الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
148-
فصل [في حمد الله عند موت قريب] :
628-
روينا في "كتاب الترمذي"[رقم: 1021] وغيره، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا مات ولدُ العبدِ قالَ الله تعالى لملائكته: قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي؟ فيقولون: نعم! فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم! فيقولُ: فماذا قال عبدي؟ فَيَقُولُونَ: حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ، فيقولُ اللَّهُ تَعالى: ابنوا لعبدي بَيْتاً في الجَنَّةِ وسموهُ بَيْتَ الحَمْدِ"، قال الترمذي: حديث حسن. [وسيرد برقم: 759] .
629-
والأحاديث في فضل الحمد كثيرةٌ مشهورةٌ، وقد سبق في أوّل الكتاب جملةٌ من الأحاديث الصحيحة في فضل: سبحانَ الله، والحمدُ لله؛ ونحو ذلك. [الباب رقم: 18] .
149-
فصل [في بيان أفضل صيغ الحمد] :
630-
قال المتأخرون من أصحابنا الخراسانيين: لو حلف إنسان ليحمدنّ الله تعالى بمجامع الحمد -ومنهم مَن قال: بأجلّ التحاميد- فطريقه في برَ يمينه أن يقول: الحمدُ لله حمداً يوافي نعمهُ، ويكافئ مزيدهُ.
ومعنى "يُوافي نعمه" أي: يُلاقيها، فتحصل معهُ؛ و"يكافئُ" بهمزةٍ في آخره، أي: يُساوي مزيدَ نعمه، ومعناهُ: يقوم بشكرِ ما زادهُ من النِعم والإِحسان.
631-
قالوا: ولو حلف ليثنينَّ على الله تعالى أحسنَ الثناء، فطريق البرّ أن يقول: لا أحُصي ثناءً عليك أنتَ كما أثنيتَ على نفسك. وزاد بعضُهم في آخره: فلك الحمد حتى ترضى.
632-
وَصَوَّر أبو سعد المتولي المسألة فيمن حلف: ليثنينّ على الله تعالى بأجلّ الثناء وأعظمه، وزاد في أوّل الذكر: سبحانك.
633-
وعن أبي نصر التمار، عن محمد بن النضر رحمه الله تعالى، قال: قال آدم عليه السلام: يا رَبّ! شَغَلْتَنِي بِكَسْبِ يَدِي، فَعَلِّمْنِي شَيْئاً فِيهِ مجامعُ الحمدِ وَالتَّسْبِيحِ، فأوحى اللَّهُ تبارك وتعالى إليه: يا آدَمُ! إذَا أصْبَحْتَ فَقُلْ ثَلاثاً، وَإذَا أمْسَيْتَ فَقُلْ ثَلاثاً: الحمدُ لِلَّهِ رَبّ العالَمِينَ حمدا يوافي نعمهُ، ويكافئُ مزيدهُ؛ فَذَلِكَ مجامعُ الحمدِ وَالتَّسْبِيحِ، والله أعلم1.
1 قال ابن الصلاح في "مشكل الوسيط": هذا حديثٌ ضعيفُ منقطع الإسناد ["نتائج الأفكار" 289/3] .
وقال الحافظ: رجالُ إسناده إلى محمد بن النضر ثقات، لكن محمد النضرب لم يكن صاحب حديث، ولم يجئ عنه شيء مسند. وقد روى عنه من كلامه جماعة، منهم: عبد الله بن المبارك، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن عبدُ الملك بن أبي غنية، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وقال: كان [من] أعبدِ أهل الكوفة. وأبو نصر التمار راوي هذا الأثر عنه، واسمُه عبدُ الملك بن عبد العزيز، ووهم من ز عم أنه داود بن صالح، ذاك شيخ قديمٌ مديني. وروى محمد بن النضر هذا، عن الأوزاعي، حديثين موقوفين بغير سندٍ من الأوزاعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ويُستفاد من هذا معرفة طبقته، وأن شيوخهُ من أتباع التابعين، ولعله بلغه هذا الأثر عن بعض الإسرائيليات. ["نتائج الأفكار" 289/3] .