الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا رسول الله: إن اليهود تقول كذا وكذا، فلا نجامعهن؟ فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظننا أنه قد وجد عليهما، فخرجا فاستقبلهما هدية من لبن إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل في أثرهما فسقاهما، فعرفا أن لم يجد عليهما.
وجه الاستدلال:
قوله صلى الله عليه وسلم: (اصنعوا كل شيء إلا النكاح) دليل على أن المحرم هو الوطء في الفرج، وأن المراد بالمحيض هو مكان الحيض.
الدليل الثاني:
(1903 - 363) ما رواه البخاري من طريق سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود،
عن عائشة قالت: كنت أغتسل أنا والنبي صلى الله عليه وسلم من إناء واحد، كلانا جنب، وكان يأمرني فأتزر، فيباشرني وأنا حائض، وكان يخرج رأسه إليَّ وهو معتكف وأنا حائض.
وأخرجه مسلم، من طريق جرير، عن منصور به بلفظ: كانت إحدانا إذا كانت حائضًا أمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأتزر بإزار ثم يباشرها
(1)
.
الدليل الثالث:
(1904 - 364) ما رواه البخاري من طريق عبد الواحد، قال: حدثنا الشيباني، قال: حدثنا عبد الله بن شداد، قال
سمعت ميمونة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يباشر امرأة من نسائه أمرها فاتزرت وهي حائض.
ورواه مسلم، من طريق خالد بن عبد الله، عن الشيباني به بلفظ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يباشر نساءه فوق الإزار وهن حيض
(2)
.
(1)
صحيح البخاري (299)، مسلم (293).
(2)
صحيح البخاري (303)، ومسلم (294).
• وأجيب عن هذين الحديثين:
الجواب الأول:
أن هذين الحديثين هما حكاية فعل للرسول صلى الله عليه وسلم، ليس فيها النهي عن المباشرة فيما تحت الإزار، والفعل لا يقدم على القول، وحديث:(اصنعوا كل شيء إلا النكاح) سنة قولية، وهو صريح بالجواز.
الجواب الثاني:
أن هذا الفعل من النبي صلى الله عليه وسلم في فور الحيضة واشتدادها.
(1905 - 365) فقد روى البخاري من طريق عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه،
عن عائشة قالت: كانت إحدانا إذا كانت حائضًا، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يباشرها، أمرها أن تتزر في فور حيضتها ثم يباشرها. وأيكم يملك إربه كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يملك إربه. وأخرجه مسلم
(1)
.
(1906 - 366) وروى ابن ماجه، قال: حدثنا الخليل بن عمرو، ثنا ابن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس، عن معاوية بن خديج، عن معاوية بن أبي سفيان،
عن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال: سألتها كيف تصنعين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحيضة؟ قالت: كانت إحدانا في فورها أول ما تحيض، تشد عليها إزارًا إلى أنصاف فخذيها، ثم تضطجع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
(2)
.
[حسن إن سلم من عنعنة ابن إسحاق، ويشهد له حديث عائشة الصحيح].
قال ابن رجب في شرح البخاري: وفي هذا الحديث مع حديث عائشة الثاني الذي خرجه البخاري هاهنا دلالة على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يأمر الحائض بالاتزار في
(1)
صحيح البخاري (302)، ومسلم (293).
(2)
سنن ابن ماجه (638).