الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نظرة على المجتمعات اليهودية الأوروپية من الداخل:
وبعد أن ألقينا نظرة سريعة على الإطار الحياتي العام للمجتمعات اليهودية الأوروپية، نتخلل قليلًا إلى داخلها ..
فلقد كان الطابع الديني يسود المجتمع الأوروپي النصراني واليهودي بشكل عام في العصور الوسطى، وكانت السلطة الحاخامية هي المسيطرة في المقام الأول على الجماعات اليهودية، وهي التي كانت تبث سمومها في العامة الجاهلة أتباع كل ناعق، أولئك الذين أخبر الله تعالى عنهم بقوله:{وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَاّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَاّ يَظُنُّونَ} (1).
ويعرِّف الپروفيسور إسرائيل شاحاك هذه الحقبة من التاريخ اليهودي بكل ما تشمله من عقائد بحقبة (اليهودية الكلاسيكية)، يقول (4):
«قد لا يكون هناك تعريف أفضل لليهودية
(1) البقرة: 78
(2)
وهي بعض فرق اليهود القديمة.
(3)
إسرائيل شاحاك ونورتون ميزفينسكي: الأصولية اليهودية في إسرائيل (1/ 24). Israel Shahak and Norton Mezvinsky: Jewish Fundamentalism in Israel
(4)
إسرائيل شاحاك: التاريخ اليهودي، والديانة اليهودية، وطأة ثلاثة آلاف عام. أو: اليهود واليهودية، ثلاثة آلاف عام من الخطايا (كما تُسميه الترجمة العربية المتاحة)، ص (33). Israel Shahak: Jewish History، Jewish Religion: The Weight of Three Thousand Years. وإسرائيل شاحاك (1933 - 2001م) هو أستاذ الكيمياء العضوية في الجامعة العبرية بالقدس، ولد في پولندا، واعتقل ثم هرب من معسكرات اعتقال النازي، وذهب إلى فلسطين بعد الحرب العالمية الثانية. وهو ناشط سياسي ليبرالي ومؤسس الجمعية الإسرائيلية لحقوق الإنسان، وتخصص في البحث عن التاريخ اليهودي والصهيونية وممارسات دولة إسرائيل والتي هو من أشد المناهضين لها، وتميز بالاقتباس من والرجوع إلى الأصول العبرية التي قل من اطلع عليها، مما جعله الرجل الأكثر مقتًا في إسرائيل. يقول إدوارد سعيد - وكان أحد مراسليه -: «
…
وأتذكر أنه منذ حوالي خمسة عشر عامًا مضت، أعلن عن وفاته، على الرغم من أنه كان بالطبع ما زال حيًا إلى أبعد حد. لقد نشرت الواشنطن پوست قصة وفاته، وبعد أن زار شاحاك بنفسه الجريدة ليعلن أنه لم يمت، قال لأصدقائه مازحًا إنه لم يكن له تأثير قوي على (الپوست) التي لم تنشر أبدًا تصحيحًا لخبر وفاته، لذا فإنه ما زال لدى البعض ميتًا! إنها أمنية حالمة تكشف كيف جعل شاحاك (أصدقاء إسرائيل) يشعرون بعدم الراحة» اهـ[انظر مقدمة إدوارد سعيد لكتاب شاحاك المذكور]. أما نورتون ميزفينسكي: فهو أستاذ التاريخ بجامعة كونكتيكت Connecticut. ولد عام 1932م بولاية آيوا Iowa، وتخرَّج في جامعة آيوا، ثم أكمل دراساته العليا بولاية ويسكونسين-ماديسون Wisconsin-Madison، وعمل بالتدريس في هارفارد وجامعات أمريكية أخرى .. وفي عام 1983م، أصبح عضوًا مشاركًا في مركز دراسات الشرق الأوسط بهارفارد. ويُعتبر ميزفينسكي واحدًا من أنشط اليهود المناهضين للصهيونية، ويقوم بإلقاء المحاضرات ضد إسرائيل والصهيونية، ويهاجم بشدة أنشطة دولة إسرائيل والأسس النظرية للصهيونية [انظر، د. عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية (6/ نورتون ميزفينسكي)].
الكلاسيكية أو بالطريقة التي حورها إليها الحاخامات، أفضل من التعريف الأفلاطوني. أو على وجه التحديد ما ادعى هاداس Moses Hadas (1900 - 1966 م) أن اليهودية تبنته من خلال ما وضعه أفلاطون نفسه على أنه أهداف برنامجه، في النص التالي المعروف جيدًا:"بشكل أساسي لا أحد - رجلًا أو امرأة - يمكن أن يحيا بلا شرطي يوجهه، وأنه لا يجب لإنسان أن يكون لديه هذه العادة الذهنية بأخذ أية خطوة، سواء كانت جدية أم هزلية، على مسئوليته الخاصة. في السلم تمامًا كما في الحرب عليه أن يحيا دائمًا وعينيه على ضابطه الأعلى، بمعنى آخر علينا ألا نمرن عقل الفرد على إعمال فكره أو حتى أن يعرف كيفية القيام بهذا"(Laws، 942ab). وإذا استبدلنا كلمة (حاخام) بالـ (شرطي) أو (الضابط)، فسوف يكون لدينا تصور واضح عن اليهودية الكلاسيكية» اهـ.