الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المتقدمة، فلم يذكره [سعد بن عبد الله] القُمِّي (ت. 299/ 301هـ) في (المقالات والفرق)، ولا النوبختي في (فرق الشيعة)، ولا الأشعري في (مقالات الإسلاميين). ولعل أول من ذكره من الشيعة المسعودي (ت. 349هـ) في (التنبيه والإشراف). أما من غير الشيعة فلعله عبد القاهر البغدادي في (الفرق بين الفِرَق) حيث ذكر أنهم سموا بالاثنى عشرية لدعواهم أن الإمام المنتظر هو الثاني عشر من نسبه إلي علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وظهور هذا الاسم كان بلا شك بعد ميلاد فكرة الأئمة الاثني عشر، والتي حدثت بعد وفاة الحسن العسكري، حيث إنه "قبل موت الحسن بن علي العسكري لم يكن أحد يقول بإمامة هذا المنتظر [إمامهم الثاني عشر]، ولا عرف من زمن علي ودولة بني أمية أحد ادعى إمامة الاثني عشر وهذا القائم"(1)، ولكن يرى صاحب مختصر التحفة الاثني عشرية أن زمن ظهور الإمامية الاثنى عشرية سنة مائتين وخمس وخمسين (2)، ويبدو أنه عيَّن هذا التاريخ بالذات، لأن تلك السنة (255هـ) هي التي زعمت الاثنا عشرية أنه ولد فيها إمامهم الثاني عشر، والذي يزعمون حياته إلى اليوم، وينتظرون خروجه، فإذا كان الأمر كذلك فينبغي أن يحدد التاريخ بسنة 260هـ، لأن دعوى وجود الإمام الثاني عشر المنتظر إنما ظهرت بعد وفاة الحسن العسكري (والذي توفي سنة 260هـ)» اهـ.
ولماذا اثنا عشر إمامًا
؟
يحاول الرافضة إضفاء نوع من الشرعية على عدد أئمتهم عن طريق التدليل بأحاديث كثيرة لا أصل لها ملئت بها كتبهم ويطول المقام بذكرها، ولكن أذكر منها حديث الاثني عشر والذي له ألفاظ عدة في الصحيحين وغيرهما، حيث إنهم يتعلقون بهذه النصوص ويحتجون بها على أهل السنة، لا لإيمانهم بما جاء في كتب أهل السنة، ولكن للاحتجاج عليهم بما يسلمون به، عملًا بقول «من فمك أدينك». فلقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:«يكون اثنا عشر أميرًا كلهم من قريش» (3)، وقوله: «إن
(1) ابن تيمية: منهاج السنة (8/ 249).
(2)
محمود شكري الألوسي: مختصر التحفة الاثني عشرية، ص (22).
(3)
رواه البخاري، كتاب الأحكام: 7222
هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة» (1)، وقال:«لا يزال الإسلام عزيزًا إلى اثني عشر خليفة» (2)، وقال:«لا يزال الدين قائمًا حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» (3).
واستدلالهم هذا باطل من وجوه:
- أوصاف الاثنى عشر المذكورين في الحديث وزمنهم أنهم: (يتولون الخلافة، الإسلام في عهدهم عزيز، الناس يجتمعون عليهم). ولا ينطبق على أئمة الشيعة أي وصف منها، حتى العدد لا ينطبق عليهم، لأن الإمام الحادي عشر الحسن العسكري مات بدون ذرية كما سنبين بعد قليل.
- الحديث ليس فيه حصر لعدد الأئمة، بل هو خبر أن الدين يكون عزيزًا وقت حكمهم.
- الشيعة تقول إن كل أئمتهم كانوا مستترين خائفين يتعاملون بالتقية، بل إن عليًا عندهم لم يستطع أن يُظهر الدين الصحيح؛ فما استطاع أن يظهر القرآن الصحيح ولا منع صلاة التراويح ولا أمر بزواج المتعة!
- كيف يكون نص على علي رضي الله عنه والنصوص وردت عن علي تنافي ذلك، كما نسب إليه في نهج البلاغة أنه قال:«أنا لكم وزيرًا خير مني لكم أميرًا» (4).
- إذا كان الأمر كما ورد في الحديث، فلم قَبِل علي رضي الله عنه بالشورى، وتنازل الحسن لمعاوية، وبايع الحسين لمعاوية، وبايع جميع أئمتهم للخلفاء؟
- قال صلى الله عليه وسلم: «في أمتي اثنا عشر منافقًا» (5)، فالعدد لا عبرة له (6).
- أيضًا، روى الكليني في الكافي جملة من أحاديثهم تقول بأن الأئمة ثلاثة عشر،
(1) رواه مسلم، كتاب الإمارة: 1821
(2)
نفسه.
(3)
رواه مسلم، كتاب الإمارة: 1822
(4)
نهج البلاغة، المنسوب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، ص (136).
(5)
رواه مسلم، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم: 2779
(6)
عثمان الخميس: حقبة من التاريخ، ص (216 - 7) بتصرف.