الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- عقيدة الرافضة في أهل السنة.
- عقيدة الرجعة.
- زواج المتعة وبعض المسائل المتعلقة به.
- نظرية الخمس.
- أقوال علماء أهل السنة في الرافضة.
…
عقيدة الإمامة:
الإمامة عند الشيعة «هي الأصل الذي تدور عليه أحاديثهم وترجع إليه عقائدهم، وتلمس أثره في فقههم وأصولهم وتفاسيرهم وسائر علومهم» (1)، يعرِّفها محمد الحسين آل كاشف الغطاء بقوله (2):«الإمامة منصب إلهي كالنبوة، فكما أن الله سبحانه يختار من يشاء من عباده للنبوة والرسالة، ويؤيده بالمعجزة التي هي كنص من الله عليه، فكذلك يختار للإمامة من يشاء، ويأمر نبيه بالنص عليه، وأن ينصبه إمامًا للناس من بعده للقيام بالوظائف التي كان على النبي أن يقوم بها، سوى أن الإمام لا يوحى إليه كالنبي، وإنما يتلقى الأحكام منه مع تسديد إلهي، فالنبي مبلغ عن الله والإمام مبلغ عن النبي» اهـ.
إذن فالإمامة كما يتبين من كلامه أنها أهم معتقدات الشيعة، فهي تتعلق بالإيمانيات كالإيمان بالله وبالرسول صلى الله عليه وسلم، يكفر منكرها ويُسلِم مُعتَقِدُها. واقرأ معي هذه النصوص:
روى الكليني عن أبي الحسن العطار قال: «سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أشرِك بين الأوصياء والرسل في الطاعة» (3)، وأصرح من هذا وأشد ما رواه أيضًا عن أبي عبد الله أنه قال: «نحن الذين فرض الله طاعتنا لا يسع الناس إلا معرفتنا ولا يعذر الناس بجهالتنا، من عرفنا كان مؤمنًا، ومن أنكرنا كان كافرًا، ومن لم يعرفنا ولم ينكرنا كان
(1) د. ناصر القفاري: أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية (2/ 653).
(2)
محمد آل كاشف الغطاء: أصل الشيعة وأصولها، ص (211 - 2).
(3)
الكليني: الأصول من الكافي (1/ 186).
ضالًا حتى يرجع إلى الهدى الذي افترض الله عليه من طاعتنا الواجبة، فإن يمت على ضلالته يفعل الله به ما يشاء» (1).
وروي عن جابر قال: «سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إنما يعرف الله عز وجل ويعبده من عرف الله وعرف إمامه منا أهل البيت، ومن لا يعرف الله عز وجل ولا يعرف الإمام منا أهل البيت، فإنما يعرف ويعبد غير الله هكذا والله ضلالًا» (2).
بل لقد جعلوها في مرتبة الصلاة والزكاة والصوم والحج، كما يروي الكليني عن عجلان أبي صالح قال:«قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أوقفني على حدود الإيمان، فقال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، والإقرار بما جاء به من عند الله، وصلاة الخمس، وأداة الزكاة، وصوم شهر رمضان، وحج البيت، وولاية ولينا وعداوة عدونا والدخول مع الصادقين» (3)، وعن أبي حمزة عن أبي جعفر قال:«بني الإسلام على خمس: الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، ولم يناد بشيء ما نودي بالولاية» (4)، فتأمل قوله «ولم يناد بشيء ما نودي بالولاية» ، ومعناه أن الولاية أهم من الأربع الأول، وقد صرح في رواية عن زرارة عن أبي جعفر قال:«بني الإسلام على خمسة أشياء، على الصلاة، والزكاة، والحج، والصوم، والولاية، قال زرارة: قلت: وأي شيء من ذلك أفضل؟ فقال: الولاية أفضل، لأنها مفتاحهن، والوالي هو الدليل عليهن» (5)، بل لقد حذفوا الصوم والحج في رواية أخرى، فرووا عن الصادق عليه السلام قوله:«أثافي (6) الإسلام ثلاثة، الصلاة، والزكاة، والولاية، لا تصح واحدة منهن إلا بصاحبتيها» (7).
(1) السابق (1/ 187).
(2)
السابق (1/ 181).
(3)
السابق (2/ 18).
(4)
السابق.
(5)
السابق.
(6)
يقول الشارح: «الأثافى جمع الأثفية بالضم والكسر، وهي الأحجار التي توضع عليها القدر، وأقلها ثلاثة» اهـ[الكليني: الأصول من الكافي (2/ 18) الهامش].
(7)
السابق.