الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(فصبه) في بعضِها: (فَصَبَّ).
وفي الحديث: تنزيهُ المَسجد من الأقذار، وتطهيرُ الأرض بالصَّبِّ، كان لم تُحفَر؛ كما قاله الجمهورُ، خلافا لأبي حنيفةَ حيث قالَ: لا تطهُرُ إلا بحَفرِها، وأنَّ غُسالةَ النَّجاسة طاهرةٌ إذا طَهُر المَحلُّ في وَجهٍ مُطلقا، وفي وَجهٍ نجسةٌ، هذا إذا لم تتغيَّر، فإنْ تغيَّرت فنجِسَةٌ بالإجماع، وفيه الرِّفقُ بالجاهلِ وتعليمُه ما يلزمُه من غير تَعنيفٍ ولا إيذاءٍ؛ إذا لم يُظهر استِخفافَه أو عِنادَه، ودفعُ أعظمِ الضَّررَين بأخفِّهما، فالأمرُ بتَركه لئلا يتَضَرَّرَ، والتَّنجُّسُ قد حصلَ، فاحتمالُ زيادتِه أولى من إيقاعِ الضَّرر به، ولأنَّه لو قامَ في أثناءِ البَول لتنجَّست ثيابُه وبدنُه، ومواضعُ كثيرةٌ من المَسجدِ.
قال (ط): فعلَه استِئلافًا للأعرابِيِّ، وتَحقيقًا لقوله تعالى:{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4].
* * *
60 - بابُ صَبِّ المَاء عَلَى البَوْلِ فِي المَسْجِدِ
(باب صب الماء على البول في المسجد)
220 -
حَدَّثَنَا أبَو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَناَ شُعَيبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَني عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبةَ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ
قَالَ: قَامَ أَعرابِي فَبَالَ فِي المَسْجدِ فتَنَاوَلَهُ النَّاسُ، فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(دَعُوهُ وَهرِيقُوا عَلَى بَوْلهِ سَجْلًا مِنْ مَاءٍ، أَوْ ذَنُوبًا مِنْ مَاءِ، فَإِنَّمَا بُعِثْتُم مُيَسِّرِينَ، وَلَم تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ).
الحديث الأول:
(فتناوله)؛ أي: وقَعوا فيه يُؤذونَه.
(وهريقوا) أصلُه: أَريقوا، فأُبدِلت الهمزةُ هاءً، وسبق بيانُه في (باب الغُسل والوُضوء في المِخضَب).
(سجلًا) بفتحِ السِّين: الدَّلوُ فيه الماءُ، قَلَّ أو كَثُرَ، وهو مُذكَّرٌ.
(أو ذنوبًا) بفتح الذال: الدَّلو المَلآن، فالفارغُ لا سَجْلٌ ولا ذَنوبٌ، ويحتملُ ذلك أن يكونَ من كلامِ النَّبي صلى الله عليه وسلم، فيكونُ تخييرًا، أو من كلامِ الرَّاوي؛ فيكونُ تَرديدًا.
(بعثتم) غلَب على الصَّحابة تبعًا للنَّبي المبعوثِ صلى الله عليه وسلم، لكونهم مُقتدينَ به ومُهتدين بِهديه.
(ميسرين) حالٌ، ثم أُكِّدَ ذلك بنفيِ ضِدِّه.
* * *
221 -
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَناَ يحيَى ابْنُ سَعِيدٍ قَالَ: سَمعتُ أَنس بْنَ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
الحديث الثاني (م س):
(عبدان) هو عبد الله العَتَكِيُّ.