الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإمداد أهله بالمعونات الإنسانية الحياتية، حيث انقضت القوات المحتلة الغاشمة على السفينة التركية وفتحت نيرانها الهيستيرية على الرَكْب وأوقعت فيهم تسعة قتلى وعشرات المصابين (1). واكتفى أوباما بوصف الحادث بـ (المأساوي)، وأنه من الضروري انتظار نتائج التحقيق الإسرائيلي في الحادث، مضيفًا أن لدى إسرائيل قلق أمني (شرعي)، وأنه يجب استغلال هذه المأساة من أجل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط (2)!!
اللوبي الإسرائيلي وتأثيره في قرارات الولايات المتحدة:
ولعلنا لإيضاح هذا الأمر الذي (قد) يرتاب فيه البعض، نتوقف مع سؤال طرحه والت وميرشايمر في بحثهما، حيث قالا (3):«ما الذي يفسر هذا السلوك؟ لماذا يوجد هذا الحد الضئيل من الاختلاف بين أولئك الطامحين إلى الرئاسة فيما يتعلق بإسرائيل، بينما توجد اختلافات عميقة فيما بينهم تقريبًا حول كل قضية مهمة أخرى تواجه الولايات المتحدة؟» .
ويرجع الكاتبان السبب - في المقام الأول - إلى قوة اللوبي الإسرائيلي وتأثيره في قرارات الولايات المتحدة المتعلقة بسياستها الخارجية على وجه الخصوص،
(1) يروي أحد المشاركين في أسطول الحرية بعض الأحداث الدموية التي تعرضت لها القافلة على أيدي اليهود الصهاينة فيقول: «بدأ الكومندوز في الضرب العشوائي وأسقطوا القتلى والجرحى
…
وواصلوا ضربهم لدرجة أنهم كانوا يصوبون أسلحتهم ويطلقون النار في المصابين الذين لم يموتوا بعد
…
ولم يكن هذا المشهد أفظع من لحظة تصويب شرطي إسرائيلي السلاح على عين طفلة رضيعة عبر شعاع أخضر يخرج من السلاح وكان يتحرك على جبهتها، مما دفع الأم إلى الصراخ وأخفت ابنتها في ملابسها. وحاول عدد من الركاب التدخل لحماية الرضيعة، فانهال الإسرائيليون عليهم بالضرب. واستمر هذا المشهد لأكثر من 6 ساعات، وحينما سطعت الشمس وأوجعت حرارتها المصابين، حاولنا إقناعهم بنقلهم لعلاجهم، إلا أنهم رفضوا وتركوهم تحت الشمس حتى لقوا حتفهم، ووصلت درجة الوحشية بهم إلى تقييد الجميع بمن فيهم المصابون
…
». [انظر نص الحوار مع جريدة (المصري اليوم)، عدد 3/ 6/2010م، ص (7)].
(2)
See، CNN (www.cnn .. com): Obama: Israel has 'legitimate security concerns'، June 3، 2010
(3)
والت وميرشايمر: اللوبي الإسرائيلي وسياسة أمريكا الخارجية، ص (19).
فيقولان (1): «السبب الحقيقي لهذا القدر من المراعاة التي يبديها السياسيون الأمريكيون، هو قوة اللوبي الإسرائيلي داخل معظم مراكز القرار في الإدارة الأمريكية. فاللوبي (2) هو ائتلاف متفلت لأفراد ومجموعات تعمل بنشاط لتحريك السياسة الخارجية الأمريكية في اتجاه موال لإسرائيل. وهو ليس حركة واحدة موحدة بزعامة مركزية، وهو ليس بالتأكيد دسيسة أو مؤامرة تسيطر على سياسة الولايات المتحدة الخارجية (3). إنه، ببساطة، مجموعة مصالح قوية، مؤلفة من يهود وأمميين معًا، هدفها المتعارف عليه دفع قضية إسرائيل داخل الولايات المتحدة، والتأثير في السياسة الخارجية الأمريكية من خلال وسائل يعتقد أعضاؤها أنها مفيدة للدولة اليهودية. ولا تتوافق مختلف المجموعات التي تشكل اللوبي على كل مسألة تعني إسرائيل، على الرغم من أنها تتشاطر الرغبة في التسويق لعلاقة مميزة بين الولايات المتحدة والدولة العبرية.
وعلى غرار الجهود التي تبذلها مجموعات إثنية وذات مصالح أخرى، فإن نشاطات مختلف عناصر اللوبي الإسرائيلي، هي أشكال مشروعة من المشاركة السياسية الديمقراطية، وتتوافق في الجزء الأكبر منها مع التقليد الأمريكي الطويل الأمد لنشاطات مجموعات المصالح.
وكون اللوبي الإسرائيلي أصبح، تدريجًا، إحدى أقوى مجموعات المصالح في الولايات المتحدة، فإن المرشحين إلى المناصب العليا، يصغون إلى رغباته بعناية. فالأفراد والمجموعات الذين يشكلون اللوبي، يهتمون بشدة بإسرائيل، ولا يريدون من السياسيين الأمريكيين انتقادها، حتى عندما يكون للنقد ما يسوِّغه، وقد يكون حتى في مصلحة إسرائيل نفسها. بل إن هذه المجموعات تريد من المسئولين الأمريكيين معاملة
(1) السابق، ص (20 - 1).
(2)
كلمة لوبي Lobby تعني في الأصل مداخل القصور أو الفنادق الكبرى وممراتها، وهي بذلك ترمز إلى وكلاء ووسطاء المصالح التي تتعقب الساسة عند دخولهم أو خروجهم من الاجتماعات لتنفرد بهم دقيقة أو دقيقتين، تهمس إليهم بالكلمات أو بالوعود إذا ما سايروا وساعدوا. وتستخدم هذه الكلمة في السياسة للإشارة إلى الجماعات أو المنظمات التي تحاول التأثير على صناعة القرار في هيئة أو جهة معينة.
(3)
ويمكن لنا عن طريق استحضار الصورة الشمولية لتواريخ الجماعات اليهودية التي طرحناها في هذا الفصل وضع هذا الكلام في نصابه.
إسرائيل كما لو أنها الولاية الواحدة والخمسين! ومبرر هذا أن الديمقراطيين والجمهوريين معًا يخشون قبضة اللوبي. وهم يعرفون جميعًا أن أي سياسي يعترض على سياسته، لا يملك حظًا كبيرًا في أن يصبح رئيسًا» اهـ.
ثم يناقش البحث المبررات التي تعلل بها الإدارة الأمريكية تأييدها المطلق لإسرائيل، فيقول (1): «ربما قال البعض إن مرد الأمر، هو أن إسرائيل تشكل ورقة استراتيچية حيوية للولايات المتحدة. ويقال، فعلًا، إنها شريك لا يمكن الاستغناء عنه في (الحرب على الإرهاب). وسيجيب آخرون بأن هناك قضية أخلاقية قوية في توفير الدعم المطلق لإسرائيل، كونها الدولة الوحيدة في المنطقة التي (تشاركنا قيمنا نفسها). إلا أن أيًا من هذه الحجج لا يصمد أمام التمحيص المنصف
…
»
وعند تمحيص المبرر الاستراتيچي، يذكر البحث أنه إبان تصاعد تهديد السوفيت للمصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، «قررت إدارة كنيدي John F. Kennedy [1917 - 1963 م] أن إسرائيل تستأهل مزيدًا من الدعم في ضوء المساعدة السوفيتية المتزايدة لمصر وسوريا والعراق. وشدد الزعماء الإسرائيليون تكرارًا على إمكانيات قيمتهم كحليف، وقوَّى انتصارهم المذهل في حرب الأيام الستة في 1967م هذه المزاعم من خلال العرض الحي لبأس إسرائيل العسكري
…
رأى نيكسون Richard Nixon [1913 - 1994 م] وكسنچر في الدعم المتزايد لإسرائيل، وسيلة فعالة لمواجهة النفوذ السوفيتي عبر المنطقة. واتخذت صورة إسرائيل بوصفها (ورقة استراتيچية) جذورها في السبعينات، وأضحت قانون إيمان مع منتصف الثمانينات.
سارت قضية القيمة الاستراتيچية لإسرائيل في خط مستقيم من 1967 إلى 1989م. فإسرائيل، بأدائها دور الوكيل الأمريكي في الشرق الأوسط، ساعدت الولايات المتحدة على احتواء التوسع السوفيتي في تلك المنطقة المهمة، كما مهدت الطريق لواشنطن، ظرفيًا، في التعاطي مع أزمات إقليمية أخرى» (2).
(1) السابق، ص (20).
(2)
السابق، ص (86).
ولكن، «حتى لو شكلت إسرائيل حليفًا قيمًا للولايات المتحدة إبان الحرب الباردة، فإن هذا التبرير انتهى مع انهيار الاتحاد السوفيتي. واستنادًا إلى المؤرخ الضليع (!) في قضايا الشرق الأوسط برنارد لويس (وهو نفسه مؤيد بارز لإسرائيل)، "مهما تكن قيمة إسرائيل كورقة استراتيچية إبان الحرب الباردة، فإن هذه القيمة انتهت مع انتهاء الحرب الباردة نفسها". وخلص العالم السياسي برنارد ريتش Bernard Reich من جامعة چورچ واشنطن، ومؤلف عدة كتب عن العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية، إلى الاستنتاج نفسه في 1995م، ملاحظًا أن "لإسرائيل أهمية عسكرية أو اقتصادية محدودة للولايات المتحدة
…
إنها ليست دولة حيوية استراتيچيًا". وأعطى خبير الدفاع في جامعة برانديس Brandeis، روبرت آرت Robert J. Art، الفكرة نفسها في 2003م، ملاحظًا أنه "لإسرائيل قيمة استراتيچية صغيرة بالنسبة إلى الولايات المتحدة، وهي تشكل بأشكال عدة، عبئًا استراتيچيًا". ومع تراجع هاجس الحرب الباردة لتصير أمرًا من التاريخ، أصبح يصعب تفويت أهمية إسرائيل الاستراتيچية المتراجعة.
ووفَّرت حرب الخليج في 1991م، في الواقع، دليلًا إلى أن إسرائيل أصبحت ثقلًا استراتيچيًا
…
ولم تغب هذه النقطة كذلك عن برنارد لويس الذي كتب: "ظهر هذا التغير [في قيمة إسرائيل الاستراتيچية] بوضوح في حرب الخليج
…
عندما أصبح أقصى ما ترغب فيه الولايات المتحدة من إسرائيل هو البقاء خارج النزاع: أن تكون صامتة، هادئة، وغير مرئية بقدر الإمكان
…
فإسرائيل لم تعد ورقة، بل خروج عن الصدد، بل إن البعض قال إنها مصدر إزعاج"» (1).
أضف إلى ذلك أنه «حتى 11 سپتمبر 2001م، لم يوفر خطر الإرهاب والمشكلات التي تسببها هذه (الدول المارقة) المختلفة، سندًا عقليًا استراتيچيًا مُلزمًا للدعم الأمريكي غير المشروط للدولة اليهودية. وتشرح هذه المخاوف لماذا أرادت إسرائيل المساعدة من
(1) السابق، ص (96 - 7) باختصار.
الولايات المتحدة، لكنها لا تعلل الاستعداد الأمريكي لتوفير هذه المساعدة بمثل هذا السخاء الذي تقوم به» (1).
ينتقل والت وميرشايمر بعد ذلك إلى تمحيص المبرر الأخلاقي، فيقولان (3): «وقيل: إن مردّ عدائها [المجموعات الإرهابية المدعومة من قبل الدول المارقة] لإسرائيل والولايات المتحدة، هو نفورها من قيم الغرب اليهودية-المسيحية، وثقافته، ومؤسساته الديمقراطية. بعبارات أخرى، إنهم يكرهون الأمريكيين "لما نحن عليه"، وليس "لما نفعله". وهم يكرهون إسرائيل، بالطريقة نفسها، لأنها غربية أيضًا، وحديثة، وديمقراطية، وليس لأنها احتلت أرضًا عربية، بما في ذلك أماكن مقدسة إسلامية مهمة، ولأنها ظلمت سكانًا عربًا
…
وبدلًا من النظر إلى إسرائيل بوصفها المصدر الرئيس لعلاقات أمريكا المضطربة مع العالمين العربي والإسلامي، يصور هذا السند العقلاني الجديد إسرائيل على أنها حليف رئيس في (الحرب الشاملة على الإرهاب). لماذا؟ لأنه يقال إن أعداءها هم أنفسهم أعداء أمريكا. وعلى حد ما ذكره أرييل شارون في خلال زيارة الولايات المتحدة أواخر 2001م، إثر الهجمات الرهيبة على مركز التجارة العالمي والپنتاجون:"أنتم في أمريكا تخوضون حربًا ضد الإرهاب. ونحن في إسرائيل نخوض حربًا ضد الإرهاب! إنها الحرب نفسها"».
(1) السابق، ص (99).
(2)
د. عبد الوهاب المسيري: الپروتوكولات واليهودية والصهيونية، ص (168).
(3)
والت وميرشايمر: اللوبي الإسرائيلي وسياسة أمريكا الخارجية، ص (100).
وبعد أن أفاض الباحثان في عرض البراهين والأدلة البالغة الدقة (1)، يخلصان إلى القول بأنه «لا يمكن للحجج الأخلاقية أو الاستراتيچية التي يستحضرها مؤيدو إسرائيل، أن تعلل العلاقة الأمريكية المميزة مع الدولة اليهودية على مر العقود الثلاثة الماضية. ويصح هذا بنوع خاص في فترة ما بعد الحرب الباردة عندما تبخر التعليل العقلاني الاستراتيچي في شكل كبير، وتقوض التعليل العقلاني الأخلاقي من خلال الممارسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة. وبرغم ذلك، تستمر العلاقة في النمو والتعمق
…
ولأن القضية الاستراتيچية والأخلاقية تتزايد ضعفًا، فلا بد من وجود أمر آخر وراء هذا النمط العجيب من الدعم الأمريكي المتزايد لإسرائيل» اهـ (2).
إذن، فإن هذا التأييد المطلق غير المنطقي يرجع في الأساس - كما تقدم القول - إلى قوة نفوذ اللوبي الإسرائيلي وتأثيره في السياسة الخارجية للولايات المتحدة على وجه الخصوص، «فالمجموعات والأفراد الذين يشكلون اللوبي الإسرائيلي، هم في موقع مميز في شكل استثنائي للتأثير في السياسة الخارجية للولايات المتحدة. وما يميزه باختصار، هو فعاليته الاستثنائية» (3).
ولقد أشار المسيري إشارة مهمة فقال (4): «لا يهتم الناخب الأمريكي كثيرًا بقضايا السياسة الخارجية ولا يفهمها كثيرًا، ولذا فإن أقلية مثل الجماعة اليهودية عندها هذا الاهتمام بإسرائيل وسياسة الولايات المتحدة تجاهها يمكنها أن تمارس نفوذًا قويًا في تحديد السياسة الخارجية الأمريكية» اهـ.
ومن المهم أن نشير إلى أن اللوبي يستفيد من غياب معارضة فاعلة له، وعلى ما شرحه
(1) وذلك على الرغم من تأييدهما لإسرائيل، وتأمل قولهما:«ولعرض مثال شخصي، فإن مؤلفي هذا الكتاب هما مؤيدان لإسرائيل؛ بمعنى أننا ندعم حقها في الوجود، ونعجب بالكثير من إنجازاتها، ونريد لمواطنيها أن يتمتعوا بحياة آمنة ومزدهرة، ونعتقد أنه على الولايات المتحدة أن تهُبّ لنجدة إسرائيل في حال تعرُّض بقائها للخطر» اهـ[انظر، نفسه، ص (174)].
(2)
السابق، ص (169 - 70).
(3)
السابق، ص (226).
(4)
د. عبد الوهاب المسيري: الپروتوكولات واليهودية والصهيونية، ص (167).
أحد السيناتورات، «ليس هناك شعور مضاد
…
فإذا قمت بالتصويت بعكس الضغط الهائل الذي تمارسه الأيپاك، فلن يقول لك أحد: هذا رائع»
…
ولا يزال تقويم روبرت ترايس Robert Trice في 1981م للمجموعات العربية-الأمريكية، صحيحًا اليوم:«إن وقعها على معظم أوجه السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، لا يزال لا يُعتد به» (1).
وأظن أن هذا يعطينا فهمًا أوضح لما قاله هاري ترومان في حديثه إلى الديپلوماسيين العرب - وقد تقدم -، قال:«أنا متأسف أيها السادة، فأنا ملتزم أمام مئات الآلاف من المواطنين الذين يريدون نجاح الصهيونية، وليس لديّ مئات الآلاف من العرب ضمن دوائري الانتخابية» اهـ (2).
ختامًا، لا نغفل عن الإشارة إلى أن «بعض أهم المجموعات في اللوبي - بما في ذلك الأيپاك ومؤتمر الرؤساء Conference of Presidents CoP - أصبح، مع مرور الزمن، إلى يمين المحافظين، وهو اليوم بقيادة متشددين يساندون مواقف نظرائهم الصقور في إسرائيل» (3)، فضلًا عن أنه قد «تدعَّم انجرار اللوبي إلى اليمين ببروز المحافظين الجدد» (4).
وهذا إن دل على شيء فهو يدل على ثقل اليمين المحافظ وقوة تأثيره في المجتمع الأمريكي، وهو ما يصب بالتالي في القرارات الخارجية للإدارة الأمريكية. ولقد أشار ميكلثوايت وَوُولدريدچ إشارة بالغة الدلالة حينما قالا (5): «لم يكن ضروريًا لبوش أن يفوز في انتخابات 2004م حتى تظل أمريكا أسيرة أمة اليمين. ونرى أن انتصار الديمقراطيين في انتخابات 2004م ما كان ليغير موقف أمريكا المحافظ. فالديمقراطيون
(1) والت وميرشايمر: اللوبي الإسرائيلي وسياسة أمريكا الخارجية، ص (213 - 4) باختصار.
(2)
انظر، مايكل پريور: الكتاب المقدس والاستعمار، ص (165). ولكن هذا لا يجعلنا نغفل عن اعتقاد ترومان العميق في الصهيونية كدين، وقد تقدم.
(3)
انظر، والت وميرشايمر: اللوبي الإسرائيلي وسياسة أمريكا الخارجية، ص (191).
(4)
السابق، ص (195).
(5)
ميكلثوايت وَوُولدريدچ: أمة اليمين، قوة المحافظين في أمريكا، ص (32 - 3) باختصار.
سيتحولون إلى حزب محافظ، نسبيًا بالمعايير الأوروپية في المستقبل المنظور. فهم كالجمهوريين، يعتمدون على الشركات الكبرى والأثرياء من الأفراد. ولا سبيل لأن يفوزوا بانتخابات إلا إذا تمكنوا من (استعادة المحافظين في القلب)» اهـ.
ونحن عند اعتمادنا هذه الرؤية المستقبلية التي تضع القرار بين يدي أناس ذوي (ثقافة هرمجدونية) تصور (مسيح السلام) بأنه «چنرال بخمسة نجوم، يمتطي جوادًا ويقود جيوش العالم كلها مسلحًا برءوس نووية، ليقتل المليارات من الناس» ، فحينها نستطيع القول بأنه قد صدق اليهودي أحاد هاعام حينما خشي هذا المستقبل المفجع فقال:«إذا كان ذلك هو المسيح، فلا أريد أن أرى قدومه» اهـ.
***