الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب الاستئذان
مدخل
…
368-
باب الاستئذان:
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا} [النور: 27]، وقال تعالى:{وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [النور: 59] .
1307-
وروينا في صحيحي البخاري [رقم: 6245]، ومسلم [رقم: 2154] ؛ عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "الاسْتِئْذَانُ ثلاثُ، فإنْ أُذِنَ لَكَ، وَإِلَاّ فارجع". [راجع رقم: 1684] .
وروينا في الصحيحين أيضًا البخاري، [رقم 6245] ؛ ومسلم، [رقم: 2153] ؛ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وغيره، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
1308-
وروينا في صحيحيهما البخاري، [رقم: 6241] ؛ ومسلم، [رقم: 2156] ، عن سهل بن سعدٍ رضي الله عنه، قالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ مِنْ أجْلِ البَصَرِ".
1309-
وروينا الاستئذان ثلاثاً من جهات كثيرة.
1310-
والسنّة أن يسلّمَ، ثُم يستأذن، فيقوم عند الباب بحيثُ
لا ينظرُ إلى مَن في داخله، ثم يقولُ: السلامُ عليكم، أأدخل؟ فإن لم يجبْه أحدٌ، قال ذلك ثانياً وثالثاً، فإن لم يجبْه أحدٌ انصرف.
1311-
وروينا في "سنن أبي داود"[رقم: 5177، 5178، 5179] ، بإسناد صحيح؛ عن ربعيّ بن حِراش -بكسر الحاء المهملة، وآخرهُ شينٌ معجمةٌ- التابعي الجليل؛ قال: حدّثنا رجل من بني عامر استأذن على النبيّ صلى الله عليه وسلم وهو في بيتٍ، فقال: أألجُ؟ فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لخادمه: "اخْرُجْ إلى هَذَا فَعَلِّمْهُ الاسْتِئْذَانَ، فَقُلْ لَهُ: قُل: السَّلامُ عَلَيْكُمْ، أأدْخُلُ"؟، فسمعه الرجلُ، فقال السلام عليكم، أأدخلُ؟ فأذنَ له النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فدخلَ.
1312-
وروينا في "سنن أبي داود"[رقم: 5176]، والترمذي [رقم: 2710] ، عن كَلَدَة بن الحَنْبل الصحابي رضي الله عنه؛ قال: أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فدخلتُ عليه ولم أسلِّم، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"ارْجِعْ فَقُلْ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ، أَأَدْخُلُ"؟، قال الترمذي: حديثٌ حسنٌ.
قلتُ: كَلَدة، بفتح الكافِ واللام؛ والحنبلُ، بفتح الحاءِ المهملةِ، وبعدهَا نُونٌ ساكنةٌ، ثم باءٌ موحدةٌ مفتوحةٌ، ثم لامٌ.
1313-
وهذا الذي ذكرناه من تقديم السلام على الاستئذان هو الصحيح. وذكر الماوردي فيه ثلاثة أوجه: أحدُها: هذا. والثاني: تقديم الاستئذان على السلام. والثالثُ، وهو اختياره: إن وقعت عين المستأذن على صاحب المنزل قبل دخوله قدَّم السلام، وإن لم تقع عليه عينه قدَّم الاستئذان.
1314-
وإذا استأذن ثلاثاً فلم يُؤذن لهُ، وظنَّ أنه لم يسمع، فهل يزيدُ عليها؟ حكى الإِمام أبو بكرٍ ابن العربيّ المالكي فيه ثلاثة مذاهب:
أحدُها: يعيدهُ. والثاني: لا يعيدهُ. والثالثُ: إن كان بلفظ الاستئذان المتقدم لم يعدهُ، وإن كان بغيره أعادهُ؛ قال: والأصحُّ أنه لا يعيدُه بحالٍ. وهذا الذي صحَّحه هو الذي تقتضيه السنّة؛ والله أعلم.