الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَبِالإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيًّا فَسَكَتَ. [الحديث 93 - أطرافه في: 540، 749، 4621، 6362، 6468، 6486، 7089، 7090، 7091، 7294، 7295].
31 - بَابُ مَنْ أَعَادَ الحَدِيثَ ثَلَاثًا لِيُفْهَمَ عَنْهُ
فَقَالَ: «أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ» فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا
ــ
بعد قوله: "الولدُ للفراش".
وإنما قوله: "أبوك حذافة" بيان ما في نفس الأمر، ألا ترى أن رجلًا آخر قال: أين أبي؟ قال: "أبوك في النار" كما سيأتي في البخاري.
فإن قلتَ: هذه أحكام شرعية كيف حَكَم بها في حال الغضب؟ وقد قال: "لا يقضي القاضي وهو غضبان"؟ قلتُ: هو مستثنى عن القاعدة، محفوظ من عند الله، لا يقول إلا الصواب، وقد يقال: حالُ الموعظة ليس كحال الحكمِ، فيجوزُ مع الغضب. بل أولى أن يكون في حالة الغضب، قلت: ترجمة البخاري تدل على ذلك، فيجوزُ لكل أحدٍ الموعظةُ فيها.
(فبَرَك عمرُ على ركبتيه) إجلالًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
باب من أعاد الحديثَ ثلاثًا ليُفْهَم عنه
بضم الياء وفتح الهاء علي بناء المجهول فقال: (أَلَا وقولُ الزور، فما زال يكررها) الضمير لقول الزور أنثه باعتبار الجملة أو الكلمة، والزور لغةً الميل، أراد به الميلَ عن الحق، وهذا قطعةٌ من حديث مسندٍ عنده أسنده في كتاب الشهادات ولفظه:"قال ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قالوا: بلى. قال: "الإشراكُ بالله، وعقوقُ الوالدين"، وكان متكئًا فجلس وقال: "أَلَا وقول الزور"، فما زال يكررها حتَّى قلنا: ليته سكت. وقوله: (حتَّى قلنا) هو غاية التكرير فسقط ما يقال: ما زال يكررها ما دام في المجلس، فإنه خلاف الواقع مع عدم دلالة الكلام عليه.
وَقَالَ: ابْنُ عُمَرَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «هَلْ بَلَّغْتُ ثَلَاثًا؟» .
94 -
حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ المُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ «إِذَا سَلَّمَ سَلَّمَ ثَلَاثًا، وَإِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَعَادَهَا ثَلَاثًا» . [الحديث 94 - طرفاه في: 95، 6244].
95 -
حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَارُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ المُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ «إِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَعَادَهَا ثَلَاثًا، حَتَّى تُفْهَمَ عَنْهُ، وَإِذَا أَتَى عَلَى قَوْمٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، سَلَّمَ عَلَيْهِمْ ثَلَاثًا» .
ــ
(وقال ابن عُمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل بَلَّغْتُ ثلاثًا؟) هذا تعليق لحديث سيرويه في كتاب الحج، أورده تعليقًا اختصارًا تقوية لمّا استدل به.
94 -
(عَبْدَةُ) -بضم العين وسكون الباء- هو ابن عبد الله، أبو سهل الصفَّار الخُزاعي (عبد الله بن المُثَنَّى) بضم الميم وتشديد النون (ثُمامة) بضم الثاء كان إذا تكلَّم بكلمةٍ أعادها ثلاثًا).
أراد بالكلمة: الكلامَ المشتملَ على حكم أو أحكام، لا اللفظ المفرد؛ فإنه اصطلاحٌ حادثٌ، وهذا كان منه في الأمور المهمة، ولفظ: إذا، إنما يدل على الجزم بالوقوع لا على الدوام، كما ظُنَّ، لكن لفظ: كان، يدل على الاستمرار، ومجمله ما ذكرنا، إذ لا يشك أحد في أنَّه في محاورته مع أصحابه، أو مع الوفود لم يُعدْ كل كلمةٍ ثلاث مراتٍ.
95 -
(وإذا أتى على قومٍ فسَلَّم عليهم سلم عليهم ثلاثًا) قوله: فسلَّم عطفٌ على قوله: أتى. وقوله: سلَّم، جواب الشرط، والتسليمات الثلاث: الاستئذان، لما سيأتي من حديث أبي موسى مع عُمر، ولما رَوَى أنس بنُ مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بابَ سعد بن عُبادة فَسَلَّم ثلاثًا، ثم انصَرَفَ فتبعه سعدٌ، وقال: يا رسول الله ما من تسليمةٍ إلا وهي بأذني
96 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: تَخَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ سَافَرْنَاهُ، فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقْنَا الصَّلَاةَ، صَلَاةَ العَصْرِ، وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ، فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ «وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا» .
ــ
إلا أني أردتُ استكثار البركة.
ولا يخفى أن مشروعية الثلاث، إنما يكون إذا لم يسمع الأول أو الثاني. وقد رَوَى أبو داود والترمذي عن كَلْدة بن حنبل أن أخاه صفوان بن أمية أرسله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل ولم يستأذن. فقال له: ارجعْ وقل: السلام عليكم أدخُلُ. ولم يأمره بثلاثٍ. وحمل الحديثَ بعضُهم على سلام الاستئذان، وسلام الملاقاة، وسلام الوداع. وفيه بُعْدٌ ناب عنه قوله: إذا أتى على قومٍ.
96 -
(مسدّد) بضم الميم على وزن اسم المفعول (أبو عَوَانة) -بفتح العين- الوضّاح اليشكري الواسطي (عن أبي بِشْر) -بكسر الموحدة وشين معجمة- جعفر بن إياس (عن يوسف بن ماهَكَ) اسم أمه، غير منصرف علمٌ وعجمة وتأنيث، وماهَك تصغير ماه، مرادف قمر في العربية.
(فأدركنا) بفتح الكاف (وقد أرهَقْنا الصلاةَ صلاةَ العصر) بفتح الهاء وسكون القاف، ونصب الصلاة، وصلاة العصر بدل منه، أي: أخّرناها حتَّى كِدْنا أن نُلحقها بالصلاة التي بعدها من الرَّهَقِ وهو القُرب. ومنه الغلامُ المراهقُ (فنادى بأعلى صوته: ويل للأعقاب من النار مرتين أو ثلاثًا) أي: لأصحاب الأعقاب أو للأعقاب، لأنها محل الجناية، وقد تقدَّم شرحُ الحديث بسنده في باب رفع الصوت بالعلم برواية رفع الصلاة وأن معناها: أعجلتنا وغشيتنا.