الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولو ترك جميع هذا الذكر، وترك التكبيرات السبع والخمس، صحَّتْ صلاته، ولا يسجد للسهو، ولكن فاتته الفضيلة؛ ولو نسي التكبيرات حتى افتتح القراءة لم يرجع إلى التكبيرات على القول الصحيح. وللشافعي قول ضعفٌ: أنه يرجعُ إليها.
906-
وأما الخطبتان في صلاة العيد، فيُستحبّ أن يُكَبِّرَ في افتتاح الأولى تسعاً، وفي الثانية سبعاً.
907-
وأما القراءة في صلاة العيد، فقد تقدَّم بيانُ ما يُستحبّ أن يقرأ فيها في باب صفة أذكار الصلاة، وهو أنه يقرأ في الأولى بعد الفاتحة سورة {ق} ، وفي الثانية {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} [أي: سورة القمر] ؛ وإن شاء في الأولى {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [أي: سورة الأعلى]، وفي الثانية سورة:{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} [أي: سورة الغاشِيَةِ] .
بابُ الأَذْكارِ في العَشْر الأوّلِ من ذي الحجة
…
باب الأذكر في العَشْر الأوّلِ من ذي الحِجّة:
908-
قال الله تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} الآية [الحج: 28] . قال ابن عباس والشافعي والجمهور: هي أيامُ العشر.
909-
واعلم أنه يُستحبّ الإِكثار من الأذكار في هذا العشر زيادةً على غيره، ويُستحب من ذلك في يوم عَرَفة أكثر من باقي العشر.
910-
روينا في "صحيح البخاري"[رقم: 969] ، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:"ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ مِنْها في هَذِهِ"، قالوا: وَلا الجهادُ فِي سَبيل الله؟ قال: "وَلا الجِهادُ، إِلَاّ رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطرُ بنَفْسِهِ وَمالِه، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ". هذا لفظ رواية البخاري، وهو صحيح.
وفي رواية الترمذي [رقم: 757] : "ما مِنْ أيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهنَّ أحَبُّ إلى الله تعالى مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ العَشْرِ" وفي رواية أبي داود [رقم: 2438] : "مثل هذه"، إلا أنه قال:"مِنْ هَذِهِ الأيَّام" يعني: العشر.
911-
ورويناه في "مسند" الإِمام أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي [2/ 25] بإسناد الصحيحين، قال فيه:"ما العَمَلُ فِي أيَّامٍ أفْضَلَ مِنَ العَمَلِ في أيام عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ"، قيل: ولا الجهاد؟ وذكر تمامه، وفي رواية [2/ 26] :"عَشْرِ الأضْحَى".
912-
وروينا في كتاب الترمذي [رقم: 3585] ، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قال:"خَيْرُ الدُّعاءِ دُعاء يوم عرفة، وخيرُ ما قلتُ أنا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لا إِلهَ إِلَاّ الله وحده لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ على كُلّ شَيْءٍ قديرٌ". ضعَّفَ الترمذي إسنادَه.
913-
ورويناه في "موطأ" الإِمام مالك [رقم: 500 و955] بإسناد مرسل، وبنقصان في لفظه، ولفظه:"أفْضَلُ الدُّعاءِ دعاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وأفْضَلُ ما قُلْتُ أنا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لا إله إلا الله وحده لا شَرِيكَ لَهُ".
914-
وبلغنا عن سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم، أنه رأى سائلاً يسألُ الناسَ يوم عَرَفَةَ، فقال: يا عاجزُ! في هذا اليوم يُسألُ غيرُ الله عز وجل!؟
915-
وقال البخاري في "صحيحه"[تعليقًا في 13 كتاب العيدين: باب رقم: 12] : كان عمرُ رضي الله عنه يكبرُ في قُبَّتِهِ بمنى، فيسمعه أهلُ المسجد، فيُكبِّرون ويُكَبِّر أهلُ الأسواق حتى ترتجّ مِنىً تكبيراً.
916-
قال البخاري [في 13 كتاب العيدين: باب رقم: 11] : وكان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهم يَخرجان إلى السوق في أيام العشر يُكَبِّران، ويُكَبِّر الناسُ بتكبيرهما.