الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب التسمية عند الأكلِ والشُّربِ:
1170-
رَوَيْنَا في صحيحي البخاري [رقم: 5376]، ومسلم [رقم: 2022] ؛ عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ وكل مما يليك".
1171-
وَرَوَيْنَا في "سنن أبي داود"[رقم: 3767] والترمذي [رقم: 1858] ، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذَا أكَلَ أحَدُكُمْ فَلْيَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ تَعالى في أوَّلِهِ، فإنْ نَسِيَ أنْ يَذْكُر اسْمَ اللَّهِ تَعالى في أوله فليقل: بسم اللَّهِ أوَّلَهُ وآخِرَهُ". قال الترمذي: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
1172-
وَرَوَيْنَا في "صحيح مسلم"[رقم: 2018] ، عن جابر رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللَّهَ تَعالى عِنْدَ دُخُولِهِ، وَعِنْدَ طَعامِهِ، قالَ الشِّيْطانُ [لأصحابه] : لا مَبِيتَ لَكُمْ وَلا عَشاءَ؛ وَإذا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اسم اللَّهَ تَعالى عنْدَ دُخُولِه، قالَ الشيطانُ: أدْرَكْتُمُ المَبِيتَ؛ وَإذا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ تَعالى عِنْدَ طَعامِهِ، قالَ: أدْرَكْتُمُ المَبِيتَ والعشاء". [ومر برقم: 133] .
1173-
وَرَوَيْنَا في "صحيح مسلم"[رقم: 2040] أيضاً، في حديث أنس المشتمل على معجزةٍ ظاهرةٍ من معجزاتِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، لمَّا دعاهُ أبو طلحةَ وأُمُّ سُليم للطعام، قال: ثم قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ"، فأذن لهم، فدخلُوا، فقالوا النبيّ صلى الله عليه وسلم:"كُلُوا وسَمُّوا اللَّهَ تَعالى"، فأكلُوا حتى فعلَ ذلك بثمانين رجلاً.
1174-
وَرَوَيْنَا في "صحيح مسلم"[رقم: 201] أيضاً، عن حذيفة رضي الله عنه، قال: كنّا إذا حضرْنَا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم طعاماً، لم نضعْ أيدينا حتى يبدأ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فيضعُ يدَه، وإنّا حضرنا معه مرّة طعاماً، فجاءت جارية كأنها تدفعُ، فذهبتْ لتضعَ يدَها في الطعام، فأخذَ
رسول الله صلى الله عليه وسلم يدها؛ ثم جاءَ أعرابيٌّ كأنما يَدْفَعُ، فأخذَ بيدِه، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّ الشَّيْطانَ يَسْتَحِلُّ الطَّعامَ ألا يُذْكَرَ اسْمُ الله عَلَيْه، وأنَّهُ جاءَ بهَذِهِ الجارِيَةِ لِيَسْتَحِلَّ بِهَا، فأخَذْتُ بِيَدِها، فجاء بهذا الأعْرابِيّ لِيَسْتَحِلَّ بِهِ، فأخَذْتُ بِيَدِهِ، وَالَّذي نَفْسِي بِيَدِه إنَّ يَدَهُ في يَدِي مَعَ يَدِهِما"، ثم ذكر اسم الله تعالى، وأكل.
1175-
وَرَوَيْنَا في "سنن أبي داود"[رقم: 3768] ، والنسائي [في "عمل اليوم والليلة"، [رقم: 282] ؛ عن أميّة بن مَخْشِيٍّ الصحابي رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا، ورجلٌ يأكلُ، فلم يُسمّ حتى لم يبقَ من طعامه إلا لقمة، فلما رفعها إلى فِيه، قال: بسم الله أوّله وآخرُه؛ فضحكَ النبيّ صلى الله عليه وسلم، ثم قال:"ما زَالَ الشَّيْطانُ يأكُلُ مَعَهُ، فَلَمَّا ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ اسْتَقَاءَ ما في بَطْنِهِ".
قلتُ: مَخْشِيّ بفتح الميم وإسكان الخاء وكسر الشين المعجمتين وتشديد الياء؛ وهذا الحديثُ محمول على أن النبيّ صلى الله عليه وسلم لم يعلمْ تركَه التسمية إلا في آخر أمره، إذ لو علم ذلك لم يسكتْ عن أمره بالتسمية.
1176-
وَرَوَيْنَا في "كتاب الترمذي"[رقم: 1858] ، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكلُ طعاماً في ستة من أصحابه، فجاء أعرابيٌّ فأكلَه بلقمتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أما إنَّهُ لَوْ سَمَّى لَكَفاكُمْ" قال الترمذي: حديثٌ حسن صحيح.
1177-
وَرَوَيْنَا [في "كتاب ابن السني"، رقم: 462] عن جابر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"مَنْ نَسِيَ أنْ يُسَمِّيَ على طَعامِهِ، فَلْيَقْرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} إذَا فَرَغَ".
1178-
قُلتُ: أجمع العلماءُ على استحباب التسمية على الطعام في
أوّلِه، فإن تركَ في أوله عامداً أو ناسياً أو مُكرهاً أو عاجزاً لعارض آخر، ثم تمكن في أثناء أكلِه، استحبّ أن يسمّي للحديث المتقدم [رقم: 1171] ويقول: باسم الله أوله وآخره، كما جاء في الحديث [رقم: 1175] ، والتسميةُ في شرب الماء واللبن والعسل والمرق وسائر المشروبات كالتسمية في الطعام في جميع ما ذكرناه.
1179-
قال العلماء من أصحابنا وغيرهم: ويُستحبُّ أن يجهرَ بالتسمية ليكونَ فيه تنبيهٌ لغيره على التسمية، وليُقتدى به في ذلك؛ والله أعلم.
316-
فصل [في أحكام التسمية عند الأكلِ والشرب] :
1180-
من أهمّ ما ينبغي أن يعرف صفة التسمية، وقدر المجزئ منها، فاعلم أن الأفضل أن يقول: بسم الله الرحمن الرحيم، فإن قالَ: بِسْمِ الله؛ كفاه وحصلت السنة، وسواء في هذا الجُنب والحائض وغيرهما، وينبغي أن يسمي كل واحد من الآكلين، فلو سمى واحدٌ منهم أجزأ عن الباقين، نصّ عليه الشافعي رضي الله عنه، وقد ذكرته عن جماعة في كتاب "الطبقات"1 في ترجمة الشافعي رحمه الله، وهو شبيه برد السلام، وتشميت العاطس، فإنه يجزئ فيه قول أحد الجماعة.
1 لم أجده في النسخة المطبوعة، في دار البشائر الإسلامية، بتحقيق: محيي الدين علي نجيب، عام 1992م.