الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
36 - بَابٌ: هَلْ يُجْعَلُ لِلنِّسَاءِ يَوْمٌ عَلَى حِدَةٍ فِي العِلْمِ
؟
101 -
حَدَّثَنَا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الأَصْبَهَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ ذَكْوَانَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَتِ النِّسَاءُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ، فَوَعَدَهُنَّ يَوْمًا لَقِيَهُنَّ فِيهِ، فَوَعَظَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ، فَكَانَ فِيمَا قَالَ لَهُنَّ:«مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تُقَدِّمُ ثَلَاثَةً مِنْ وَلَدِهَا، إِلَّا كَانَ لَهَا حِجَابًا مِنَ النَّارِ» .
ــ
الإفتاء خطأً من غير دليل وعلم. وأضلَّ غيرَهُ بذلك، وله من هذا النَّمط كلمات أُخَر أعرضْنا عنها لظهور فسادها.
باب: هل يُجعَل للنساء يومٌ على حدة في العلم
حِدَة -بكسر الحاء- مصدر وحد، والتاء عوضٌ عن الواو كما في عِدَة. والجار والمجرور في محل النصب على الحال.
101 -
(آدم) ابن إياس بكسر الهمزة (ابن الأصبهاني) هو عبد الرحمن بن عبد الله الكوفي. مولى جديلة قيس، وأَصبهان -بفتح الهمزة وكسرها- بلدة معروفة من عراق العجم، ويقال بالفاء أيضًا (سمعتُ أبا صالح ذكْوان) -بالذال المعجمة- هو السَمَّان (غَلَبنا عليكَ الرجال) بفتح الباء ومعنى الغلبة عليه: اختصاصه بهم من غير مشاركة النساء؛ لأنهم لا يقدرون على مخالطة الرجال، والاستفادة معهم، فكأنهم أخذوه منهنَّ قهرًا. وفي رواية: قالت امرأةٌ: يا رسول الله، ذَهَب الرجالُ بحديثك، وهو معنى ما أشرنا إليه من الغلبة.
(فاجعل لنا يومًا من نفسك) أي: من أوقات نفسك يومًا مخصوصًا بنا لا يشاركنا فه أحدٌ من الرجال؛ لتبلغ المقصودَ على وجه الراحة (فَوَعَدَهُنّ يومًا لقيهنّ فيه) -بفتح اللام وكسر القاف- أي: صادفَهُنّ، من اللقاء بمعنى المصادفة دون الرواية (فوعظهُنَّ وأَمَرهُنّ) أي: ذكّرهن بأمور الآخرة، وأمرهُن بما يجب ويحرُمُ عليهن من أحكام الدنيا، وأدرج النهيَ في الأمر، لأنه كفّ النفس، فهو أمرٌ معنًى، أو اكتفى بأحد الضِدّين، كما في قوله تعالى:{سَرَابِيْلَ تَقِيْكُمُ الحَرَّ} [النحل: 81].
(ما منكنّ امرأةٌ تُقَدِّمُ ثلاثة من ولدها، إلا كان لها حجابًا من النار)"كان": تامة،
فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: وَاثْنَتَيْنِ؟ فَقَالَ: «وَاثْنَتَيْنِ» . [الحديث 101 - طرفاه في: 1249، 7310].
102 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَصْبَهَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:«ثَلَاثَةً لَمْ يَبْلُغُوا الحِنْثَ» . [الحديث 102 - طرفه في: 1250].
ــ
وحجاب: فاعلُها. ويجوزُ أن تكون ناقصةً، وفيها ضمير ما قدم، و"لها حجاب": جملة وقعت خبرها، وقد يُروى بنصب حجاب. ففي كان ضمير "ما" قُدَّم قطعًا. وتذكير الثلاثة باعتبار الولد الشامل للذكر والأنثى (قالت: واثنين) عطف على ثلاث في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومثله يُسمَّى بالعطف التلقيني، أي: قل واثنين. ذكره صاحب "الكشاف" في قوله تعالى: {قَالَ وَمِنْ ذُرِيَتِي} [البقرة: 124] بعد قوله تعالى: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلْنَّاسِ إِمَامًا} [البقرة: 124] لكنه قال: هو كعطف التلقين تأدبًا؛ لأن الكلامَ مع الله تعالى. ومن فوائد هذا الأسلوب: المبالغةُ في جعله من تتمة كلام المتكلم كأنه تحقّق منه كالمعطوف عليه. ومن فوائده أيضًا: التحاشي عن صورة الأمر، لتعالي المخاطب مع الاختصار الَّذي يروق كل سامع. واختصر في البخاري على الاثنين.
ورَوَى الإمام أحمد وابن ماجة عن معاذ بن جبل أنَّه قيل له: وواحد؟ قال: "وواحد". ورَوَى الترمذي عن عائشة: "من كان له فرطان" قلتُ: ومن كان له فرط؟ قلت: قال: "ومن كان له فرط". قلت: ومن لم يكن له فرط؟ قال: "أنا له فرط لن تُصابوا بمثلي".
102 -
(بشار) بالموحدة وتشديد المعجمة (غُنْدَر) -بضم المعجمة وفتح الدال- أصله غُدَر على وزن عمر، والنون زائدة، لقبٌ لمحمد بن جعفر (عن عبد الرحمن بن الأصبهاني) ذكره باسمه هنا بخلاف السند المتقدم محافظةً على الألفاظ المسموعة من المشايخ (عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا) أي: بالحديث المذكور من غير زيادة ولا نقصان (وعن عبد الرحمن بن الأصبهاني قال: سمعتُ أبا حازم عن أبي هريرة [قال: ثلاثة، لم يَبْلُغوا الحِنْثَ) أي: الوقت