الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ". [الحديث 86 - أطرافه في: 184 - 922 - 1053 - 1054 - 1061 - 1235 - 1373 - 2519 - 2520 - 7287].
26 - بَابُ تَحْرِيضِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَفْدَ عَبْدِ القَيْسِ عَلَى أَنْ يَحْفَظُوا الإِيمَانَ وَالعِلْمَ، وَيُخْبِرُوا مَنْ وَرَاءَهُمْ
وقَالَ مَالِكُ بْنُ الحُوَيْرِثِ: قَالَ لَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُمْ فَعَلِّمُوهُمْ» .
ــ
بحق هذا النبي صلى الله عليه وسلم المكرم (سمعتُ الناس يقولون شيئًا فقلتُه) هذا كذبٌ منه كما كان يكذب في الدنيا.
فإن قلت: في رواية الإمام أحمد والترمذي أنه يقول: "هاه هاه"(1)؟ قلتُ: لا ينافي، يقول هذا وذاك.
فإن قلت: هل تعاد روحه إلى جسده كما كان في الدنيا، أو يحصل تعلق يدرك به الألم واللذة؟ قلتُ: في رواية الترمذي والإمام أحمد تعاد روحه إلى جسده (2).
فإن قلت: إذا عادت روحه إلى جسده، هل تفارقه بعد المسألة؟ قلتُ: لا ألا ترى إلى قوله: "تسلّط عليه تسعةٌ وتسعون تِنينًا تَلْدَغُهُ إلى قيام الساعة"(3) ولفظ الحديث أيضًا صريح فيه حيث قالوا للمؤمن: "نم صالحًا". وللغزالي في هذا الباب بَسْطٌ شافٍ من أراده فعليه بمطالعة "الإحياء".
باب: تحريض النبي صلى الله عليه وسلم وَفْدَ عبد القيس على أن يحفظوا الإيمان والعلمَ ويخبروا مَنْ وراءَهم
الوفد جمعُ الوافد كصَحْب في صاحب، وهو الذي يَرِدُ على الملوك لمهمات قومه.
وعبد القيس: قبيلة من أسدٍ، أبوهم عبدُ القيس بن أفصى من أولاد أسد بن ربيعة، وقد تقدم أنهم وفدوا سنة تسعٍ بعد حج أبي بكر (وقال مالك بن الحويرث) بضم الحاء على وزن المصغر الليثي يكنى أبا سليمان، سيأتي حديثه مسندًا في كتاب الصلاة، روى حديثه معلقًا تقوية لما أسنده بعده.
87 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، قَالَ: كُنْتُ أُتَرْجِمُ بَيْنَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَبَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَ: إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ القَيْسِ أَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «مَنِ الوَفْدُ أَوْ مَنِ القَوْمُ» قَالُوا: رَبِيعَةُ فَقَالَ: «مَرْحَبًا بِالقَوْمِ أَوْ بِالوَفْدِ، غَيْرَ خَزَايَا وَلَا نَدَامَى» قَالُوا: إِنَّا نَأْتِيكَ مِنْ شُقَّةٍ بَعِيدَةٍ، وَبَيْنَنَا وَبَيْنَكَ هَذَا الحَيُّ مِنْ كُفَّارِ مُضَرَ، وَلَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَأْتِيَكَ إِلَّا فِي شَهْرٍ حَرَامٍ، فَمُرْنَا بِأَمْرٍ نُخْبِرُ بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا، نَدْخُلُ بِهِ الجَنَّةَ. فَأَمَرَهُمْ بِأَرْبَعٍ وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: أَمَرَهُمْ بِالإِيمَانِ بِاللَّهِ عز وجل وَحْدَهُ، قَالَ:«هَلْ تَدْرُونَ مَا الإِيمَانُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:«شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَتُعْطُوا الخُمُسَ مِنَ المَغْنَمِ» وَنَهَاهُمْ عَنِ الدُّبَّاءِ وَالحَنْتَمِ وَالمُزَفَّتِ.
ــ
87 -
(محمد بن بَشّار) بفتح الباء وتشديد المعجمة (غُنْدَر) بضم الغين المعجمة، وفتح الدال المهملة محمد بن جعفر البصري، وغُنْدَر لقبٌ له (عن أبي جَمْرة) -بالجيم- نصر بن عمران الضبعي (من الوفدُ؟ أو مَنْ القوم؟) الشك من ابن عباس (قالوا: ربيعةُ) أي: أولاد ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان (مرحبًا بالقوم) أصلْ الرَّحب: السعة. قال تعالى: {ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ} [التوبة: 118] ومعنى قوله: مرحبًا، أي: رحَّب الله بهم. قال ابن الأثير: جعل المَرْحَب موضع الترحيب.
(غير خزايا ولا ندامى) جمع خزيان وندمان. ويروى الاسمان معرفتين، وقد تقدم الحديث بشرحه في كتاب الإيمان في باب أداء الخُمُس من الإيمان (1)، (من شقة بعيدة) -بضم الشين وتشديد القاف- قال ابن الأثير: والشقة أيضًا السفر. قلتُ: اشتقاق اللفظ من الشق؛ لأن المسافر يَشُق الأرضَ، أو من المشقة لأنه يحتملها.
(فمُرنا بأمرٍ نُخبر به من وراءنا وندخل به الجنة) يروى الفعلان بالجزم على الجواب، والرفع على الاستئناف، أو على صيغة أمر، والنصب على أنه حال مقدرة من الفاعل (وتُعطوا الخُمسَ) نُصب بتقدير: أن؛ لأنه معطوف على الإيمان بالله (ونهاهم عن الدُبَّاء والحَنْتَم والمُزَفَّت) الدباء: القرع، والحنتم: الجرة الخضراء، والمُزَفَّت: الذي طُلي بالزّفت