم
…
وهي مسرحية من خمسة فصول، يختفي فيها اليهود في الفصل الرابع»! (2).
ولكن رغم ذلك تشير جريس هالسل إلى أنه «لم يكن كل الأصوليين المسيحيين لاساميين. فكما هو متوقع في كل جماعة، توجد اختلافات شخصية وسياسية بينهم، الأمر الذي يجعل التعميم خاطئًا وخطيرًا» (3)، ويؤيد ذلك ما تذكره باربرا فيكتور من أنه في «عام 2000م كان هذا الانفراج بين المسيحيين الإنجيليين واليهود قد استقر جيدًا، بحيث إن مجموعة مهمة من الحاخامات والباحثين اليهود المؤثرين وقَّعوا إعلانًا لاهوتيًا يدعو اليهود إلى الكف عن تنمية الخوف والريبة حيال النصارى، والاعتراف بالجهود المبذولة من قبل الكنيسة منذ المحرقة لإصلاح العقيدة المسيحية الخاصة باليهودية. هذا الإعلان كان بعنوان: Dabru Emet، وهو تعبير توراتي يعني (تبادلوا الكلمات الصادقة). وقد نُشِر في لوحات إعلانية مدفوعة الأجر في نيويورك تايمز وبالتيمور صن The Baltimore Sun، ومن ثم نُشِر من قِبَل معهد الدراسات اليهودية والمسيحية Institute for Christian and Jewish Studies ICJS، المنظمة البين-دينية المستقلة في بالتيمور» (4).
(1) انظر، جريس هالسل: يد الله، ص (79).
(2)
انظر، والت وميرشايمر: اللوبي الإسرائيلي وسياسة أمريكا الخارجية، ص (208).
(3)
جريس هالسل: يد الله، ص (77).
(4)
باربرا فيكتور: الحرب الصليبية الأخيرة، ص (261).
وأيًا كان الأمر، فإن هذه الفروقات، أي كون القوم ساميين أم لا، لا تفيد الكثير من زاوية الرصد العامة التي نرصد بها الوضع السائد المتغاضى عنه، وكما تذكر هالسل، «فإن العديد من اليهود الصهيونيين يقولون إنهم مسرورون لتصرف المسيحيين بهذه الحرارة. إنهم ينسبون الفضل إلى المسيحية الصهيونية في مساعدة الصهيونية اليهودية الحديثة لتحقيق هدفها: خلق دولة يهودية حيث لا يرحب بغير اليهودي مواطنًا فيها»، وتبرهن على ذلك بقولها:«في السادس من فبراير 1985م، ألقى سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة بنيامين نتنياهو Benjamin Netanyahu خطابًا أمام المسيحيين الصهاينة قال فيه: "لقد كان هناك شوق قديم في تقاليدنا اليهودية للعودة إلى أرض إسرائيل، وهذا الحلم الذي يراودنا منذ 2000 سنة، تفجر من خلال المسيحيين الصهيونيين"، وقال كذلك: "المسيحيون ساعدوا على تحول الأسطورة الجميلة إلى دولة يهودية"» اهـ (1).
ولكن لا نغفل عن التذكير بأن الذي دعم بقوة الخطوات العملية نحو التعجيل بوقوع (المؤشر الثالث) هو - كما تصف هالسل - تجاوز شهرة عقيدة هرمجدون (2) ما يسمى
(1) جريس هالسل: النبوءة والسياسة، ص (160 - 1) بتصرف يسير. وأعطيكم مثالًا على ذلك الشوق القديم لأحفاد القِرَدة!؛ فعندما قال لهم موسى عليه السلام:{يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ} ماذا قالوا؟ {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ} ثم قالوا: {يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 21، 22، 24].
(2)
معركة هرمجدون: عقيدة (مسيحية/يهودية)، جاء ذكرها بسفر الرؤيا (16: 16)، وهي تنبئ بحدوث معركة كونية فاصلة في نهاية الزمان بين قوى الخير والشر، وسوف تقوم تلك المعركة في فلسطين في منطقة وادي مجدو. تعلق جريس هالسل فتقول:«ينظر القدريون [أي الإنجيليون] نظرة ضيقة لله وللبلايين الستة من البشر على الأرض. إنهم يعبدون إلهًا قبليًا لا يهتم إلا بشعبين فقط هما اليهود والمسيحيون. ويقولون إن كل ما هو مهم لهم كمسيحيين يتمحور حول إسرائيل. إنهم يتمسكون بفكرة تقول: إن الله وضع اليهود على مسار (أرضي)، ووضع المسيحيين على مسار (سماوي). أما الباقون من البشر فإن شاشة الرادار الإلهي (!) لا تسجل وجودهم إلى أن يدعوهم الله للتقدم إلى محرقة هرمجدون» اهـ[جريس هالسل: يد الله، ص (109) باختصار].
(المعتوهين) ووصولها إلى أعلى مستوى في السلطة الحكومية! (1).
ويقول محمد السماك (3): «طبعًا كان يمكن أن يبدو كل هذا السيناريو، وكل هذا الكلام مجرد خزعبلات دينية، أو مجرد هلوسة دينية، ولكن عندما يكون من بين المؤمنين بها إيمانًا شديدًا وصادقًا شخصيات كالرئيس الأمريكي السابق رونالد ريجان، ووزير دفاعه كسپار وينبرجر Caspar Weinberger [1917 - 2006 م] وغيرهما من كبار الشخصيات الأمريكية السياسية والعسكرية التي تتبوأ مراكز قيادية، فإنها تأخذ بعدًا خاصًا. وعندما تتولى هذه الشخصيات توزيع نسخ من كتاب هال ليندسي (4) على كل أعضاء البيت الأبيض، وموظفي الپنتاجون وقادة الجيوش الأمريكية، وعلى جميع أعضاء الكونجرس (الشيوخ والنواب)، وعلى حكام الولايات المتحدة وكل الشخصيات
(1) جريس هالسل: يد الله، ص (18).
(2)
السابق، ص (11).
(3)
محمد السماك: الصهيونية المسيحية، ص (84).
(4)
كتاب هال ليندسي (كوكب الأرض القديم الرائع The Late، Great Planet Earth)، استنادًا إلى صحيفة نيويورك تايمز (عدد 24 نوفمبر 2004م)، كان في السبعينات من القرن الماضي أكثر الكتب غير الأدبية Nonfiction مبيعًا، فقد بيع منه حوالي 18 مليون نسخة، كما ترجم إلى عدة لغات. ولقد تأثر ليندسي بمدرسة وليام بلاكستون William E. Blackstone (1841 - 1935 م)، والذي يمكن اعتباره اللاهوتي الأول في الولايات المتحدة الذي عمل على تفسير الأحداث السياسية الراهنة - في زمانه - في ضوء التأويلات التوراتية. تقول جريس هالسل:«إن شهرة هذه الكتب تشير إلى أنها انتقلت من الجمهور المسيحي إلى الجمهور العَلْماني من خلال الإقبال عليها في محلات تجارية مثل وال مارت Wal-Mart، وهذا يعني أنها تفشَّت في ثقافتنا"» اهـ[جريس هالسل: يد الله، ص (17) باختصار].
النافذة، عندما يحدث ذلك بهذه العلانية (المجهولة في المشرق العربي على الأقل) فإن السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط تصبح مجرد ترجمة لهذا المفهوم الإنجيلي المتهود للمسيحية» اهـ.
ومردّ ذلك في حقيقة الأمر إلى مدى اقتراب الإيفانجليكيين من سدة الحكم، وكما يذكر چون ميكلثوايت وأدريان وولدريدچ (1)«كانت حقبة ريجان بمثابة المرة الأولى التي يكون أحدهم فيها في البيت الأبيض، وهو إحساس لم يتكرر حتى حلول إدارة چورچ بوش الابن» .
يقول ميكلثوايت وولدريدچ: «حتى أواسط السبعينات، كانت صلات المسيحيين الإفانجليكيين بالديمقراطيين أوثق من صلاتهم بالجمهوريين. فاتجهت أصوات أغلبية الإيفانجليكيين لچيمي كارتر في سنة 1976م. إلا أن انحراف الديمقراطيين جهة اليسار أثار حفيظة الإيفانجليكيين
…
وكان كارتر أثار حفيظة عدو عنيد؛ فالديانة الإيفانجليكية كانت تتقدم
…
وكان الإيفانجليكيون بداية يقاومون إغراء التدخل في عالم قيصر (العالم الأرضي). وفي أوائل السبعينات، أخذ القسس يعظون الناس بأهمية الخلاص الفردي لا العمل الجماعي. كان چيري فالويل يقول:"ليس مطلوبًا من الوعاظ أن يكونوا ساسة، بل روحانيين". إلا أن فالويل وجماعته وجدوا أنفسهم يتورطون شيئًا فشيئًا في عالم السياسة بعد أن استفزتهم الدوامة التي تجر البلاد لأسفل. يقول فالويل: "الشيطان حشد قواه لكي يدمر أمريكا، وأراد الرب أصواتًا ترتفع لتخلص الشعب من الاضمحلال الخلقي الروحي"
…
وفي 1979م، أضفى المحافظون واليمين الديني صفة رسمية على الرباط الذي جمعهما» اهـ (2).
(1) چون ميكلثوايت وأدريان وولدريدچ: أمة اليمين، قوة المحافظين في أمريكا، ص (111). John Micklethwait and Adrian Wooldridge: The Right Nation، Conservative Power in America
(2)
السابق، ص (101 - 3) باختصار. تقول باربرا فيكتور: «رأى فالويل وسواه من المسيحيين الإنجيليين المؤثرين بأن الوقت قد حان للانخراط بفاعلية في الانتخابات الرئاسية القادمة لعام 1980م. مثلما صرح بذلك چيري فالويل حينها: "
…
الرئيس كارتر مسيحي صالح، ولكنه لم يقرأ الكتب المقدسة جيدًا ليدرك المكانة الجوهرية الآيلة لإسرائيل وللشعب اليهودي في المخطط الإلهي، ولم يدرك على نحو خاص التهديد الذي يشكله الإسلام على النصارى". بعد بضعة أشهر من تلك الصدمة النفسية الجماعية التي أصابت البلاد برمّتها، دخل اليمين الديني رسميًا في الحلبة السياسية عازمًا على أن يجعل من أمريكا قدسًا جديدة» اهـ[باربرا فيكتور: الحرب الصليبية الأخيرة، ص (207)].