الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابُ استحبابِ دُعاءِ الإِنسان لمن عَرَضَ عليه مالهُ أو غيرهُ:
1625-
رَوَيْنَا في صحيح البخاري [رقم: 3781] وغيره؛ عن أنس رضي الله عنه، قال: لما قدموا المدينة، نزل عبدُ الرحمن بن عوفٍ على سعدِ بن الربيع، فقال: أُقاسمك مالي، وأنزلُ لك عن إحدى امرأتيّ، قال: بارك الله لك في أهلك ومالك.
بابُ ما يقولهُ المسلمُ للذميّ إذا فعلَ به مَعْرُوفاً:
1626-
اعلم أنهُ لا يجوزُ أن يُدعى لهُ بالمغفرةِ وما أشبهها مما لا يكونُ للكفارِ، لكن يجوزُ أن يُدعى له بالهداية وصحةِ البدنِ والعافية وشبهِ ذلك.
1627-
رَوَيْنَا في "كتاب ابن السني"[رقم: 290] ، عن أنس رضي الله عنه، قال: استسقى النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فسقاهُ يهوديٌّ، فقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم:"جَمَّلَكَ اللَّهُ"، فما رأى الشيب حتى مات.
بابُ ما يقولهُ إذا رَأى مِن نفسهِ أو ولده أو مالِه أو غير ذلكَ شيئاً فأعجبهُ، وخاف أن يُصيبهُ بعينهِ، وأنْ يتضرر بذلك:
1628-
في صحيحي البخاري [رقم: 5944]، ومسلم [رقم: 2187] ؛ عن أبي هريرةَ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"العينُ حَقٍّ".
1629-
وَرَوَيْنَا في "صحيحيهما"[البخاري، رقم: 5739، ومسلم، رقم: 2197] ، عن أُمّ سلمةَ رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جاريةً في وجهها سفعةٌ، فقال:"استرقُوا لَهَا، فإنَّ بِهَا النَّظرة".
قلتُ: السَّفعة بفتح السين المهملة وإسكان الفاء، هي: تغيّر وصفرةٌ.
وأما النظرة فهي: العين، يقالُ: صبيّ منظور، أي: أصابته العين.
1630-
وَرَوَيْنَا في "صحيح مسلم"[رقم: 2188] ، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"العَيْنُ حَقٌ، وَلَوْ كانَ شيءٌ سابقَ القَدَرَ سبقتهُ العينُ، وإذا اسْتُغْسلْتم فاغْسِلُوا".
1631-
قلتُ: قال العلماءُ: الاستغسالُ، أن يُقال للعائن، وهو الصائبُ بعينهِ الناظرُ بها بالاستحسان: اغسلْ داخلَ إِزارك مما يلي الجلد بماءٍ، ثم يُصبّ على الْمُعيَنِ، وهو المنظورُ إليهِ. وثبت عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان يؤمرُ العائنُ أن يَتوضأ، ثم يغتسل منهُ المعينُ. رواه أبو داودَ [رقم: 3880] بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلمٍ.
1632-
وَرَوَيْنَا في "كتاب الترمذي"[رقم: 2058] ، والنسائي في "السنن الكبرى" كما في "تحفة الأشراف"، [رقم: 4327] ، وابن ماجه [رقم: 3511] ؛ عن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوّذُ من الجانّ وعين الإِنسان حتى نزلت المعوّذتان، فلما نزلتا أخذَ بهما، وترك سواهما. قال الترمذي: حديثٌ حسنٌ.
1633-
وَرَوَيْنَا في "صحيح البخاري"[رقم: 3371] حديث ابن عباس، أن النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يعوذُ الحسن والحسين رضي الله عنهما:"أعيذُكما بكلماتِ اللَّهِ التامات، مِنْ كُلِّ شيطانٍ وهامةٍ، وَمِنْ كُلّ عينٍ لامةٍ"، ويقولُ:"إنَّ أباكُما كانَ يُعَوِّذُ بهما إسماعيلَ وإسحاق"[مر برقم: 706] .
1634-
وَرَوَيْنَا في "كتاب ابن السني"[رقم: 207] ، عن سعيد بن حكيم رضي الله عنه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خافَ أن يُصيب شيئاً بعينه، قال:"اللَّهُمَّ بارِكْ فِيهِ وَلا تَضُرّهُ".
1635-
وَرَوَيْنَا فيه [رقم: 206] ، عن أنسٍ رضي الله عنه، أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ رأى شَيْئاً فأعجبهُ، فَقالَ: ما شاءَ اللَّهُ، لا قُوَّةَ إِلَاّ باللَّهِ؛ لَمْ يضرهُ".
1636-
وَرَوَيْنَا فيه [رقم: 204] ، عن سهل بن حنيفٍ رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأى أحدكم ما يُعجبهُ في نَفْسِهِ أوْ مالهِ فَلْيُبَرّكْ عَلَيْهِ، فإنَّ العَيْنَ حَقُّ".
1637-
وَرَوَيْنَا فيه [رقم: 205] ، عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأى أحدكُم من نفسهِ ومالهِ وأخيهِ ما يُعجبهُ فليدعُ بالبَرَكَةِ".
1638-
وذكر الإمامُ أبو محمدٍ القاضي حُسينُ من أصحابنا رحمهم الله، في كتابهِ "التعليق في المذهب" قال: نظرَ بعضُ الأنبياء، صلواتُ الله وسلامهُ عليهم أجمعين، إلى قومهِ يوماً، فاستكثَرهم وأعجبوهُ، فماتَ منهم في ساعةٍ سبعونَ ألفاً، فأوحى الله سبحانه وتعالى إليه: أنَّكَ عِنْتَهُمْ، وَلَوْ أنَّكَ إذْ عِنْتَهُمْ حَصَّنْتَهُمْ لَمْ يَهْلِكُوا؛ قال: وَبأيّ شيءٍ أُحَصّنُهُمْ؟ فأوحى الله تعالى إليه: تقولُ: حَصَّنْتُكُمْ بالحَيّ القَيُّومِ الَّذي لا يموتُ أَبَدَاً، ودفعتُ عنكمُ السوءَ بِلا حولَ وَلا قوةَ إِلَاّ باللهِ العَلِيّ العَظيمِ.
قال المعلقُ عن القاضي حُسينٍ: وكان من عادةِ القاضي حُسينِ رحمه الله إذا نظرَ إلى أصحابهِ، فأعجبهُ سمتُهم وحسنُ حالهم، حصَّنهم بهذا المذكور؛ والله أعلم.
بابُ ما يقولُ إذا رأى ما يُحِبُّ أو1 ما يَكرهُ:
1639-
رَوَيْنَا في "كتاب ابن ماجه"[رقم: 3803]، وابن السني [رقم: 380] ؛ بإسناد جيد؛ عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يُحِبّ، قال:"الحمدُ لِلَّهِ الَّذي بِنِعْمَتِهِ تتم الصالحت"، وإذا رأى ما يكرهُ، قال:"الحَمْدُ لِلَّهِ على كُلّ حالٍ".
قال الحاكم أبو عبد الله [1/ 499] : هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد.
1 في بعض النسخ: "و" بدلاً من: "أو".