الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بلاكووتر والاتحاد الكاثوليكي الپروتستانتي:
لقد تسببت الحرب على الإرهاب واحتلال العراق في توالد عشرات الشركات لتصدير الجنود المرتزقة، وكان من أهمها شركة (بلاكووتر يو إس إيه Blackwater USA)، أو (زِي Xe Services LLC) كما صار اسمها ..
فصاحب هذه الشركة هو البليونير الأمريكي إريك پرنس Erik D. Prince، والذي ينتمي للتيار اليميني الراديكالي المسيحي، وهو أحد الممولين الرؤساء لحملات انتخاب بوش، وأيضًا لأچندة اليمين المسيحي الصهيوني العريضة (2).
وشركته بلاكووتر هي شركة تعلن بصرامة أن قواتها فوق القانون (3)، بل يتفاخر بعض تنفيذييها بعضويتهم في (أخوية فرسان مالطا العسكرية ذات السيادة)؛ وهي ميليشيا مسيحية صليبية تشكلت في القرن الحادي عشر الميلادي، ومهمتها الدفاع عن الأراضي التي غزاها الصليبيون ضد المسلمين. وتتفاخر هذه الأخوية اليوم بكونها كيانًا ذا سيادة خاضعًا للقانون الدولي، له دستوره الخاص، جوازات سفره، أختامه، مؤسساته العامة، وعلاقات ديپلوماسية مع 94 بلدًا (4).
(1) چيرمي سكاهيل: بلاكووتر، ظهور أقوى جيش مرتزقة في العالم، ص (21). Jeremy Scahill: Blackwater، The Rise of the World's Most Powerful Mercenary Army
(2)
انظر السابق، ص (23).
(3)
السابق، ص (24).
(4)
السابق، ص (30، 389). وللتوسع انظر، موسوعة ويكيپيدبا، مادة: Knights Hospitaller.
يقول الكاتب روبرت ينج پلتون Robert Young Pelton، وهو من القلة الذين أتيح لهم لقاء إريك پرنس:«إريك يدين بالمذهب الكاثوليكي الروماني، رغم أن الكثيرين يعتقدون أنه يعتنق مذهب والده [الپروتستانتي الكالفاني] ". وحقًا، فإن كثيرين من التنفيذيين الذين شكلوا فيما بعد جوهر شركة بلاكووتر هم أيضًا كاثوليك» (1).
ويقول چيرمي سكاهيل (2): «واسترشادًا منه بتمويل والده لقضايا وأنشطة الپروتستانت الصليبيين اليمينيين، أصبح پرنس ممولًا رئيسًا للمنظمات الكاثوليكية المتطرفة الهامشية
…
ولكن بالتأكيد لم يقتصر سخاء إريك پرنس في التبرعات على القضايا الكاثوليكية
…
وعلاوة على دعمه للمنظمات الكاثوليكية المتطرفة، استمر پرنس يُسهِم بمبالغ كبيرة من أجل قضايا ومؤسسات الپروتستانتية الصهيونية الصليبية التي دعمها والده».
وهذا ليس بأمر مستغرب، خاصة إذا علمنا الآتي .. يقول سكاهيل (3): «في خطاب له عام 2002م، امتدح فيه متآمر ووترجيت Watergate السابق شارلز كولسون Charles Colson إريك پرنس، وتحدث كولسون باستفاضة عن الأساس التاريخي والضرورة الراهنة للتحالف السياسي والديني بين الكاثوليك والپروتستانت الصليبيين. تحدث كولسون عن عمله الذي بدأ في منتصف الثمانينات مع رجل الدين الپروتستانتي الصليبي المحافظ الشهير، والذي أصبح قسيسًا كاثوليكيًا، ريتشارد نيوهاوس Richard Newhouse، وآخرين، لإنشاء حركة موحدة. أدى العمل في النهاية إلى صدور الوثيقة الخلافية بعنوان:(الپروتستانت والكاثوليك معًا: المهمة المسيحية في الألفية الثالثة Evangelicals and Catholics Together: The Christian Mission in The Third Millenium). هذه الوثيقة عبرت عن الرؤية التي ستكون الدافع الحيوي لاستراتيچية شركة بلاكووتر والسياسة التي يمارسها إريك پرنس: زواج بين المرجعية التاريخية للكنيسة الكاثوليكية والجاذبية القاعدية للحركة الپروتستانتية
(1) انظر، چيرمي سكاهيل: بلاكووتر، ص (48) بتصرف يسير.
(2)
السابق، ص (48 - 9، 55) باختصار.
(3)
السابق، ص (52 - 3) باختصار وتصرف يسير.
الصهيونية الصليبية الحديثة في الولايات المتحدة، ودعم من تعاون المحافظين الجدد ذوي الغالبية العَلْمانية واليهودية
…
أصبحت تلك الوثيقة هي بيان الحركة التي سرعان ما خدمها ومولها إريك پرنس. أعلنت أن "القرن الذي يقترب من نهايته كان أعظم قرن للتوسع التبشيري في التاريخ المسيحي. ندعو الله، ونؤمن بأن هذا التوسع قد مهد الطريق لجهود تبشيرية أعظم في القرن الأول للألفية الثالثة. إن الجماعتين الأكثر فعالية تبشيريًا والأكثر تناميًا، بأسلوب مسرع، هما الپروتستانت الصليبيون والكاثوليك".
ودعا الموقعون إلى التوحد بين هذين الدينين في هدف تبشيري مشترك "كي يأتي الناس أجمعون إلى الإيمان بيسوع المسيح كربٍّ ومخلِّص".
واعترفت الوثيقة بالفصل بين الدين والدولة، لكنها احتجت بقوة على "تشويه ذلك المبدأ بدرجة أصبح معها يعني فصل الدين عن الحياة العامة
…
"».
وكما تصور پرنس نفسه، دور مرتزقته، «الجميع يحملون السلاح، تمامًا مثل إرميا
(1) السابق، ص (53).
(2)
السابق، ص (54).