الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
126-
فصل في الأوقات المختارة للقراءة:
563-
اعلم أن أفضل القراءة ما كَانَ في الصلاة، ومذهب الشافعي وآخرين رحمهم الله: أن تطويلَ القيام في الصلاة بالقراءة أفضلُ من تطويل السجود وغيره.
564-
وأما القراءةُ في غير الصلاة، فأفضلُها قراءة الليل، والنصف الأخير من أفضل من الأوّل، والقراءةُ بين المغرب والعشاء محبوبة.
565-
وأما قراءةُ النهار، فأفضلُها ما كان بعد صلاة الصبح، ولا كراهةَ في القراءة في وقت من الأوقات، ولا في أوقات النهي عن الصلاة.
566-
وأما ما حكاهُ ابن أبي داود رحمه الله، عن مُعان بن رفاعة، رحمه الله، عن مشيخةٍ1 أنهم كرهوا القراءة بعدَ العصر، وقالوا: إنها دراسة يهود، فغير مقبول، ولا أصل له.
567-
ويختارُ من الأيام: الجمعة، والاثنين، والخميس، ويوم عَرَفَة؛ ومن الأعشار: العشر الأوّل من ذي الحجة، والعشر الأخير من شهر رمضان؛ ومن الشهور: رمضان.
1 في نسخة: "مشيخته".
127-
فصل في آداب الختم وما يتعلق به:
568-
قد تقدَّم أن الختم للقارئ وحدَه يُستحب أن يكون في صلاة.
569-
وأما من يختم في غير صلاةٍ، كالجماعةِ الذين يختمون مجتمعين، فيُستحبّ أن يكون ختمُهم في أوّل الليل، أو أوّل النهار، كما تقدم ["التبيان" للنووي، رقم: 385] .
570-
ويُستحبّ صيامُ يومِ الختم إلا أن يُصادف يوماً نهى الشرعُ عن صيامه. وقد صحّ عن طلحة بن مصرّف، والمسيّب بن رافع، وحبيب بن أبي ثابت التابعيّينَ الكوفيّينَ رحمهم الله أجمعين- أنهم كانوا يُصبحون صيامًا في اليوم الذي كانوا يختمون فيه ["التبيان" للنووي، رقم: 387] .
571-
ويُستحبّ حضورُ مجلس الختم لمن يقرأ ولمن لا يُحسن القراءة.
572-
فقد روينا في "الصحيحين"[البخاري، رقم: 324؛ ومسلم، رقم: 890] : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الْحُيَّضْ بالخروج يومَ العيد، فيشهدْنَ الخيرَ، ودعوةَ المسلمين ["التبيان" للنووي، رقم: 388] .
573-
وروينا في "مسند الدارمي"[468/2] ، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه كان يجعل رجلاً يراقبُ رجلاً يقرأ القرآن، فإذا أراد أن يختمَ أعلم ابنَ عباس رضي الله عنهما، فيشهد ذلك ["التبيان" للنووي، رقم: 389] .
574-
وروى ابن أبي داود بإسنادين صحيحين، عن قَتادَة التابعيّ الجليل الإِمام صاحب أنس رضي الله عنه، قال: كان أنسُ بنُ مالكٍ رضي الله عنه إذا ختم القرآن جمع أهلهُ ودعا [الدارمي، 469/2؛ و"حلية الأولياء" 260/7؛ "التبيان" للنووي، رقم: 390] .
575-
وروَى بأسانيد صحيحة، عن الحكم بن عُتَيْبَةَ -بالتاء المثناة فوق، ثم المثناة تحت، ثم الباء الموحدة- التابعي الجليل الإِمام قال: أرسل إليّ مجاهد وعبدةُ ابن أبي لُبابة، فقالا: إنا أرسلنا إليك لأنّا أردنا أن نختم القرآن، والدعاءُ يستجابُ عند ختم القرآن [ورواه الدارمي، رقم: 3485؛ وابن الضريس في "فضائل القرآن" 49؛ "التبيان" للنووي، رقم: 391] .
وفي بعض رواياته الصحيحة: أنه كان يقالُ: إن الرحمة تنزلُ عند خاتمةِ القرآن ["التبيان" للنووي، رقم: 392] .
576-
وروى بإسناده الصحيح، عن مُجاهد، قال: كانوا يجتمعون عند ختم القرآن ويقولون: إن الرحمة تنزل عند ختم القرآن ["نتائج الأفكار" 173/3؛ "التبيان" للنووي، رقم: 393] .