الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في الأرض {عُدْنَا} إلى عقوبتكم، {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} (1).
ففي الآيات دعاهم الله الرحمن الرحيم إلى التوبة والاستقامة على أمر الله، ولكنهم كما قال العليم الخبير:{كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} (2).
…
فائدة:
يقول الدكتور عبد العزيز مصطفى كامل (3): «تأمل عبارة عيسى عليه السلام في الإنجيل: "لا يُترك ههنا حجر على حجر لا يُنقض"، وعبارة القرآن: {وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا}، واستنتج لماذا داخ اليهود بعد حفريات طويلة في العثور على أي أثر للمسجد باستثناء حائط البراق الذي أبقى الله تعالى عليه ليكون آية باقية على رحلة الإسراء التي نسخت حق اليهود في الأرض المقدسة» .
ويقول محمد حسنين هيكل (4): «يقول وليام داريمپل William Dalrymple في كتابه عن القدس بعنوان (المدينة المسحورة)(5)، تفاصيل موثقة عن الجهد الذي بذلته الدولة الإسرائيلية من سنة 1948 إلى سنة 1995م، في التنقيب عن آثار تدل على تاريخ يهودي في فلسطين يمكن الإشارة إليه وإشهاره في وجه المتشككين في القصص الأسطوري، ويعطي داريمپل مثالًا لذلك قصة التنقيب عن بقايا هيكل سليمان، ويقول: "كان تقدير العلماء الإسرائيليين أن موقع الهيكل قريب من أسوار مسجد قبة الصخرة، وبدأت الحفريات واستمرت رغم اعتراضات اليونسكو (منظمة الثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة United Nations Educational، Scientific and Cultural Organization UNESCO)، وعثرت البعثات الإسرائيلية على بقايا معالم أعلنت عنها وهللت لها، ثم اضطرت إلى تغطية الاكتشاف كله بستائر من الصمت، لأن البقايا
(1) الإسراء: 8، انظر تفسير السعدي، ص (521). وقال رحمه الله:«وفي هذه الآيات التحذير لهذه الأمة من العمل بالمعاصي، لئلا يصيبهم ما أصاب بني إسرائيل. فسُنَّة الله واحدة لا تتبدل ولا تتغير» اهـ.
(2)
المائدة: 81
(3)
د. عبد العزيز مصطفى كامل: قبل الكارثة، نذير ونفير، ص (98) الهامش بتصرف يسير.
(4)
محمد حسنين هيكل: المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل (1/ 67) الهامش بتصرف يسير.
(5)
أظنه يقصد كتاب: From the Holy Mountain
التي عثر عليها لم تكن إلا آثار قصر لأحد الملوك الأمويين، وهو أمر يدحض الدعاوى اليهودية من الأساس ويكشف أنه ليس هناك ماض ينبني عليه حاضر ومستقبل! ".
وكان تعليق العالمة اليهودية الشهيرة الدكتورة شولاميت چيفا Shulamit Geva - أستاذ الدراسات اليهودية في جامعة تل أبيب - قولها بالنص: "إن علم الآثار اليهودي أريد له تعسفًا أن يكون أداة للحركة الصهيونية، تختلق بواسطته صلة بين التاريخ اليهودي القديم والدولة اليهودية المعاصرة". وذلك يتفق تمامًا مع دراسة للأستاذ كيث ويتلم Keith Whitlam نشرها بعنوان يغني عن كل شيء: "اختراع التاريخ اليهودي القديم وخنق التاريخ الفلسطيني كله"!».
ويقول الدكتور محمد إسماعيل المقدم (1): «ولو ثبت ذلك جدلًا لما ساغ أن يهدم المسجد ليقام مكانه الهيكل، لأن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم نسخت كل الشرائع التي سبقتها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار (2) "» اهـ.
ولقد كانت آيات الإسراء بمثابة إعلان لليهود بإقالتهم من منصبهم الذي نصبهم الله تعالى إياه؛ يقول صفي الرحمن المباركفوري رحمه الله (1943 - 2006م)(3): «يرى القارئ في سورة الإسراء أن الله ذكر قصة الإسراء في آية واحدة فقط، ثم أخذ في ذكر فضائح اليهود وجرائمهم، ثم نبههم بأن هذا القرآن يهدي للتى هي أقوم، فربما يظن القارئ أن الآيتين ليس بينهما ارتباط، والأمر ليس كذلك، فإن الله تعالى يشير بهذا الأسلوب إلى أن الإسراء إنما وقع إلى بيت المقدس، لأن اليهود سيُعزَلون عن منصب قيادة الأمة الإنسانية، لما ارتكبوا من الجرائم التي لا مجال بعدها لبقائهم على هذا المنصب، وإن الله سينقل هذا المنصب فعلًا إلى رسوله صلى الله عليه وسلم ويجمع له مركزي الدعوة الإبراهيمية كليهما، فقد آن أوان انتقال القيادة الروحية من أمة إلى أمة، من أمة ملأت تاريخها بالغدر
(1) د. محمد إسماعيل المقدم: خدعة هرمجدون، ص (59) الهامش.
(2)
رواه مسلم، كتاب الإيمان: 153
(3)
صفي الرحمن المبار كفوري: الرحيق المختوم، ص (119 - 20).