الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابُ ما يقولُ إذا أرادَ النومَ، واضطجعَ على فراشِه:
488-
قال الله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ، رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا
سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ، رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [آل عمران: 190-194] .
489-
وروينا في "صحيح البخاري" رحمه الله [رقم: 6324 و6325] ، من رواية حذيفة وأبي ذرّ رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه، قال:"باسمك اللهم أحيا وأموت"[مر برقم: 106] .
490-
ورويناه في "صحيح مسلم"[رقم: 2711] ، من رواية البراء بن عازب رضي الله عنهما.
491-
وروينا في "صحيحي" البخاري [رقم: 6318] ومسلم [رقم: 2727] ، عن عليّ رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ولفاطمة رضي الله عنهما:"إذَا أوَيْتُما إلى فِرَاشِكُما، أوْ إذَا أخَذْتُما مَضَاجِعَكُما، فَكَبِّرَا ثَلاثاً وَثَلاثِينَ، وَسَبِّحا ثَلاثاً وثَلاثِينَ، وَاحْمَدَا ثَلَاثاً وَثَلاثِينَ".
وفي رواية: "التَّسْبِيحُ أرْبَعاً وَثِلاثِينَ".
وَفي رواية: "التَّكْبيرُ أرْبعاً وَثَلاثِينَ".
قالَ عليّ: فما تركته منذ سمعتُه من رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل لهُ: ولا ليلة صفين؟ قال: ولا ليلة صفّين.
492-
وروينا في "صحيحي" البخاري [رقم: 6320]، ومسلم [رقم: 2714] ، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذَا أوَى أحَدُكُمْ إلى فِرَاشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخلَةِ إِزَارِهِ، فإنَّهُ لا يَدْرِي ما خَلَفَه عَلَيْهِ، ثُمَّ يَقُولُ: باسْمِكَ رَبي وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أرفعه، إن أمسكت نَفْسِي فارْحَمْها، وَإِنْ أرْسَلْتَها فاحْفَظْها بما تَحْفَظُ بِهِ عِبادَكَ الصالحين".
وفي رواية: "ينفضه ثلاثة مرات".
[داخلة الإزار: طرف الثوب، وراجع رقم: 532 التالي] .
493-
وروينا في "الصحيحين"[البخاري، رقم: 6319؛ ومسلم، رقم: 2192] ، عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه، وقرأ بالمعوّذات، ومسح بهما جسده.
493-
وفي "الصحيحين"[البخاري، رقم: 5017؛ ومسلم، رقم: 2192] عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفّيه، ثم نفث فيهما، وقرأ فيهما [سورة]{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و [سورة]{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و [سورة]{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ، ثُم مسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه، ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاثَ مرّاتٍ.
495-
قال أهل اللغة: النفث: نفخ لطيفٌ بلا ريقٍ. [" التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي، رقم: 445 و464] .
496-
وروينا في "الصحيحين"[البخاري، رقم: 5009؛ ومسلم، رقم: 808] عن أبي مسعود الأنصاري البدري: عقبة بن عمرو رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الآيَتانِ في آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ مَنْ قَرأهُما1 في ليلةٍ كَفَتاهُ"، [وهما قوله سبحانه وتعالى:{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ، لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} ، "التبيان" للنووي، رقم: 462؛ وسيرد برقم 1966] .
1 في نسخة: "قرأ بهما".
497-
اختلف العلماء في معنى "كفتاهُ" فقيل: كفتاه من الآفات في كل ليلته، وقيل: كفتاه من قيام ليلته. قُلت: ويجوز أن يُراد الأمران1.
498-
وروينا في "الصحيحين"[البخاري، رقم: 6313 و6315؛ ومسلم، 2710] عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأَ وُضُوءَكَ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ على شِقِكَ الأيْمَنِ، وقُل: اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أمْرِي إِلَيْكَ، وَألجأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةَ وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لا ملجأ وَلا مَنْجَى مِنْكَ إِلَاّ إِليْكَ، آمَنْتُ بِكِتابِكَ الَّذي أنْزَلْتَ، وَنَبِيِّكَ الَّذي أَرْسَلْتَ؛ فإنْ مِتَّ مِتَّ على الفِطْرَةِ، واجْعَلْهُنَّ آخِرَ ما تَقُولُ". هذا لفظ إحدى روايات البخاري،
1 قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله في "فتح الباري" عند الحديث رقم 5009: قوله: "كفتاه" أي: أجزأنا عنه من قيام الليل بالقرآن، وقيل: أجزأتا عنه عن قراءة القرآن مطلقًا، سوءًا كان داخل الصلاة أم خارجها، وقيل: معناه أجزأتاه فيما يتعلق بالاعتقاد لما اشتملتا عليه من الإيمان والأعمال إجمالًا، وقيل: معناه: كفتاه كل سوء، وقيل: كفتاه شر الشيطان، وقيل دفعتا عنه شر الإنس والجن، وقيل: معناه: كفتاه ما حصل له بسببهما من الثواب عن طلب شيء آخر، وكأنهما اختصتا بذلك لما تضمنتاه من الثناء على الصحابة بجميل انقيادهم إلى الله وابتهالهم ورجوعهم إليه وما حصل لهم من الإجابة إلى مطلوبهم، وذكر الكرماني عن النووي أنه قال: كفتاه عن قراءة سورة الكهف وآية الكرسي، كذا نقل عنه جازمًا به، ولم يقل ذلك النووي، وإنما قال ما نصه: قيل: معناه كفتاه من قيام الليل، وقيل: من الشيطان، وقيل: من الآفات، ويحتمل من الجميع. وهذا آخر كلامه. وكأن سبب الوهم أن عند النووي عقب هذا باب فضل سورة الكهف وآية الكرسي، فلعل النسخة التي وقعت للكرماني سقط منها لفظ "باب" وصحفت "فضل" فصارت:"وقيل،" واقتصر النووي في "الأذكار" على الأول والثالث نقلاً، ثم قال: قلت: ويجوز أن يراد الأولان. انتهى. وعلى هذا فأقول: يجوز أن يراد جميع ما تقدم؛ والله أعلم. والوجه الأول ورد صريحًا من طريق عاصم، عن علقمة، عن أبي مسعود رفعهُ:"إن الله كتب كتابًا وأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، لا يقرآن في دار فيقربهما الشيطان ثلاث ليالٍ" أخرجه الحاكم [562/1، رقم: 2065] وصححه، وفي حديث معاذ لما أمسك الجني وآية ذلك "لا يقرأ أحد منكم خاتمة سورة البقرة فيدخل أحدٌ منا بيته تلك الليلةٌ" أخرجه الحاكم أيضًا [563/1، رقم: 2068] .
وباقي رواياته وروايات مسلم مقاربة لَهَا.
499-
وروينا في "صحيح البخاري"[رقم: 2311] ، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: وكَّلني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آتٍ، فجعل يحثو على الطعام؛ وذكر الحديث، وقال في آخره: إذا أويتَ إلى فراشِكَ فاقرأ آيةَ الكرسي، فإنه لن يزالَ معكَ من الله تعالى حافظٌ، ولا يقرُبك شيطانٌ حتى تُصْبِحَ؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، ذَاكَ شَيطانٌ".
أخرجهُ البُخاري في "صحيحه"، فقال: وقال عثمانُ بن الهيثم: حدّثنا عوفٌ، عن محمدِ بن سيرين، عن أبي هريرة؛ وهذا مُتصلٌ، فإن عُثمان بن الهيثمِ أحدِ شيوخِ البخاري الذين روى عنهم في "صحيحه".
وأما قول أبي عبد الله الحميدي في "الجمع بين الصحيحين": إن البخاري أخرجه تعليقاً، فغير مقبولٍ؛ فإن المذهب الصحيح المختار عند العلماء، والذي عليه المحقّقون؛ أن قول البخاري وغيره:"وقال فلانٌ" محمولٌ على سماعه منه، واتصاله إذا لم يكن مدلِّساً، وكان قد لقيَه، وهذا من ذلك. وإنما المعلَّقُ ما أسقط البخاري منه شيخه أو أكثر بأن يقول في مثل هذا الحديث: وقال عوف، أو: قال محمد بن سيرين، أو: أبو هريرة؛ والله أعلم1.
500-
وروينا في "سنن أبي داود"[رقم: 5045] ، عن حفصة أُمّ المؤمنين رضي الله عنها، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أرادَ أن يرقدَ وضعَ يدَه اليمنى
1 قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 47/3: والذي ذكره الشيخ [النووي] عن الحميدي ونازعه فيه لم ينفرد به الحميدي، بل تبع فيه الإسماعيلي والدراقطني والحاكم وأبا نعيم وغيرهم، وهو الذي عليه كل المتأخرين من الحفاظ، كالضياء المقدسي، وابن القطان، وابن دقيق العيد والمزي. وقد قال الخطيب في "الكفاية" [صفحة: 289] : لفظه "قال" لا تحملُ على السماع إلا ممن عرف من عادته أنه يقولها إلا في موضوع السماع، والله أعلم. اهـ.
تحتَ خَدِّهِ، ثم يَقَول:"اللَّهُمَّ قِني عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبادَكَ" ثَلاثَ مَرَّاتٍ.
ورواه الترمذي [رقم: 3398] من رواية حذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: حديث حسن صحيح1.
ورواه أيضاً [رقم: 3399، ومسلم، رقم: 709] من رواية البراء بن عازب، ولم يذكر فيها ثلاثَ مرّاتٍ.
501-
وروينا في "صحيح مسلم"[رقم: 2713]، و"سنن أبي داود" [رقم: 5051] ، والترمذي [رقم: 3400] ، والنسائي [في "عمل اليوم والليلة" رقم: 790] ، وابن ماجه [رقم: 2873] ، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقولُ إذا أوى إلى فراشه:"اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ، وَرَبَّ الأرْضِ، وَرَبََّ العَرْشِ العَظِيمِ، رَبَّنا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فالِقَ الحَبّ والنوى، منزل التوارة وَالإِنجِيلِ وَالقُرآنِ، أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّ كُلّ ذِي شَرٍّ أنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، أنْتَ الأوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وأنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وأنْتَ الباطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عنا الدَّيْنَ، وأغْنِني مِنَ الفَقْرِ".
وفي رواية أبي داود: "اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ، وأغْنِني مِنَ الفَقرِ".
502-
وروينا -بالإِسناد الصحيح- في "سنن أبي داود"[رقم: 5052] والنسائي [في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف"، رقم: 10252] عن عليّ رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول عند مضجعه:"اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ، وَكَلِماتِكَ التَّامَّة، من شر ما أنت آخذ بناصيته، اللَّهُمّ أنْتَ تَكْشِفُ المَغْرَمَ والمَأثمَ، اللَّهُمَّ لا يُهْزَمُ جُنْدُكَ، وَلا يُخْلَفُ وَعْدُكَ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ"[مر برقم: 444] .
503-
وروينا في "صحيح مسلم"[رقم: 2715] ، و"سنن أبي داود"
1 وفي نسخة: "حديث صحيح حسن".
[رقم: 5053] والترمذي [رقم: 3396] ، عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال:"الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي أطْعَمَنا وَسَقَانا وكَفانا وآوَانا، فَكَمْ مِمَّنْ لا كافِيَ لَهُ وَلا مُؤْوِيَ" قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
504-
وروينا - بالإِسناد الحسن - في "سنن أبي داود"[رقم: 5054] ، عن أبي الأزهر، -ويقالُ: أبو زهير- الأنماري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال:"باسْمِ اللَّهِ وَضَعْتُ جَنْبِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذنبي، وأخسئ شَيْطانِي، وَفُكَّ رِهانِي، وَاجْعَلْنِي فِي النَّدِيّ الأعْلَى".
النديّ: بفتح النون، وكسر الدال، وتشديد الياء.
وروينا عن الإِمام أبي سليمان أحمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب الخطابي رحمه الله في تفسير هذا الحديث ["معالم السنن" 144/4] قال: النديّ: القوم المجتمعون في مجلس، ومثله النادي، وجمعه أندية. قال: يريدُ بالنديّ الأعلى: الملأ الأعلى من المَلائِكَةُ.
505-
وروينا في "سنن أبي داود"[رقم: 5055] والترمذي [رقم: 3403] ، عن نوفل الأشجعي رضي الله عنه، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقْرأ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ثُمَّ نَمْ على خاتِمَتِها، فإنَّها بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ".
506-
وفي "مسند أبي يعلى الموصلي، ["مجمع الزوائد" 121/10] عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ألا أدُلُّكُمْ على كَلِمَةٍ تُنَجِّيكُمْ من الإشراك بالله عز وجل؟ تقرءون {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} عِنْدَ مَنَامِكُمْ".
507-
وروينا في "سنن أبي داود"[رقم: 5057]، والترمذي [رقم: 3406] ، عن عرباض بن ساريةَ رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد. قال الترمذي: حديث حسن.
[والمسبحاتُ، هي السورُ التي تفتتح بقوله تعالى: {فَسَبِّحْ} أو {وَيُسَبِّحُونَهُ} وهي: الحديد، والحشر، والصف، والجمعة، والتغابن، والأعلى] .
508-
وروينا عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينامُ حتى يقرأ بني إسرائيل [أي: سورة الإسراء]، والزمر. قال الترمذي [رقم: 2920] : حديثٌ حسنٌ ["التبيان" رقم: 470] .
509-
وروينا بالإِسناد الصحيح في "سنن أبي داود"[رقم: 5058]، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقولُ إذا أخذ مضجعه:"الحمدُ لِلَّهِ الَّذي كفاني وآوَانِي وأطْعَمَنِي وَسَقَانِي، وَالَّذِي مَنَّ عَليَّ فأفْضَلَ، وَالَّذي أعطانِي فأجْزَل؛ الحمدُ لِلَّهِ على كُلّ حالٍ؛ اللَّهُمَّ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ ومليكهُ، وَإِلهَ كُلِّ شَيْءٍ، أعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ".
510-
وروينا في "كتاب الترمذي"[رقم: 3397]، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ قَالَ حِينَ يَأوِي إلى فِرَاشِهِ: أسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذي لا إِلهَ إِلَاّ هُوَ الحَيَّ القَيُّومَ وأتوب إليه، ثلاث مرات، غَفَرَ اللَّهُ تَعالى لَهُ ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر، وَإِنْ كانَتْ عَدَدَ النُّجُومِ، وَإِنْ كانَتْ عَدَدَ رَمْلِ عالجٍ، وَإِنْ كانَتْ عَدَدَ أيَّامِ الدُّنْيَا".
511-
وروينا في "سنن أبي داود"[رقم: 3898] وغيره، بإسناد صحيح، عن رجل من أسلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: كنتُ جالساً عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجلٌ من أصحابه، فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم! لُدِغْتُ الليلةَ فلم أنم حتى أصبحتُ، قال:"مَاذَا"؟ قال: عقربٌ، قال:"أما إنَّكَ لَوْ قُلْتَ حِينَ أمْسَيْتَ: أعُوذُ بكلمات الله التامات من شر ما خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّكَ شَيْءٌ إنْ شاءَ الله تعالى".
512-
وروينا أيضاً في "سنن أبي داود"[رقم: 3899] وغيره من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، وقد تقدم [رقم: 436] روايتنا له عن "صحيح مسلم"[رقم: 2709] في باب: ما يقالُ عند الصباح والمساء.
513-
وروينا في "كتاب ابن السني"[رقم: 723] ، عن أنس رضي الله عنه، أن النبيّ صلى الله عليه وسلم أُوصِي رجلاً إذا أخذ مضجعه أن يقرأ سورة الحشر، وقال:"إنْ مِتَّ مِتَّ شَهِيداً"، أو قال:"مِنْ أهْلِ الجَنَّةَ".
514-
وروينا في "صحيح مسلم"[رقم: 2712] ، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه أمر رجلاً إذا أخذ مضجعه أن يقول:"اللَّهُمَّ أنْتَ خَلَقْتَ نَفْسِي، وأنْتَ تَتَوَفَّاها، لَكَ مَمَاتُها وَمَحْياها، إنْ أحْيَيْتَها فاحْفَظْها، وَإنْ أمَتَّها فاغْفِرْ لَهَا؛ اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ العافِيَةَ".
قال ابن عمر: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
515-
وروينا في "سنن أبي داود"[رقم: 5067]، والترمذي [رقم: 3392] ، وغيرهما، بالأسانيد الصحيحة؛ حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي قدَّمناه في 105 - باب: ما يقول عند الصباح والمساء [رقم: 437] في قصة أبي بكر الصديق رضي الله عنه: "اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، عالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ ومليكه، أشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إِلَاّ أنْتَ، أعوذ بك من شر نفسي، وَشَرّ الشَّيْطانِ وَشِرْكِهِ، قُلْها إذَا أَصْبَحْتَ وَإذَا أَمْسَيْتَ وَإذَا اضْطَجَعْتَ".
516-
وروينا في "كتاب الترمذي"[رقم: 3407]، وابن السني [رقم: 751] ، عن شداد بن أوسٍ رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ما مِنْ مُسْلِمٍ يأوي إلى فِرَاشِهِ، فَيَقْرأُ سُورَةً مِنْ كِتابِ اللَّهِ تَعالى حِينَ يأخذُ مضجعهُ إِلَاّ وَكَّلَ اللَّهُ عز وجل بِهِ مَلَكاً لا يَدَعُ شَيْئاً يَقْرَبُهُ يُؤْذِيهِ حتَّى يَهُبَّ من نومه مَتَى هَبَّ" إسناده ضعيف.
ومعنى هبّ: انتبه وقام.
517-
وروينا في "كتاب ابن السني"[رقم: 750] ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ الرَّجُلَ إذَا أوَى إلى فِرَاشِهِ ابْتَدَرَهُ مَلَكٌ وشيطانٌ، فَقَالَ المَلَكُ: اللَّهُمَّ اخْتِمْ بِخَيْرٍ، وقال الشيطان: اللهم اخْتِمْ بِشَرّ؛ فإنْ ذَكَرَ اللَّهَ تَعالى، ثُمَّ نامَ، باتَ المَلَكُ يَكْلَؤهُ".
518-
وروينا فيه [رقم: 719] ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقولُ إذا اضجع للنوم:"اللَّهُمَّ باسْمِكَ رَبي، وَضَعْتُ جَنْبِي، فاغْفِرْ لي ذَنْبِي".
519-
وروينا فيه [رقم: 724] ، عن أبي أمامة رضي الله عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقولُ: "مَنْ أوَى إلى فِرَاشِهِ طاهِراً، وَذَكَرَ اللَّهَ عز وجل حَتَّى يُدْرِكَهُ النُّعاسُ، لَمْ ينقلب 1 ساعَةً مِنَ اللَّيْلِ يَسألُ اللَّهَ عز وجل فِيها خَيْراً مِنْ خَيْر الدُّنْيا والآخرَةِ إِلَاّ أعْطاهُ إيَّاهُ".
520-
وروينا فيه [رقم: 739] ، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى فراشه، قال:"اللَّهُمَّ متعني 2 بِسَمْعِي وَبَصَرِي، وَاجْعَلْهُما الوَارِثَ مِنِّي، وَانْصُرْنِي على عَدُوِّي، وَأرِنِي منه ثَأْرِي، اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ، وَمِنَ الجُوعِ فإنَّهُ بِئْسَ الضجيع".
1 في بعض النسخ: "يتقلب".
2 في بعض النسخ: "أَمْتِعْنِي".
قال العلماء: معنى "اجعلهما الوارث مني" أي: أبقهما صحيحين سليمين إلى أن أموت، وقيل:"المرادُ بقاؤهما وقوتهما عند الكِبَر وضعف الأعضاء وباقي الحواس، أي: اجعلهما وارثيْ قوّة باقي الأعضاء، والباقِيَيْن بعدها؛ وقيل: المرادُ بالسمع: وعي ما يسمعُ والعملُ به، وبالبصر: الاعتبار بما يرى. وروي: "وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنِّي" فَرَدَّ الهاء إلى الإِمتاع، فوحَّدَه.
521-
وروينا فيه [رقم: 741] ، عن عائشة رضي الله عنها أيضاً، قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، منذ صحبته ينامُ حتى فارقَ الدنيا، حتى يتعوّذ من الجبن والكسل والسآمة والبخلِ وسوءِ الكِبَر وسوء المنظر في الأهل والمال، وعذاب القبر، ومن الشيطان وشَرَكِه.
522-
وروينا فيه [رقم: 748] ، عن عائشة [رضي الله عنها أيضاً]، أنها كانتْ إذا أرادتْ النومَ تَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أسألُكَ رُؤْيا صَالِحَةً صَادِقَة غَيْرَ كاذبةِ، نافِعَةً غَيْرَ ضارةٍ. وكانتْ إذا قالت هذا قد عرفُوا أنها غيرُ متكلمةٍ بشيءٍ حتى تُصبح، أو تستيقظَ من الليل.
523-
وروى الإِمام الحافظ أبو بكر بن أبي داود [في كتاب "شريعة القارئ" كما نقله ابن علان 170/3] بإسناده عن علي رضي الله عنه: قال: ما كنتُ أرى أحداً يعقلُ ينامُ قبل أن يقرأ الآيات الثلاث الأواخر من سورة البقرة. إسنادهُ صحيحٌ على شرط البخاري ومسلمٍ. ["التبيان" للنووي، رقم: 466] .
524-
وروي1 أيضاً عن عليّ رضي الله عنه: ما أرى أحداً يعقلُ، دخلَ في الإِسلام، ينامُ حتى يقرأ آيةَ الكرسي [سورة البقرة: 255] ["التبيان" للنووي، رقم: 462 و465] .
1 جاء الضبط في بعض النسخ: "ورُوي"؛ فليحرر.