الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1467-
وقد رَوَيْنَا في "كتاب ابن السني"[رقم: 628] ، عن الحسين بن عليّ رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ وُلِدَ لَهُ مولدٌ، فأذَّنَ في أُذُنِهِ اليُمْنَى، وأقامَ في أُذُنِهِ اليُسْرَى، لَمْ تَضُرّهُ أمُّ الصّبْيانِ"؛ والله أعلم1.
1 قال ابن قيم الجوزية في تحفة المودود في أحكام المولود صفحة: 39 وما بعدها: وسر التأذين -والله أعلمُ- أن يكون أول ما يقرعُ سمعَ الإنسان كلماتهُ المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته، والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام، فكان ذلك كالتلقين له شعار الإسلام عند دخوله إلى الدنيا، كما يلقن كلمة التوحيد عند خروج منها، وغير مستنكر وصول أثر التأذين إلى قلبه وتأثيره به وإن لم يشعر، مع ما في ذلك من فائدة أخرى، وهي هروب الشيطان من كلمات الأذان، وهو كان يرصده حتى يولد، فيقارنه للمحنة التي قدرها الله وشاءها، فليسمع شيطانه ما يضعفه ويغيظه أول أوقات تعلقه به.
وفيه معنى آخر: وهو أن تكون دعوته إلى الله، وإلى دينه الإسلام، وإلى عبادته؛ سابق على دعوة الشيطان؛ كما كانت فطرة الله التي فُطر عليها سابقة على تغيير الشيطان لها ونقله عنها، ولغير ذلك من الحكم. اهـ.
وأما أم الصبيان، فقيل: مرض يلحقُ الأولاد في الصغر، وقيل: هي التابعة من الجن. قال الثعالبي: ريحٌ تعتري الصبيان، وشيءٌ يفزعُ به الصبيان. اهـ.
بابُ الدُعاءِ عندَ تَحنيكِ الطفل:
1468-
رَوَيْنَا بالإِسناد الصحيح في "سنن أبي داود"[رقم: 5106] ، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُؤتى بالصبيان، فيدعو لهم، ويحنكهُم.
وفي رواية: فيدعو لهم بالبركة.
[التحنيك، هو: أن يمضغ التمر ونحوهُ حتى يلين، ثم يدلك به حنك المولود] .
1469-
وَرَوَيْنَا في صحيحي البخاري [رقم: 5469] ، ومسلم، [رقم: 2146] ؛ عن أسماءَ بنتِ أبي بكرٍ رضي الله عنهما، قالت: حملتُ
بعبد الله بن الزبير بمكة، فأتيتُ المدينةَ، فنزلتُ قُباء، فولدتُ بقباءَ، ثم أتيتُ به النَّبي صلى الله عليه وسلم، فوضعهُ في حِجره، ثم دعا بتمرةٍ، فمضغَها، ثم تفلَ في فِيه، فكانَ أوّل شيء دخل جوفَه ريقُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حنَّكَه بالتمرة، ثم دعا له، وباركَ عَلَيْهِ.
1470-
وَرَوَيْنَا في "صحيحيهما"[البخاري، رقم: 5467؛ ومسلم، رقم: 2145] ، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: وُلد لي غلامٌ، فأتيتُ به النبي صلى الله عليه وسلم، فسماهُ إبراهيم، وحنَّكه بتمرةٍ، ودعا له بالبركة.
وهذا لفظ البخاري ومسلم، إلا قولهُ:"ودعا له بالبركة" فإنه للبخاري خاصة؛ والله أعلمُ.
1 يلاحظ هنا، أن ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم القصد منه حصول البركة من ريقُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولعل هذا خاصٌ به، وليس لغيره صلى الله عليه وسلم؛ خاصة في عصرنا ومعرفتنا بالجراثيم والعدوى. أما ريقُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيتبارك به، بل يستشفى به.