الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
580-
فصل [حكم تسمية السور] :
1965-
ومن ذلك ما نُقل عن بعض المتقدمين أنه يكرهُ أن يقولَ: سورة البقرة، وسورة الدخان، والعنكبوت، والروم، والأحزاب، وشبه ذلك؛ قالوا: وإنما يقالُ: السورةُ التي يذكرُ فيها البقرةُ، والسورةُ التي يذكرُ فيها النساءُ، وشبهُ ذلك. [راجع رقم: 620 السابق، و"التبيان في آداب حَمَلة القرآن"، رقم: 434]
قلتُ: وهذا خطأ مخالف للسُّنَّة. فقد ثبت في الأحاديث استعمال ذلك فيما لا يُحصى من المواضعِ؛ كقولهِ صلى الله عليه وسلم:
1966-
الآيَتانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ، مَنْ قَرأهُما في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ" وهذا الحديث في الصحيحين [البخاري، رقم: 5040؛ مسلم، رقم: 807] ومرَّ برقم: 496 وأشباههُ كثيرةٌ لا تنحصر.
581-
فصلُ [في صحة القولِ: يقولُ اللَّهُ تَعالى] :
1967-
ومن ذلك ما جاء عن مطرفٍ رحمه الله، أنه كره أن يقول: إنَّ اللَّهَ تعالى يقولُ في كتابهِ؛ قال، وإنما يقالُ: إن الله تعالى قال. كأنه كره ذلك لكونه لفظاً مضارعاً، ومقتضاهُ الحالُ، أو الاستقبالُ، وقول الله تعالى هُو كلامهُ، وهُو قديمٌ.
قلتُ: وهذا ليس بمقبولٍ، وقد ثبتَ في الأحاديث الصحيحة استعمالُ ذلك من جهاتٍ كثيرةٍ، وقد نبهتُ على ذلك في شرح صحيح مسلمٍ، وفي كتاب آداب القرّاء [التبيان في آداب حملة القرآن] قال الله تعالى:{وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ} [الأحزاب: 4] .
1968-
[وفي صحيح مسلمٍ رقم: 2687] ، عن أبي ذرّ، قال: قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "يَقُولُ اللَّهُ عز وجل: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} "[الأنعام: 160] .
1969-
[وفي صحيح البخاري رقم: 4554] في تفسير: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [3آل عمران: 92]، قال أبو طلحة: يا رسول الله! إن الله تعالى يقولُ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] .