الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابُ ما يقولهُ إذا ركبَ دابّتَه:
قال الله تعالى: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ، لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} [الزخرف: 12 - 14] .
1133-
وروينا في كُتُب أبي داود [رقم: 2602]، والترمذي [رقم: 3446] ، والنسائي في ["عمل اليوم والليلة"، رقم: 502] ؛ بالأسانيد الصحيحة، عن عليّ بن ربيعة، قال: شهدتُ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أُتي بدابّة1 ليركَبها، فلما وضعََ رجلهُ في الرِّكاب، قالَ:"بِسْمِ الله"، فلما استوى على ظهرها، قال: الحمدُ لِلَّهِ الَّذي سَخَّرَ لَنا هَذَا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ ثم قال: الحمدُ لِلَّهِ، ثلاثَ مرّاتٍ ثم قال: اللَّهُ أكْبَرُ، ثلاثَ مرّاتٍ، ثم قال: سُبْحانَك إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فاغْفِرْ لي، إنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَاّ أنْتَ ثم ضَحِكَ، فقيل: يا أميرَ المؤمنين! من أيّ شيءٍ ضحكت؟ قال: رأيتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم فعلَ مثلَ ما فعلتُ، ثم ضَحِكَ فقلتُ: يا رسولَ الله! من أيّ شيء ضحكت؟ قال: "إنَّ رَبَّكَ سبحانه وتعالى يعحب مِنْ عَبْدِهِ إذَا قالَ: اغْفِرْ لي ذُنُوبي، يَعْلَمُ أنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرِي"، هذا لفظ رواية أبي داود. قال الترمذي: حديث حسنٌ، وفي بعض النسخ: حسن صحيح.
1134-
وروينا في "صحيح مسلم"[رقم: 1342] ، في كتاب المناسك، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجاً إلى سفر كبَّر ثلاثاً، ثم قال:{سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} [الزخرف: 13، 14] .
1 في نسخة: "بدابته".
"اللَّهُمَّ إنَّا نَسألُكَ فِي سفَرِنَا هَذَا البِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنْ العَمَلِ ما تَرْضَى! اللهم هون عَلَيْنا سَفَرَنَا هَذَا، وَاطْوِ عَنّا بُعْدَهُ؛ اللَّهُمَّ أنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالخَلِيفَةُ في الأهل؛ اللهم إني أعوذ بك مِنْ وَعْثاءِ السَّفَرِ، وكآبَةِ المَنْظَرِ، وَسُوءِ المُنْقَلَبِ في المَالِ والأهْلِ" وإذا رَجع قالهنّ، وزاد فيهنّ:"آيِبُونَ تائبُونَ عابدُونَ، لرَبِّنَا حامِدُون"، هذا لفظ رواية مسلم.
زاد أبو داود في روايته [رقم: 2599] : وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم وجيوشه إذا علوا الثنايا كبروا، وإذا هبطوا سبَّحوا.
وروينا معناهُ من رواية جماعةٍ من الصحابة أيضًا مرفوعًا.
معنى مقرنين: مطيقين. رياض الصَّالِحِينَ.
1135-
وروينا في "صحيح مسلم"[رقم: 1434] ، عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر يتعوّذ من وَعْثَاءِ السفر، وكآبة المنقلب، والحَوْرِ بعد الكَوْن، ودعوة المَظْلُومِ، وَمِنْ سُوءِ المَنْظَرِ فِي الأهْلِ والمال.
1136-
وَرَوَينَا في "كتاب الترمذي"[رقم: 3439]، وكتاب النسائي [رقم: 5500] ، وكتاب ابن ماجه [رقم: 3888] ؛ بالأسانيد الصحيحة، عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سافر يقول: "اللَّهُمَّ أنْتَ الصَّاحِبُ فِي السفر، والخليفة في الأهْلِ؛ اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثاءِ السَّفَرِ، وكآبَةِ المُنْقَلَبِ، وَمِنَ الحَوْرِ بَعْدَ الكَوْنِ، وَمِنْ دَعْوَةِ المَظْلُومِ، وَمِنْ سُوءِ المَنْظَرِ فِي الأهْلِ وَالمَالِ". قال الترمذي: حديثٌ حسن صحيح.