الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال (ن): هو صلى الله عليه وسلم معصومٌ، لكن [لا]، من الأمراض والأسقام العارضة للجسم، فيما لا نقصَ فيه، ولا فسادَ في شرعه.
فقول عمر: حسبنا كتاب الله، ردٌّ على مَنْ نازعه، لا على أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وكان ظهَر له صلى الله عليه وسلم حين هَمَّ بالكتاب أنَّه مصلحةٌ، أو أوحي إليه بذلك، ثم ظهر، أو أوحي إليه أن المصلحةَ تَرْكُه، والله سبحانه أعلم بحقيقة الحال.
* * *
40 - بابُ الْعِلْمِ وَالْعِظَةِ بِاللَّيْلِ
(باب العلم والعظة بالليل)، في نسخةٍ بدَل (العِظَة):(اليَقَظة).
115 -
حَدَّثَنَا صَدَقَةُ، أَخْبَرَناَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ هِنْدٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، وَعَمْرٍو، وَيَحْيىَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ هِنْدٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتِ: اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: "سُبْحَانَ اللهِ! مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الْفِتَنِ، وَمَاذَا فُتِحَ مِنَ الْخَزَائِنِ؟ أَيْقِظُوا صَوَاحِبَاتِ الْحُجَرِ، فَرُبَّ كَاسِيةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ فِي الآخِرَةِ".
(وعمرو ويحيى) عطفٌ على (معمر)، أي: وروى ابن عُيينة عنهما أيضًا، عن الزُّهري، وفي بعض النُّسَخ قبل ذلك جاء التحويل.
قال (ك): وفي بعضها برفع (عمرو)، أي: قال عمرو، ويحتمل
أن يكون تعليقًا من البخاري، والظاهر الأصح الأول.
(عن امرأة) كذا في نسخةٍ، أي: هند السابقة، واغتُفر ذلك؛ لأنَّه متابعةٌ، وفي كثيرٍ من النسخ:(عن هند)، وكذا بقية روايات البخاري في:(صلاة الليل)، و (اللباس)، و (علامات النُّبوَّة)، و (الأدب)، و (الفتن).
(استيقظ)؛ أي: تيقَّظ، أي: انتبه من النوم.
(ذات ليلة)؛ أي: في ليلة، و (ذات)، مقحمةٌ للتأكيد.
وقال الزَّمَخْشَري: من باب إضافة المسمَّى إلى اسمه.
وقال الجَوْهَري: قولهم: ذات مرةٍ، وذو صباحٍ، من ظروف الزمان التي لا تتمكَّن، تقول: لقيته ذات يومٍ، وذات ليلةٍ.
(سبحان) نصب على المصدر، بمعنى التنزيه، والعرب تقوله في مقام التعجُّب.
قال بعض النحاة: إنَّه من ألفاظ التعجب.
(ما) استفهامية ضُمِّنت معنى التعجب والتعظيم.
(الليلة) ظرف للإنزال.
(الفتن)؛ أي: العذاب؛ لأنَّها سببه.
(الخزائن)؛ أي: الرحمة، قال تعالى:{خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي} [الإسراء: 100].
والمراد: أنَّه صلى الله عليه وسلم رأى في المنام أنَّه سيقع بعده فتنٌ، وتفتح لهم الخزائن، أو أوحي إليه ذلك قبل النوم، أو بعده، وهو من معجزاته،
فقد وقع بعده الفتن، وفتحت الخزائن من فارس والروم وغيرهما.
(أيقظوا) -بفتح الهمزة- أي: نبِّهوا.
(صواحب) مفعولُه، وهو جمع صاحبة، والمراد أزواجه، ويجوز كسر همزة:(أيقظوا)، أو نصب: صواحب على النداء لو رُوي كذلك، كذا قال (ك)، وفيه نظرٌ؛ لأن النِّسوة لا يُخاطبن إلا بالنون.
(رب) للتكثير، وإن كان أصلها للتقليل، وهي مُتعلِّقةٌ وجوبًا بفعل ماضٍ متأخرٍ، أي: عرفتها، أو نحو ذلك.
(عارية) قال (ع): أكثر الروايات بخفضه صفة لمجرور (ربَّ).
وقال غيره: الأَولى رفعه خبر مبتدأ مضمر، أي: هي عاريةٌ.
وقال السُّهَيْلي: الأحسن عند سِيْبَوَيْهِ الخفض؛ لأن (ربَّ) عنده حرف جرٍّ لها الصدر، ويجوز الرفع، وتكون الجملة نعتًا لمجرور (ربَّ).
قال: واختيارُ الكسائيِّ أن (ربَّ) اسمٌ مبتدأٌ، والمرفوع خبرها، وإليه كان يذهب شيخنا ابن الطَّرَاوة، والمراد: لابساتٌ رقيق الثياب التي لا تمنع لون البشرة، معاقَباتٌ في الآخرة بفضيحة التعرِّي، وأنَّ لابسات الثياب النفيسة في الدنيا عاريةٌ في الآخرة، أو أن لابستها في غير بيتها، أو لغير زوجها عاريةٌ في الآخرة من الثواب، أو غير ذلك، فندبهنَّ بذلك إلى الصدقة، وترك السَّرَف، وأخذ أقلِّ الكفاية، والتصدُّق بما سواه.
وقال الطِّيْبِي: هذا بيان موجب الاستيقاظ، أي: لا ينبغي لهن