الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل ما يقول عقب الوضوء
…
35-
فضل [ما يقول عقب الوضوء] :
159-
ويقول بعد الفراغ من الوضوء: أشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إِلَاّ اللَّه وحدهُ لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَوَّابِينَ، واجْعَلْني مِنَ المُتَطَهِّرِينَ، سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ، أشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إِلَاّ أنْتَ، أسْتَغْفِرُكَ وأتُوبُ إِلَيْكَ.
160-
وروينا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَوَضَّأ فَقالَ: أشهدُ أنْ لا إِلهَ إِلَاّ اللَّه وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ فُتِحَتْ لَهُ أبْوَابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ، يَدْخُلُ مِنْ أيِّها شاءَ" رواه مسلم في "صحيحه "[رقم: 234]، ورواه الترمذي [رقم: 55] ، وزاد فيه:"اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِن التَّوَّابِينَ، واجْعَلْنِي مِنَ المُتَطَهِّرِينَ".
161-
وَرَوَى: "سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِك...." إلى آخره النسائي
[رقم: 81، 83] في "اليوم والليلة" وغيره [مثل الطبراني في "الدعاء" رقم: 388] بإسناد ضعيف1.
162-
وروينا في "سنن الدارقطني"[93/1] ، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ تَوَضَّأ.. ثُم قال: أشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إِلَاّ اللَّه، وأشهد أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ قَبْلَ أنْ يَتَكَلَّم؛ غُفِرَ لَهُ ما بَيْنَ الوُضُوءَيْن" إسناده ضعيف.
163-
وروينا في "مسند أحمد بن حنبل"[265/3] و"سنن ابن ماجه"[رقم: 469]، و"كتاب ابن السني" [رقم: 32] ، من رواية أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ تَوَضَّأ فأحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ قَالَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلَاّ اللَّه، وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدا عبدهُ ورسولهُ؛ فتحت له ُ ثمانيةُ أبوابِ الجنةِ، مِنْ أيّها شاءَ دَخَلَ" إسناده ضعيف.
164-
وروينا تكريرَ شهادة أن لا إله إلَاّ الله ثلاث مرات، في "كتاب ابن السني" [رقم: 29] ، من رواية عثمان بن عفان رضي الله عنه، بإسناد ضعيف.
1 قال الحافظ ابن حجر: هذا يوهم أن الزيادة في حديث عقبة عن عمر كما في الذي قبله، وليس كذلك، بل هي حديث مستقلّ عن أبي سعيد الخدري، وسنده مغاير لسند عقبة في جميع رواته. ["نتائج الأفكار" 244/1] .
قال: وأما وصف الإسناد بالضعف ففيه نظر، فقد أخرجه النسائي "في "عمل اليوم والليلة"، رقم: 81] ، حدثنا يحيى بن محمد بن السكن، حدثنا يحيى بن كثير أبو غسان، حدثنا شعبة، عن أبي هاشم الرماني، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي سعيد الخدري
…
ويحيى بن كثير ثقة من رجال الصحيحين، وكذا من فوقه إلى الصحابي، وأما شيخ النسائي فهو ثقة أيضًا من شيوخ البخاري؛ ولم ينفرد به، فقد أخرجه الحاكم [564/1] من وجه آخر عن يحيى بن كثير؛ فالسند صحيح بلا ريب، وإنما اختلف في رفع المتن ووقفه، فالنسائي جرى على طريقته في الترجيح بالأحفظ والأكثر، فلذلك حكم عليه بالخطأ؛ إذ قال بعد تخريجه: هذا خطأ؛ ثم أخرجه عن بندار، عن غندر، عن شعبة به موقوفًا.
وأما على طريقة المصنف تبعًا لابن الصلاح وغيره، فالرفع عندهم مقدم؛ لما مع الرافع من زيادة العلم، وعلى تقدير القول بالطريقة الأخرى، فهذا مما لا مجال للرأي فيه، فله حكم الرفع. ["نتائج الأفكار" 246/1] .
165-
قال الشيخ نصر المقدسي: وَيَقُولُ مع هذه الأذكار: "اللهمَّ صلِّ عَلَى محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ". ويضمّ إليه: "وسلم"1.
166-
قال أصحابنا: ويقول هذه الأذكار مستقبل القبلة، ويكون عقيب الفراغ2.
1 قال الحافظ ابن حجر: لم يصرح بكونه حديثًا، وأظن قوله:"ويضم"، من كلام الشيخ المصنف. وقد ورد في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء شيء:
أخرج ابن عدي [2707/7] والبيهقي ["السنن الكبرى" 44/1] ، من طريق يحيى بن هاشم، عن الأعمش، عن شقيق، عن ابن مسعود، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إذا تطهر أحدكم ليذكر اسم الله.." الحديث، وفيه:"فإذا فرغ من وضوئه فليشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، وليصلّ عَلَيّ، فإذا قال ذلك، فتحت له أبواب الرحمة"، قال البيهقي بعد تخريجه يحيى بن هاشم متروك، ولا أعلمُ رواه غيره.
قال الحافظ: بل تابعه محمد بن جابر اليمامي، عن الأعمش، أخرجه أبو الشيخ في كتاب "الثواب" من طَريقِهِ، مقتصرًا على أواخره، وفيه المقصود، ومحمد بن جابر أصلح حالاً من يحيى بن هاشم.
وتابعه عمرو بن شمر الجعفي الكوفي، عن الأعمش؛ كرواية محمد بن جابر؛ وعمرو متروك. [منهم بالوضع؛ "نتائج الأفكار" 251/1 و252] .
وأخرج أبو بكر بن أبي عاصم، والطبراني ["المعجم الكبير"، رقم: 5698] من طريقه، عن عبد المهيمن بن العباس بن سهل بن سعد، عن أبيه، عن جده؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا وضوء لمن لم يصلّ عَلَيّ".
وقد ذكر الشيخ في "شرح المهذب" لفظ الشيخ نصر، فقال: قال الشيخ نصر: ويقول مع ذلك: صلى الله على محمد وعلى آل محمد، فصح ما ظننته؛ أن قوله: ويضم إليه.. من كلام المصنف. وكأنهُ ظن أن مستند الشيخ نصر أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مطلوبة في الدعاء، والذكر المذكور مشتمل عليه؛ فيشرع فيه. ويحتمل أن يكون ورود الأمر بالصلاة عليه: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، فلذلك لم يذكر السلام والعلم عند الله ["نتائج الأفكار" 253/1 و254] .
2 قال ابن حجر في "نتائج الأفكار" 255/1: أما الاستقبال فلم أر فيه شيئًا صريحًا يختص به، وقد نقل الروياني أنه يقول رافعًا بصره إلى السماء، وقد تقدم ذلك في حديث عمر، وفي حديث ثوبان:"السماء قبلة الدعاء" فلعل ذلك مرادُ من أطلق. وأما الفراغ فقد ورد صريحًا في معظم أحاديث الباب، والله أعلم. اهـ.