الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابُ الأذكارِ بعدَ الصَّلاة:
400-
أجمع العلماءُ على استحباب الذكر بعد الصلاة، وجاءت فيه أحاديث كثيرة صحيحة في أنواع منه متعدّدة، فنذكرُ أطرافاً، من أهمها:
401-
روينا في "كتاب الترمذي"[رقم: 3499] ، عن أبي أمامة رضي الله عنه، قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أيّ الدعاء أسمعُ؟ قال: "جوفُ اللَّيْلِ الآخِر، ودبرُ الصلواتِ المَكْتوبات" قال الترمذي: حديث حسن.
402-
وروينا في "صحيح البخاري"[رقم: 842] ومسلم [رقم: 583] ، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: كنتُ أعرفُ انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتكبير.
وفي رواية مسلم: "كنّا".
403-
وفي رواية في "صحيحيهما"[البخاري، رقم: 841؛ مسلم، رقم: 122/853] ، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رفعَ الصوت بالذكر حين ينصرفُ النَّاسُ من المكتوبة كانَ على عهدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال ابن عباس: كنتُ أعلمُ إذا انصرفوا بذلك إذا سمعتُه.
404-
وروينا في "صحيح مُسلم"[رقم: 591] ، عن ثوبان رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً، وقال:"اللَّهُمَّ أنْتَ السلامُ، وَمِنْكَ السَّلامُ، تَبارَكْتَ يا ذَا الجَلالِ وَالإِكْرامِ".
قيل للأوزاعي، وهو أحد رواة هذا الحديث: كيف الاستغفار؟ قال: تقولُ: اسْتَغْفِرُ اللَّهَ، أسْتَغْفِرُ اللَّهَ.
405-
وروينا في "صحيحي" البخاري [رقم: 844] ومسلم [رقم: 593] ، عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من الصلاة وَسَلَّم قال:"لا إلهَ إِلَاّ الله وحدهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ الملكُ، ولهُ الحمدُ، وَهُوَ على كُلّ شيءٍ قديرٌ؛ اللَّهُمَّ لا مانعَ لِمَا أعطيتَ، ولا معطي لِمَا مَنَعْتَ، وَلا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ".
406-
وروينا في "صحيح مسلم"[رقم: 594] ، عن عبد الله بن الزبير
رضي الله عنهما، أنه كان يقول في دُبُرِ كُلّ صلاة1 حين يلم:"لا إله إلا الله وحده لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ على كُلّ شَيْءٍ قديرٌ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَاّ باللَّهِ، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إيَّاهُ، لَهُ النعمةُ، ولَهُ الفضلُ، ولهُ الثناءُ الحسنُ، لا إلهَ إِلَاّ الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون".
قال ابن الزبير: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلّل بهنّ دُبُرِ كُلّ صَلاةٍ.
407-
وروينا في "صحيحي" البخاري [رقم: 843] ومسلم [رقم: 595] ، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن فقراء المهاجرين أتوْا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ذهبَ أهل الدُّثُور بالدرجات العلا، والنعيم المقيم، يُصَلُّون كما نُصلِّي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال يحجّون بها، ويعتمرون، ويجاهدون، ويتصدّقون، فقال:"ألا أُعَلِّمُكُمْ شَيْئاً تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ وَتَسْبِقُونَ بِهِ مَنْ بَعْدَكُِمْ، وَلَا يَكُونُ أحَدٌ أفْضَلَ مِنْكُمْ إِلَاّ مَنْ صَنَع مِثْلَ ما صَنَعْتُمْ"؟ قالوا: بلى! يا رسول الله، قال:"تُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ وَتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلّ صلاةٍ ثَلاثاً وَثَلاثينَ".
قال أبو صالح الراوي عن أبي هريرة، لما سئل عن كيفية ذكره2؟
قال: يقول: سبحان اللَّه، والحمدُ للَّه، واللَّه أكبر؛ حتى يكون منهنّ كلُّهن ثلاث وثلاثون.
و"الدثور" جمع دَثْر، بفتح الدال وإسكان الثاء المثلثة، وهو: المال الكثير.
408-
وروينا في "صحيح مُسلم"[رقم: 596] ، عن كعب بن عُجْرَة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مُعقبات لَا يَخِيبُ قائلهن -أو
1 في نسخة: "كان يقول دُبُرَ كُلّ صَلاةٍ".
1 في نسخة: "كيفية ذكرها".
فاعِلُهُن- دُبُرَ كُلّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ: ثَلاثاً وَثَلاثِينَ تَسْبِيحَةً، وَثَلاثاً وَثَلاثِينَ تَحْمِيدَةً، وأرْبعاً وَثَلاثِينَ تَكْبِيرةً".
409-
وروينا في "صحيح مسلم"[رقم: 595] ، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كُلّ صَلاةٍ ثَلاثاً وَثَلاثِينَ، وَحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثاً وَثَلاثينَ، وكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثاً وَثَلاثِينَ، وَقالَ تَمامَ المائة: لا إله إلا الله وحدهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ على كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، غُفِرَتْ خطاياه وإن كانت مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ".
410-
وروينا في "صحيح البخاري"[رقم: 6374] ، في أوائل كتاب الجهاد، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوّذ دُبُرَ الصلاة بهؤلاء الكلماتِ:"اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ، وَأعُوذُ بِكَ أنْ أُرَدَّ إلى أَرْذَلِ العمُرِ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ فتْنَةِ الدُّنْيا، وأعُوذُ بِكَ منْ عَذَابِ القَبْرِ".
411-
وروينا في "سنن أبي داود"[رقم: 5065] والترمذي [رقم: 3407] والنسائي [رقم: 1348] ، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"خصلتان -أوْ خَلَّتانِ- لا يُحافِظُ عَلَيْهِمَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ إلَاّ دَخَلَ الجَنَّةَ، هُمَا يَسِيرٌ، وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ: يُسَبِّحُ اللَّهُ تَعالى دُبُرَ كُلّ صلاةٍ عَشْراً، ويحمدُ عَشْراً، ويكبرُ عَشْراً، فذلك خمسون ومائة باللسان، وألف وخمس مائة في الميزان. وَيُكَبِّرُ أرْبَعاً وَثَلاثِينَ إذَا أخَذَ مَضْجَعَةُ، وَيحْمَدُ ثَلاثاً وَثَلاثينَ، وَيُسَبِّحُ ثَلاثاً وَثَلاثينَ، فذلك مائة باللِّسانِ، وألفٌ بالميزَانِ"، قال: فلقد رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده، قالوا: يا رسول الله! كيف هما يسير، ومن يعمل بهما قليل؟ قال: "يأتِي أحدكم -يعيني الشيطان- في مَنامِهِ فَيُنَوِّمُهُ قَبْلَ أنْ يقول، ويأتِيهِ في صَلاتِهِ فيذكره حاجته 1 قبل أن
1 في نسخة "حاجة".
يَقُولَهَا" إسناده صحيح، إلا أن فيه عطاء بن السائب، وفيه اختلاف بسب اختلاطه1؛ وقد أشار أيوبُ السختياني إلى صحة حديثه هذا.
412-
وروينا في "سنن أبي داود"[رقم: 1523] والترمذي [رقم: 2903] والنسائي [رقم: 1336] وغيرهم، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذتين في دُبُر كُل صلاةٍ2. ["التبيان في آداب حملة القرآن"، رقم: 461] .
وفي رواية أبي داود [والنسائي] : المعوذات، فينبغي أن يقرأ [سورة]{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و [سورة]{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ، و [سورة]{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} 3.
1 قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في "نتائج الأفكار" 282/2: وقل الشيخ: إن عطاء بن سائب مختلف فيه من أجل اختلاطه، لا أثر لذلك؛ لأن شعبة والثوري وحمادَ بن زيد سمعُوا منه قبل اختلاطه، وقد اتفقوا على أن الثقة إذا تميز ما حدث به قبل اختلاطه مما بعده قبل، وهذا من ذلك. وأيد ذلك ما ذكره الشيخ عن أيوب. اهـ.
2 في نسخة: "أن أقرأ بالمعوّذتين دُبُرِ كُلّ صَلاةٍ".
3 روي الطبراني رحمه الله في كتابه "الدعاء"، رقم: 674 عن علي كرم الله وجهه ورضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَرأ آية الكرسي في دُبر الصلاة المكتوبة كان في ذمة الله حتى الصلاة الأخرى".
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في "نتائج الأفكار" 296/2 بعد أن أورد الحديث السابق: تنبيه: ذكر الشيخ في شرح "المهذب"[468/3] : إن الطبراني روي في معجمه أحاديث في فضل آية الكرسي عقب الصلاة، ولكنها ضعيفة. كذا أطلق، وحديث الذي قدمته صحيح أو حسن. اهـ.
وحديث أبي أمامة هو ما رواه الطبراني في "الكبير" رقم: 7532، عن أبي مامة الباهلي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ آية الكرسي"، وزاد محمد بن إبراهيم في روايته: و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} " ثم اتفقوا: "دبر كل صلاةٍ مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت". ورواه الطبراني في "الدعاء" رقم: 675؛ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: هذا حديث حسن غريب، أخرجه النسائي في "الكبرى" عن الحسين بن بشر. اهـ. رواه النسائي في "عمل اليوم والليلة" رقم: 100، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" رقم: 124 راجع "نتائج الأفكار" 294/2 و296.
413-
وروينا بإسناء صحيح في "سنن أبي داود"[رقم: 1522] والنسائي [رقم: 1303] ، عن معاذ رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال:"يا مُعَاذُ! وَاللَّهِ إني لأُحِبُّكَ" ثم قال1: "أُوصِيكَ يا مُعاذُ، لا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلّ صَلاةٍ تقولُ: اللَّهُمَّ أعِنِّي على ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وحسن عبادتك"2. [سيرد برقم: 1559] .
414-
وروينا في كتاب ابن السني [رقم: 110] ، عن أنس رضي الله عنه، قال: كان رسول الله -صلى الله وسلم- إذا قَضى صلاتَه مسحَ جبهتَه بيده اليمنى، ثم قال:"أشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَاّ اللَّهُ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ، اللَّهُمَّ أذْهِبْ عَنِّي الهَمَّ والحزنَ".
415-
وروينا فيه [رقم: 114] ، عن أبي أمامة رضي الله عنه، قال: ما دنوتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم في دُبُر صلاة مكتوبة، ولا تطوُّع إلا سمعتُه يقولُ:"اللَّهمّ اغْفِرْ لي ذُنُوبي وَخَطايايَ كُلَّها، اللَّهُمَّ انْعِشْنِي 3، واجْبُرْنِي، وَاهْدِنِي لِصَالِح الأعْمالِ وَالأخْلاقِ، إنَّهُ لَا يَهْدِي لِصَالِحها، وَلَا يَصْرِفُ سَيِّئَها إِلَاّ أنت".
416-
وروينا فيه [رقم: 117] ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كن إذا فرغ من صلاته، لا أدري قبل أن يسلِّم أو بعد أن يسلِّم، يقول:"سُبْحانَ ربِّكَ رَبِّ العزةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ على المُرْسَلِينَ، والحمدُ لله رب العالمين".
1 في بعض النسخ: "فقال" بدلاً من: "ثم قال".
2 هَذَا الحديث من الأحاديث المسلسلة بالمحبة.
3 في نسخ عديدة: "ابعثني"؛ وراجعت الكثير من الأصول، ووجدت المناوي في "فيض القدير شرح الجامع الصغير: قد شرحه بقوله: اللهم انعشني، أي: ارفعني وقوّ جأشي، وفي "الصحاح": نعشه الله: رفعه، وبابه قطع، ولا يقال: أنعشه. قال الزمخشري: من المجاز: نعشه فانتعش: إذا تداركه من ورطه
…
إلخ.