الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عنهما، أنه كان يتشهد، فيقول:"بسم اللَّهِ، التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، الصَّلَوَاتُ لِلَّهِ الزَّاكِيات لِلَّهِ، السَّلامُ على النَّبِيّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وبركاته، السلام علينا وعلى عِبادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، شَهِدْتُ أنْ لا إلهَ إِلَاّ اللَّهُ، شَهِدْتُ أنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ"؛ والله أعلم.
373-
فهذه أنواعٌ من التشهد. قال البيهقي [146/2] : والثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أحاديث: حديث ابن مسعود، وابن عباس، وأبي موسى، هذا كلام البيهقي. وقال غيره: الثلاثة صحيحة، وأصحّها حديث ابن مسعود.
374-
واعلم أنه يجوز التشهّد بأيّ تشهّد شاء من هذه المذكورات، هكذا نصّ عليه إمامنا الشافعي ["اختلاف الحديث" على هامش "الأم" 118/1 و119] وغيره من العلماء رضي الله عنهم. وأفضلُها عند الشافعي حديث ابن عباس، للزيادة التي فيه من لفظ:"المباركات". قال الشافعي وغيره من العلماء رحمهم الله: ولكون الأمر فيها على السعة والتخيير اختلفت ألفاظ الرواة؛ والله أعلم.
96-
فصل [في ما يجزئ في التشهد] :
375-
الاختيار أن يأتي بتشهد من الثلاثة الأُول بكماله، فلو حذفَ بعضَه فهل يجزئه؟ فيه تفصيل:
فاعلم أن لفظ "المباركات والصلوات والطيبات والزاكيات" سنّة ليس بشرط في التشهّد، فلو حذفها كلَّها، واقتصر على قوله:"التحيات للَّه، السلام عليك أيُّها النبيّ...." إلى آخره أجزأه. وهذا لا خلاف فيه عندنا.
وأما باقي الألفاظ1 من قوله: "السلام عليك أيُّها النبي ورحمة الله
1 في بعضه النسخ: "وأما في الألفاظ".
وبركاته"1، إلى آخره، فواجب، لا يجوز حذف شيء منه، إلا لفظ: "ورحمة الله وبركاته"، ففيهما ثلاثة أوجه لأصحابنا، أصحها: لا يجوز حذف واحدةٍ منهما، وهذا هو الذي يقتضيه الدليل لاتفاق الأحاديث عليهما. والثاني: يجوز حذفهما. والثالث: يجوز حذف: "وبركاته" دون: "ورحمة الله".
وقال أبو العباس ابن سُريْج من أصحابنا: يجوز أن يقتصر على قوله: "التحيات للَّه، سلامٌ عليك أيّها النبيّ، سلامٌ على عِبادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أشهدُ أنْ لا إِلهَ إِلَاّ اللَّه، وأنَّ محمداً رسول الله". وأما لفظ السلام، فأكثر الروايات:"السلام عليك أيُّها النبيّ" وكذا: "السلام علينا" بالألف واللام فيهما.
وفي بعض الروايات: "سلامٌ" بحذفهما فيهما.
قال بعض2 أصحابنا: كلاهما جائز، ولكن الأفضل:"السلام" بالألف واللام لكونه الأكثر، ولما فيه من الزيادة والاحتياط.
وأما التسمية قبل التحيات فقد روينا حديث مرفوعاً في "سنن النسائي"[رقم: 1175 و1281] والبيهقي [141/2 و142] وغيرهما بإثباتها، وقد تقدم إثباتها في تشهّد ابن عمر [رقم: 372] ، لكن قال البخاري والنسائي وغيرهما من أئمة الحديث: إن زيادة التسمية غير صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلهذا قال جمهور أصحابنا: لا تستحب التسمية، وقال بعض أصحابنا: تستحب، والمختار أنه لا يأتي بها. لأن جمهور الصحابة الذين رووا التشهّد لم يرووها.
1 سقطت: "ورحمة الله وبركاته" من بعض النسخ.
2 سقطت كلمة: "بعض" من بعض النسخ.