الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عِنْدِي التَّنَازُعُ» فَخَرَجَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: «إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ، مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ كِتَابِهِ» . [الحديث 114 - أطرافه في: 3053، 3168، 4431، 4432، 5669، 7366].
41 - بَابُ العِلْمِ وَالعِظَةِ بِاللَّيْلِ
115 -
حَدَّثَنَا صَدَقَةُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ هِنْدٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ،
ــ
فإن قلت: فما كان كتابه الَّذي أراد أن يكتبه؟ قلتُ: الَّذي عليه المحققون، وهو الَّذي يجبُ القطع به أخه كان يريد أن يبين شأن الإمامة بعده، فإنه أمَرٌ مهم ولم يكن له بيانٌ شافٍ ونصٌّ جلي وإن كانت الأمارات ظاهرةً في الصِدّيق، كيف وقد قال في شأنه:"يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر" إذ لا معنى له إلا الإمامة.
وقال ابن بطال: إنما ترك الكتابة إباحةً للاجتهاد، وأن ينال العلماء فضل الاجتهاد، وتبعه غيره. وهذا كلام لا طائلَ تحته؛ لأن نزول القرآن مع كثرة الأحاديث لم يَسُدَّ باب الاجتهاد، فكيف يسد شيء يكتبه في ورقةٍ في ساعته؟
(وكثرُ اللَّغَطُ) -بفتح اللام والغين المعجمة والطاء المهملة-: الأصواتُ المختلفة (ولا ينبغي عندي التنازع) لأن التنازع إنما يَقَعُ إذا لم يعرف طريق الحق فيه، ومع وجوده هذا محال (إن الرَزِيَّة ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كتابه) الرَّزِيئَة: -بفتح الراء المهملة وكسر الزاي المعجمة بعدها همزة مفتوحة- الداهية والمصيبة، من الرزء وهو النقص كما في حديث صاحبة المزادتين. "اعلمي أنا ما رزئنا من مائك شيئًا"(2)، وإنما عَدَّ ابن عباس عدمَ كتابة الكتاب من أعظم المصائب، خوفًا على المسلمين من وقوع الفتن.
باب: العلمْ والعِظَة بالليل
العِظة -بكسر العين-: الموعظة والتذكير بأمور الآخرة، نوعٌ خاص من العلم، ولذلك عطفه على ما يعمّه وغيره.
115 -
(هِند) -بكسر الهاء- بنت الحارث (أم سَلَمة) حَرَمُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أم
وَعَمْرٍو، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ هِنْدٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ، مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الفِتَنِ، وَمَاذَا فُتِحَ مِنَ الخَزَائِنِ، أَيْقِظُوا صَوَاحِبَاتِ الحُجَرِ، فَرُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ فِي الآخِرَةِ» . [الحديث 115 - أطرافه في: 1126، 3599، 5844، 6218، 7069].
ــ
المؤمنين، كانت ذات منزلةٍ عظيمة عنده. رُوي عن عمر بن الخطاب أنَّه قال لأم المؤمنين حفصة: لا ذلك حب عائشة، ولا جمال أم سلمة (وعمروٍ) بالجر عطف على معمر (عن امرأة عن أم سلمة) هذه المرأة هي المتقدمة آنفًا فليس الرواية عنها من قبيل [المبهم].
(استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة) لفظ الذات معجم تزيينًا للكلام. وقيل: للتأكيد، وليس محل التأكيد، وقال صاحب "الكشاف": من إضافة المسمى إلى الاسم، وذلك باعتبار مفهوم الذات، والحق أنَّه من إضافة العام إلى الخاص.
(سبحان الله، ماذا أُنزل الليلةَ من الفتن) انتصاب سبحانَ على المصدر وهو علم التسبيح، وعلميته لا تنافي الإضافة كما سبق منا تحقيقُه، وما، في:"ماذا": استفهامية، وذا موصولة بمعنى الَّذي، والغرضُ: التعجب من كثرة ما نزل.
فإن قلت: أيّ فتن نزلت ولم يقع في زمانه شيء من الفتن؟ قلت: أطلعه الله تعالى على ما يقع في الأرض فأخبر عنها بالنزول لتحقق وقوعها مثل: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ} [الأعراف: 44] وكذا الخزائن وهي التي حصلت لأمته بعده من الخير والأموال الجزيلة.
(أيقظوا صواحب الحُجَر).
فإن قلت: لمن يخاطب بـ: "أيقظوا" وهو في فراش أم سلمة؟ قلت: لمن يصلُحُ أن يكون مخاطبًا.
فإن قلتَ: ما المرادُ بصواحب الحجر؟ قلتُ: أزواجُه الطاهرات لأنهن أقربُ الناس إليه، ورعيته الواجبة الرعاية.
(فرُبَّ كاسيةٍ في الدنيا عاريةٌ في الآخرة) رُبَّ: وإن كان موضوعًا للتقليل، إلا أنَّه للتكثير هنا وفي أكثر الاستعمالات، ومعنى الحديث أن ستر الآخرة بالأعمال الصالحات، وكم امرأةٍ في الذهب والحرير وهي عديمة الأعمال مكشوفة الحال يوم القيامة، نعوذ بالله من