الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والسماح للمنظمات الصهيونية بممارسة جميع أنشطتها من تعليم وتدريب على الاستيطان ونشر مجلاتها، بينما مُنع الاندماجيون والأرثوذكس من إلقاء الخطب، أو الإدلاء بتصريحات، أو جمع التبرعات أو مزاولة أي نشاط آخر (1).
…
أمريكا تتلقف الراية:
كتب أحاد هاعام Ahad Ha'am (1856 - 1927 م) يقول: «إن المستوطنين اليهود الجدد في فلسطين كانوا عبيدًا في التيه، وفجأة وجدوا أنفسهم وسط حرية بلا حدود، بل وسط حرية لا رادع لها. وقد أحدث هذا التحول المفاجئ في نفوسهم ميلًا إلى الاستبداد كما هي الحال حين يصبح العبد سيدًا. وهم يعاملون العرب بكثير من العداء والشراسة، ويمتهنون حقوقهم بصورة فجة وغير مقبولة، ثم يوجهون لهم الإهانات دون مبرر كاف، ويفاخرون بما يفعلون. يتصرفون وكأن العرب كلهم همج متوحشون يعيشون كالحيوانات دون فهم لحقيقة ما يجري حولهم» اهـ (2).
لا يتسع المقام لسرد جرائم اليهود تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل لأن الأمر سيطول، وهو واضحٌ ومشاهد، وقد أفاضت فيه الأبحاث والدراسات الموثقة، وليس (هولوكوست غزة) منا ببعيد! (27/ 12/2008 - 18/ 1/2009م). لكن العجيب أنك ترى وسط هذه الاعتداءات الصارخة إصرار اليهود على احتكار دور الضحية واستمالة عواطف الغرب، وتأمل قول وايزمان قديمًا (3): «زعماء فلسطين كانوا يتعمدون إثارة الاضطرابات، وتقتيل اليهود بدون تمييز لبعث الرعب في قلوب اليهود في الخارج،
(1) د. عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية (2/ النازية والصهيونية: العلاقة الفعلية) باختصار وتصرف يسير.
(2)
انظر، محمد حسنين هيكل: المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل (1/ 66). وأحاد هاعام تعني في العبرية (واحدًا من الناس)، وكان ذلك (اسم القلم) لواحد من أبرز الكتاب والمفكرين اليهود، وأوسعهم نفوذًا في ذلك الوقت، واسمه الحقيقي آشر هيرش چينسبرج Asher Hirsch Ginsberg.
(3)
مذكرات وايزمان، ص (117).
وإيهامهم بأنهم سيلقون في فلسطين من ضروب الاضطهاد ما اعتادوا أن يلقوه في روسيا في عهد القيصرية» اهـ.
وحتى لا نغفل وننجرف وراء التيار المقيِّد للصراع في إطار (عربي-إسرائيلي) قومي مجرد، حيادًا عن الساحة العقدية الأصلية، ندلل بخبر نشرته (مفكرة الإسلام) في 18 مايو 2007م جاء فيه:«أكد السكرتير التنفيذي لجمعية اتحاد الكنائس في غزة (قسطنطين الدباغ)، أن توجُّه المؤسسات الغربية الداعمة للاتحاد لم تتغير عقب الحصار الغربي الذي فُرض على الشعب الفلسطيني. وقال الدباغ في تصريحات لصحيفة (فلسطين) اليومية: إنّ الدعم الذي يتلقاه الاتحاد من المؤسسات الغربية مثل السوق الأوروپية والكنائس التي تنتمي لمجلس الكنائس العالمي، مستمر ولم يتأثر بالحصار. ويأتي استمرار الدعم المقدَّم لاتحاد الكنائس فيما تعاني الجمعيات الإسلامية الفلسطينية - التي تقدم خدمات للعائلات الفقيرة والأيتام - بشدة في تحصيل الأموال من الخارج؛ بسبب الحصار الاقتصادي، ورفض البنوك التعامل مع هذه الجمعيات» اهـ.
فهذه إشارة سريعة، بعدها نقول:
قد تقدم الحديث عن المساعي الاستعمارية الغربية في حلّ رابطة المسلمين وإسقاط دولة الخلافة وإحياء النعرة القومية (الجاهلية المنتنة) بدلًا منها، فكان كما يقول هيكل (1):«كان التفكير الذي ورد في مناقشات مجلس الحرب هو أن يكون هناك (موزاييك Mosaic) من القوميات والأديان في منطقة الساحل» .
وقد لاقت هذه الدعوة قبولًا لدى بعض العرب، كالشريف حسين بن علي حاكم مكة (1254 - 1350هـ/1854 - 1931م)، فكان هو أول من نادى من الحجاز باستقلال العرب عن الدولة العثمانية، وقاد الثورة ضدها في عام 1916م، والتي عرفت في التاريخ باسم (الثورة العربية الكبرى).
يقول هيكل (2): «يستطيع أي قارئ لمجموعات الوثائق البريطانية لرئاسة مجلس
(1) محمد حسنين هيكل: المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل (1/ 101).
(2)
السابق (1/ 100).
الوزراء ولوزارة الخارجية ولوزارة المستعمرات ولوزارة الحربية ولوزارة شئون الهند، أن يكتشف بدون عناء أن السياسة البريطانية، لم يكن في نواياها ولا في خططها ما يشير إلى أنها تريد أن تفي بكل التعهدات التي قطعتها على نفسها أثناء الحرب. يستوي في ذلك تلك العهود التي اتفقت عليها مع فرنسا بمقتضى اتفاقية سايكس-پيكو، أو تلك التي أعطتها لقيادات الثورة العربية في ذلك الوقت».
ويقول مايكل پريور (1): «تعارضت مبادرات إنجلترا للوفاء بضمانات استقلال الدول العربية بعد الحرب، مع بنود معاهدة سايكس-پيكو؛ حيث وقعت إنجلترا في مأزق مأساوي تمثل في مساندتها للقضية الصهيونية - وفي الوقت ذاته - وعودها بضمان حقوق السكان الأصليين الفلسطينيين» اهـ.
وأمام تصاعُد الرفض (العربي/الإسلامي) للسياسة البريطانية في فلسطين وللإرهاب الذي تمارسه المنظمات الصهيونية، ولمواجهة الانتفاضات المتتالية، أوفدت بريطانيا عدة لجان لدراسة الأوضاع في فلسطين واقتراح حلول لمشكلتها، ودرجت الحكومة البريطانية أيضًا، خلال فترة الانتداب، على إصدار (الكتب البيضاء) لمعالجة الأوضاع المتفجرة في فلسطين (2).
وكان منها الكتاب الأبيض الصادر في أكتوبر 1930م، والمعروف باسم (كتاب پاسفيلد الأبيض Passfield White Paper)، وقد رفضت الوثيقة وجهة النظر القائلة بأن إنشاء وطن قومي لليهود هو الواجب الأساسي لنظام الانتداب.
وقد تعرَّضت هذه السياسة لنقد عنيف من بعض الساسة البريطانيين الذين رأوا فيها اتجاهًا إلى تخلِّي الحكومة البريطانية عن التزاماتها الواردة في صك الانتداب. كذلك قدَّم
(1) مايكل پريور: الكتاب المقدس والاستعمار، ص (155).
(2)
د. عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية (6/ الانتداب) بتصرف يسير. والكتاب الأبيض: عبارة تُطلَق على مجموعة الوثائق التي تتضمن تقرير السياسة البريطانية فيما يتصل بموضوع ما والتي تقوم الحكومة بتقديمها إلى الپرلمان. وقد أدَّت هذه الوثائق دورًا مهمًا في تاريخ الانتداب البريطاني في فلسطين إذ صدر منها ست في الفترة من عام 1922 إلى 1939م [انظر السابق (6/ الكتاب الأبيض)].
وايزمان استقالته من رئاسة الوكالة اليهودية احتجاجًا على ما اعتبره إنكارًا لحقوق وآمال (الشعب اليهودي) في إنشاء وطن قومي.
وفي مايو 1939م صدر (كتاب ماكدونالد الأبيض MacDonald White Paper)، والذي تضمن «أن الحكومة البريطانية قد تبنت سياسة جديدة غير سياسة التقسيم، وأن حكومة صاحب الجلالة تعلن - حتى تزيل أية شكوك - أنها لا تتبنَّى أية سياسة ترمي لجعل فلسطين دولة يهودية» ، ذلك لأن «هذا يُعدُّ منافيًا لالتزاماتها تجاه العرب بمقتضى صك الانتداب، إذ أن هدف الحكومة البريطانية هو خَلْق دولة مستقلة خلال عشر سنوات
…
يمكن فيها تأمين الحقوق الأساسية لكل من العرب واليهود، وستكون الخطوة الأولى في هذا الاتجاه هي إلقاء مسئولية الإدارات الحكومية على عاتق كل من اليهود والعرب وفقًا لنسبتهم العددية».
وقد قرَّرت الحكومة في هذه الوثيقة وَقْف الهجرة اليهودية لا على أسس اقتصادية هذه المرة، ولكن على أساس مبدأ سياسي «ذلك أن الحكومة لا تستطيع أن ترى في وثيقة الانتداب أيَّ دليل على أن الهجرة يجب أن تستمر إلى الأبد
…
أو أن قدرة البلاد الاقتصادية على امتصاصها يجب أن تكون المعيار الوحيد، إذ أن خوف العرب من الهجرة اليهودية غير المحدودة يجب أيضًا أن يؤخذ بعين الاعتبار عند وضع سياسة الهجرة».
وقد اعتادت الحركة الصهيونية أن تنظر لهذه الوثيقة باعتبارها بداية (الخيانة النهائية) للالتزامات الواردة في إعلان بلفور (للشعب اليهودي) وللانتداب البريطاني على فلسطين. وأعلنت الحرب ضد الانتداب البريطاني على فلسطين منذ صدورها (1).
تقول جريس هالسل (2): «استنادًا إلى صحيفة دافار الإسرائيلية Davar فإن ستانلي جولدفوت Stanley Goldfoot - سكرتير مؤسسة هيكل القدس The Jerusalem Temple Foundation - هو الذي وضع القنبلة التي دمرت جناحًا في فندق الملك
(1) السابق (6/ الكتاب الأبيض) باختصار.
(2)
جريس هالسل: النبوءة والسياسة، ص (122) بتصرف يسير.
داود في القدس في 22 يوليو 1946م، وكانت تقيم في الفندق السكرتارية العامة لهيئة الانتداب البريطاني، كما كان ينزل فيه عدد من ضباط الأركان العسكرية العامة. لقد أسفرت تلك العملية عن مقتل حوالي 100 بريطاني ومسئولين آخرين، وكما خطط الصهيونيون فقد أدى ذلك إلى تسريع الانسحاب البريطاني من فلسطين» اهـ.
ووعيًا منه بأن المصالح البريطانية قد تتعارض مع مصالح الصهيونية، بدأ دافيد بن جوريون في تحفيز اليهود الأمريكان والحصول على مساندة أكبر من الولايات المتحدة، بينما كان يواصل وايزمان في الوقت ذاته عمله الديپلوماسي في لندن التي كانت في حرب. وبموت الرئيس فرانكلين روزفلت، تولى نائبه هاري ترومان Harry S. Truman (1884 - 1972 م) مقاليد البيت الأبيض، وأثبت فورًا أنه مؤيد غيور للقضية الصهيونية (1).
وفي 24 إپريل 1945م، كتب لتشرشل يطلب منه أن يرفع القيود
(1) تقول ريچينا الشريف: «ومما لا ريب فيه أن خلفية ترومان الدينية أدَّت دورًا مهمًا في حياته فيما بعد، وعلى وجه العموم كان ترومان كإبراهام لينكولن Abraham Lincoln (1809 - 1865 م) الذي علم نفسه بنفسه؛ فقد درس التوراة بنفسه، وكان يؤمن بالتبرير التاريخي لوطن قومي يهودي، وكانت لديه قناعة أن وعد بلفور حقق آمال وأحلام الشعب اليهودي القديمة. وقصة حياة ترومان الشخصية، الحافلة بالاقتباسات والإشارات التوراتية الضمنية، تشير إلى ميله للإسهاب في ذكر التعاليم اليهودية المسيحية» اهـ[د. ريچينا الشريف: الصهيونية غير اليهودية، ص (143) باختصار]. وتقول باربرا فيكتور: «في الرابعة عشرة من عمره، كان ترومان قد قرأ لمرَّات أربع الكتاب المقدس من أوله إلى آخره. ومن الواضح أن معرفته بالماضي التوراتي في الشرق الأوسط، بعد أن عقد علاقات مع المحترم بيللي جراهام Billy Graham، أثرت فيه بشدة حين قرر ما كان سيفعله بشأن فلسطين. وكان ترومان يميل على نحو خاص إلى المزمور الذي كان يرمز إلى هذه المسيرة:"على أنهار بابل هناك جلسنا، فبكينا عندما تذكرنا صهيون"[المزمور 137: 1]
…
ولقد ردَّ ترومان على المسيحيين غير الإنجيليين الذين اتهموه بأنه لم يعترف بإسرائيل إلا لاستمالة الناخبين اليهود في الولايات المتحدة، بأنه لطالما اعتُبِر مثل (قورش)، الإمپراطور الفارسي الذي انتصر على الطاغية البابلي نبوخذنصر وسمح لليهود عام 538ق .. م بالخروج من السبي والعودة إلى صهيون. ففي الواقع، عندما أثنى أحد أنصار ترومان عليه ذات يوم، لدوره الحاسم في إنشاء دولة إسرائيل، أجاب:"أجل، لقد كان حاسمًا كإبليس! أنا قورش الأمريكي"
…
قبل أن يدخل عالم السياسة، حينما كان صانع قمصان في كنساس، طالما قال ترومان أنه كان لديه شريك يهودي، هو [إدوارد/إدي چاكوبسون Edward Jacobson (1891 - 1955 م)]. حينما سُئِل إن كان ذاك الرجل قد حظي بأي تأثير على قراره، ردَّ وعينه تلمع:"حسن، لقد كان لإدي علاقة كبيرة بالقرار الذي اتخذته بصدد إسرائيل"» اهـ[باربرا فيكتور: الحرب الصليبية الأخيرة، ص (168 - 9) باختصار وتصرف يسير].
المفروضة على هجرة اليهود - الذين استأصلهم القمع النازي عديم الرحمة - إلى فلسطين. وكنا نتوقع [واللفظ لمايكل پريور] أن يكون ترومان أول من يقبل في أمريكا حوالي ثلاثمائة ألف من اليهود الناجين من البربرية النازية والذين كانوا ينتظرون ذلك في العديد من معسكرات الإيواء. ولكن حققت خطته ميزيتين: حصل على دعم الصهاينة، وجنَّب أمريكا وطأة الهجرة اليهودية. وقال في أكتوبر 1945م وهو يوجه حديثه إلى الديپلوماسيين العرب:«أنا متأسف أيها السادة، فأنا ملتزم أمام مئات الآلاف من المواطنين الذين يريدون نجاح الصهيونية، وليس لديّ مئات الآلاف من العرب ضمن دوائري الانتخابية» (1).
وأمام عدم إمكانية التوصل لاتفاق بشأن فلسطين، أعلنت حكومة إنجلترا يوم 18 فبراير 1947م «أن الحل الوحيد يكمن في تقديم المشكلة للأمم المتحدة» . وفي 29 نوفمبر 1947م أصدرت هيئة الأمم المتحدة قرار التقسيم، ومما جاء في توصيات لجنة الأمم المتحدة، أن يأخذ الصهاينة 57% من الأرض التي كانت معظمها أراضي صالحة للزراعة، وكان معظمها يقطنها سكان عرب، أما الدولة الفلسطينية فتأخذ 43% من الأرض. برغم أن اليهود عام 1948م لم يمتلكوا إلا 6.6% من فلسطين. هذا بالإضافة إلى أن اليهود لم يكونوا يمثلون إلا ثلث الشعب (من 500.000 إلى 600.000 يهودي مقابل 1.4 مليون فلسطيني) .. كذلك تم منح صحراء النقب لليهود على الرغم من أن مائة ألف بدوي كانوا يزرعون جزءًا كبيرًا من الأراضي، بينما كان حوالي 475 يهودي فقط يعيشون في أربعة مستوطنات!
وفور الموافقة على قرار التقسيم، أعلن الإنجليز أمام تصاعد الأعمال الهجومية الشبيهة بالحرب الأهلية ضد بريطانيا، أنهم ينهون الانتداب في فلسطين وأنهم سيغادرون المنطقة فورًا. وانتهى الانتداب البريطاني في 15 مايو 1948م (2)، وكان قد أعلن بن جوريون في الرابع عشر من الشهر نفسه قيام دولة إسرائيل.
(1) انظر، مايكل پريور: الكتاب المقدس والاستعمار، ص (165).
(2)
انظر السابق، ص (166 - 8).
يقول وايزمان (1): «في يوم 14/ 5/1948م، كان ترومان ومستشاروه على اتصال دائم لبحث الموقف في فلسطين
…
وكان الانتداب البريطاني في فلسطين لم يبق له من العمر سوى ساعات معدودة. وفي يوم 14 مايو عقد مجلس المنتخبين اليهود جلسة تاريخية في تل أبيب وأعلنوا للعالم استقلال الدولة اليهودية منذ الساعة التي ينتهي فيها الانتداب على فلسطين.
وقد وصلت إلى ليك سَكسس Lake Success أنباء غير رسمية عن إعلان اعتراف أمريكا بالدولة اليهودية، قبل دقائق معدودة من السادسة حسب توقيت أمريكا، وقد تشكك الممثلون، والوفود في هيئة الأمم المتحدة في صحة تلك الأنباء، وكان وفد أمريكا نفسه يجهلها، وأخيرًا وبعد اضطرابات وتباين في الأنباء، وقف الأستاذ چيسوپ Philip C. Jessup [1897 - 1986 م] في هيئة الأمم، وتلا البيان التالي الصادر من البيت الأبيض:"لقد بلغ مسامع الحكومة الأمريكية أنه قد أعلن في فلسطين قيام دولة يهودية فيها، وقد طلبت الحكومة المؤقتة في فلسطين أن نعترف بها، إن الحكومة الأمريكية تعترف بأن الحكومة المؤقتة المذكورة هي السلطة المشروعة لدولة إسرائيل".
وهذا البيان التاريخي لم يدل على نضوج السياسة الأمريكية فحسب، وإنما أضاف إلى هذا أنه توَّج مساعي أمريكا الطويلة في سبيل الأماني الصهيونية بأحسن تاج
…
وكان يوم 15/ 5/1948م يومًا تاريخيًا؛ فلقد توالت فيه اعترافات الدول بنا، وفي ذلك اليوم نفسه، تسلمت أنا البرقية التالية:"بمناسبة إقامة الدولة اليهودية نرسل إليك بأحسن تحياتنا. إنك قد عملت في سبيل خلق هذه الدولة ما لم يعمله أحد آخر من الأحياء. وكان عزمك وصلابتك قوة لنا. ونحن نتطلع إلى اليوم الذي نراك فيه رئيسًا للدولة"
…
وبعد يومين وصلت إليّ أنباء، وأنا في الفندق في أمريكا بأن مجلس المنتخبين اختارني رئيسًا للدولة» اهـ.
…
(1) مذكرات وايزمان، ص (211 - 3) باختصار.