الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرجلَ يجدُ مع امرأته رجلاً، أيقتلهُ؟ الحديثُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"انْظُرُوا إلى ما يقولُ سَيِّدِكُم".
1829-
وأما ما وردَ في النهي فما رويناه بالإِسناد الصحيح في "سنن أبي داود"[رقم: 4977] ، عن بريدة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَقُولُوا لِلمُنافِقِ سيدٌ، فإنَّه إنْ يَكُ سَيِّداً فَقَدْ أسْخَطْتُمْ رَبَّكُمْ عز وجل".
1830-
قلتُ: والجمعُ بين هذه الأحاديث أنه لا بأس بإطلاق فلان سيد، ويا سيدي وشبه ذلك إذا كان المسودُ فاضلاً خَيِّرًا، إما بعلم، وإما بصلاح، وإما بغير ذلك؛ وإن كان فاسقاً، أو متهماً في دينه، أو نحو ذلك كره أن يُقال لهُ: سيدٌ. وقد رَوَيْنَا عن الإِمام أبي سليمانَ الخطابي في "معالم السنن" في الجمع بينهما نحو ذلك.
528-
فصل [في أدب مخاطبة المملوك مالكهُ، والمالك مملوكه] :
1831-
يكرهُ أن يقول المملوك بمالكه: ربي، بل يقولُ: سيدي؛ وإن شاء قال: مولاي. ويُكره للمالك أن يقول: عبدي وأمتي؛ ولكن يقول: فتايَ وفتاتي أو غلامي.
1832-
رَوَيْنَا في صحيحي البخاري [رقم: 2552]، ومسلمٍ [رقم: 2249] ؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لا يَقُلْ أحَدُكُمْ: أطْعِمْ رَبَّكَ، وَضِّئ رَبَّكَ، اسقِ رَبَّكَ، وَلْيَقُلْ: سَيِّدِيِ وَمَوْلايَ، وَلا يَقُلْ أحَدُكُمْ: عبْدِي، أمَتِي، وَلْيَقُلْ: فَتايَ وَفَتاتِي وغُلامي".
وفي رواية لمسلم رقم: [2249/ 15] : "وَلا يقُل أحدكُم: رَبِّي، وليقُل: سَيِدي وَمَوْلايَ".
وفي رواية له [رقم: 2449/ 14] : "لا يَقُولَنَّ أحَدُكُمْ: عَبْدِي وَأمَتِي، فَكُلُّكُمْ عبيدُ اللَّهِ [وَلَكِنْ لِيَقُلْ: فتاي] . وَلا يَقُلِ العبدُ: ربي. ولكن ليقل: سَيِّدِي".
وفي رواية له [رقم: 2449/ 13] : "لا يَقُولَنَّ أحَدُكُمْ: عَبْدِي وَأمَتي، كُلُّكُمْ عَبِيدُ اللَّهِ، وكُلُّ نِسائِكُمْ إماءُ اللَّهِ. وَلَكِنْ ليقُل: غُلامي وَجارِيَتِي وَفَتايَ وَفَتاتِي".
1833-
قلتُ: قال العلماءُ: لا يطلقُ الربُّ بالألف واللام إلاّ على الله تعالى خاصة، فأما مع الإضافة، فيقال: ربّ المال، وربّ الدار، وغير ذلك.
1834-
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح [البخاري، رقم: 91؛ مسلم، رقم: 1722] في ضالّة الإِبل: "دعها حتى يلقها ربها".
1835-
والحديث الصحيح [البخاري، رقم: 1412؛ مسلم بعد، رقم: 1012] : "حتَّى يُهِمَّ ربَّ المَالِ مَنْ يقبلُ صدقتهُ".
1836-
وقول عمر رضي الله عنه في الصحيح [البخاري، رقم: 3059] : ربّ الصُّرَيْمة والغُنَيْمة. ونظائرهُ في الحديث كثيرةٌ مشهورةٌ.
1837-
وأما استعمالُ حملةِ الشرعِ ذلك فأمرٌ مشهورٌ معروفٌ. قال العلماءُ: وإنما كره للمملوك أن يقول لمالكه: ربي! لأن في لفظه مشاركةٌ لله تعالى في الربوبية. وأما حديث: "حتى يَلْقاها رَبُّها"[البخاري، رقم: 91؛ مسلم، رقم: 1722] ورب الصريمة [البخاري، رقم: 3059] وما في معناهُما، فإنما استعمل لأنها غير مكلفةٍ، فهي كالدار والمالِ، ولا شك أنه لا كراهةَ في قولِ ربّ الدارِ، وربّ المالِ. وأما قول يوسف عليه السلام: