الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَهِيَ مَثَلُ المُسْلِمِ، حَدِّثُونِي مَا هِيَ؟» فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ البَادِيَةِ، وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَاسْتَحْيَيْتُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنَا بِهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«هِيَ النَّخْلَةُ» قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَحَدَّثْتُ أَبِي بِمَا وَقَعَ فِي نَفْسِي، فَقَالَ:«لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي كَذَا وَكَذَا» .
52 - بَابُ مَنِ اسْتَحْيَا فَأَمَرَ غَيْرَهُ بِالسُّؤَالِ
132 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الحَنَفِيَّةِ،
ــ
(إن من الشجر شجرةً لا يسقط ورقُها وهي مَثَل المسلم) -بفتح الميم والثاء- أي: شأنها شأن المسلم (لأن تكون قُلْتها) -بفتح اللام- جواب القسم أي: لأن تكون موصوفًا بذلك القول (أحبّ من كذا وكذا) كناية عن الأشياء. أي: من الدنيا وما فيها، أو من حُمْر النَّعم كما جاء في بعض الروايات وأحاديث الباب كلها دلّت على أن تركَ الحياء محمودٌ في كسب العلم والفضائل.
باب: من استحيا فأَمَرَ غيرَهُ بالسؤال
132 -
(مسدّد) بضم الميم وفتح الدال المشددة (عن الأعمش) هو سليمان بن مهْران (عن منذر الثوري) بكسر الذال المعجمة والثور: بلفظ الحيوان (عن محمَّد بن الحنفية) نسبةً إلى بني حنيفة، ونسبة إلى أمه خولة بنت جعفر بن قيس، كانت من سبي بني حنيفة في زمن الصديق، روى أبو داود عن علي بن أبي طالب أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنْ وَلَدَ لي وَلَدٌ بعدك، أسميته باسمك وأكنيتُه بكنيتك؟ قال:"نعم لَكَ خاصةً" روى أنس قال لعلي: يا أبتاه حيث لك أمر من أمور الحروب تبعثني إليه، والحسن والحسينُ لا تَبْعَثْهما. قال: يا بُنيّ، أنت اليد اليمنى، وهما العينان، أبقي
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً فَأَمَرْتُ المِقْدَادَ بْنَ الأَسْوَدِ أَنْ يَسْأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ، فَقَالَ:«فِيهِ الوُضُوءُ» . [الحديث 132 - طرفاه في: 178، 269].
ــ
باليمين العين. مناقبُهُ لا تُحصى، وعند بعض الروافض أنه الإمام المهدي المنتظر، وأنه مقيمٌ بجبل رضوى، ولهم في ذلك أشعارٌ.
(عن علي قال: كنت رجلًا مَذّاءً) -بفتح الميم وتشديد الذال المعجمة- من المذي -بفتح الميم وذال ساكنة- ماء أبيض يخرج من الذكر عند ملاعبة النساء أو تخيُلهِنّ (فأمرتُ المقداد) -بكسر الميم بعده قاف- هو ابن عمرو البهراني ثم الكندي ثم الزهري، اشتهر بابن الأسود، لأن أسود بن عبد يغوث تَبَنّاه، وقيل: تزوج أُمَّه، ويجوزُ وقوعُ الأمرين، من السابقين الأولين والموصوفين بالشجاعة شهد بدرًا، قيل: ولم يكن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فارسٌ سواه، وله كلامٌ سيأتي حين شاور رسول الله صلى الله عليه وسلم الأصحاب في غزوة بدر، يدل على علو كعبه في الدين والشجاعة (فقال: فيه الوضوء) وكان الأمر فيه مشتبهًا على عليٍ، لأنه ليس من جنس البول، ولا من جنس المني.
ومن فقه الحديث: أن الأحرى بالأصهار أن لا يذكروا شأن المرأة مع الأحماء. وفيه أن معرفة فروع الدين يكفي فيه خبر الواحد، والاكتفاء بالظن مع القدرة على اليقين. والظاهر أن عليًّا لم يكن حاضرًا عنده، لقوله: يغسِلُ ذكره.
فإن قلتَ: قد جاء في الرواية الأخرى: "اغسِلْ ذكرك". قلتُ: الخطاب للمقداد كأنه ظن أنّه السائل، لكن في رواية النسائي أنه سأله وعليٌ حاضر. ولا يقدحُ في الاستدلال بخبر الواحد، لأن عليًّا لم يقل: اسأله وأنا حاضر.